مصطفى الكاظمي

مصطفى الكاظمي

مصطفى الكاظمي

 لبنان اليوم -

مصطفى الكاظمي

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

وصل مصطفى الكاظمى إلى حكم العراق عقب احتجاجات شعبية، رفضت حكم الأحزاب والمحاصصة الطائفية، وراهن جانب منها على رجل من خارج المشهد الحزبى ويأتى من قلب المؤسسات الجديدة للدولة العراقية، فكان الكاظمى الرئيس السابق لجهاز المخابرات. وقد رفع المحتجون على مدار عام شعار: «كلا كلا للأحزاب»، معلنين رفضهم ليس فقط للحكومة والنظام السياسى، إنما امتد ليشمل رفض الحزبية والعملية السياسية برمتها.

والمؤكد أن هناك أسبابًا تخص الخبرة العراقية تفسر هذا الرفض الشعبى للأحزاب، حيث ارتبطت فى ذهن المواطن العادى بالمحاصصة الطائفية والمحسوبية والفساد، حيث بدا الأمر وكأن هناك كعكة مغانم يوزعها كل حزب على أعضائه وأنصاره ويترك غالبية الشعب دون أى اهتمام مادى أو معنوى.

والحقيقة أن أداء رئيس وزراء العراق بدا مميزًا ومختلفًا عن نظرائه السابقين لعدة أسباب، أهمها أنه مزج بين الخبرة الأمنية العسكرية والخبرة المدنية والسياسية، فهو رجل فى الأصل غير عسكرى، ولكنه تدرج فى سلم جهاز المخابرات حتى وصل إلى قمته، بما يعنى أنه يعرف قيم الانضباط والوطنية الخالصة التى تعرفها المؤسسة العسكرية، وفى نفس الوقت رجل سياسى حتى لو رفض أداء الأحزاب.

لقد بدا الكاظمى وكأنه نتاج تفاعل بين واقع حزبى مأزوم وملفوظ شعبيًا وبين مؤسسات دولة مأزومة أيضًا ومخترقة جزئيًا من الخارج، ومع ذلك فقد نجح الرجل أن يأخذ ميزات الاثنين، مهارة السياسى وحنكته، وانضباط رجل الدولة وصرامته. أهمية تجربة رئيس الوزراء العراقى أنه جاء فى ظل واقع شعبى رافض للأحزاب والعملية السياسية، ومع ذلك لم يقتل السياسة أو يجرمها ولم يحاصر الأحزاب والقوى السياسية (رغم اتهامها بالفساد والطائفية ورفض تيار واسع من الناس لها) إنما امتلك القوة والثقة فى مشروعه المستقل على الأحزاب وطرحه على الشعب دون أن يلغى مشاريع خصومه المنافسة.

ولذا وجدنا كيف اشتبك أنصاره بالكلام والحجة المضادة على أحد النواب العراقيين (محمد الكربولى) حين قال فى تصريح شهير إن «حكومة الكاظمى تدار عن طريق الفيس بوك وأى واحد يريد يقابله خليه يسوى مشاهداته مليون، وسيقابله»، والرد كان من «جنس العمل»، أى هجوم كلامى عليه، وأن البعض اعتبر أن ذلك دلالة على حرص الكاظمى على التواصل مع الشخصيات المؤثرة وذات الحيثية فى المجتمع العراقى.

مشروع الكاظمى قائم على التواصل المباشر مع الناس الحقيقية، وعلى أن هناك منظومة فاسدة جاء الرجل ليخلصهم منها، وشعارات صفحات مؤيديه تقول: الأحزاب الفاسدة لا تؤيده فكونوا أنتم الشعب مؤيديه أو ادعموا رئيس الوزراء «لإحقاق الحق المسلوب من قبل الحكومات السابقة»، وهو هنا يضاف إلى مشاريع كثيرة فى العالم العربى شيدت مشروع «المخلص العادل» بعضها أخفق وبعضها نجح، والكاظمى حتى اللحظة أقرب إلى أن يسجل تجربة نجاح.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى الكاظمي مصطفى الكاظمي



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:44 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

اقتحام مقر وكالة الأنباء الليبية في طرابلس

GMT 17:17 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بسمة تضجّ أنوثة بفستان أسود طويل مكشوف عن الظهر
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon