زياد عقل
أخر الأخبار

زياد عقل

زياد عقل

 لبنان اليوم -

زياد عقل

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

عادة لا نتوقع أن نفقد زميلا أو صديقا أو قريبا فى جيل بعدنا، فنتصور بحكم العادة أننا سنودع آباءنا وأساتذتنا وأحباءنا الأكبر سنًا، ولكن إرادة الله فوق أى توقع ونفذت، وفقدنا فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور زياد عقل، خبير الاجتماع السياسى وصاحب الحضور البحثى والفكرى غير التقليدى، وهو فى مقتبل الأربعينيات بعد رحلة مع المرض استمرت لسنوات وتفاقمت هذا العام.

كان زياد خبيرًا فى حركات الاحتجاج الاجتماعى وحاصلًا على بكالوريوس العلوم السياسية وماجستير الاجتماع السياسى من الجامعة الأمريكية، ثم شد الرحال إلى بريطانيا وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة ليستر.

زاملنا زياد فى مركز الأهرام منذ 2005 أى بعد عودتى من الدراسة بفرنسا بحوالى 5 سنوات واقتربنا على المستوى الإنسانى وكثيرا ما كان يبوح لى بهمومه ويعبر بفوران عن مشاعره، وأحيانا بتسرع، ولكنه كان نقيا ومخلصا لما يعتقد أنه صواب، وكان نموذجا مختلفا فى مركز الدراسات من حيث ثراء شخصيته وتنوع اهتماماته وكان محبا للموسيقى والرياضة والفن، سافرنا سويا وتحدثنا كثيرا واتفقنا واختلفنا، ولم يكن باحثا أو كاتبا تقليديا يتحول مع الوقت إلى موظف، إنما هو باحث فنان صاحب موهبة كبيرة، ونمط إنسانى غير متكرر كثيرا فى الأوساط الأكاديمية.

زياد كتب مجموعة كبيرة من الأبحاث المهمة وكتابا مميزا حمل عنوان «الخضوع والعصيان.. الحركات السياسية فى سنوات التحول» ورصد فيه مسار القوى الاحتجاجية عقب ثورة يناير، بما فيها الأولتراس، وكتب فصلا مهما عن مسارها، وربما من خلاله أصبح مهتما بالرياضة عن علم حقيقى، وأذكر أنى مازحته مرة بعد أن قدم تحليلا كرويا مميزا، وقلت له وهو داخل مكتبى: «أهلا يا كابتن زياد»، وضحكنا.

اهتمامات زياد عقل كانت متعددة، فاهتم بالملف الليبى، وأصبح من أهم الباحثين فى الشأن الليبى، وكانت له مقالات عديدة فى دوريات عربية وأجنبية ومصرية.

كان زياد فى الفترة الأخيرة نادرا ما يأتى مكتبه بالأهرام لظروفه الصحية واكتفينا بالاتصال التليفونى، وآخرها منذ أسبوعين، وقال إنه يشعر بأنه سيموت قريبا «ومش عايز حد يبقى زعلان منه»، وقال لزملاء آخرين إنه يتمنى أن يلتقى بشقيقه الذى توفى وهو طالب جامعى فى مكان أحسن، وأذكر أنى رديت عليه قائلا: إوعى تقول الكلام ده، إنت عايزنا نقولك طول الوقت إننا بنحبك، فرد ضاحكًا: «خلاص ماتخافش يا دكتور، عمر الشقى بقى وحفضل كاتم على نفسكم».

للأسف لم يحدث ما قاله لى مجاملة لأن شعوره الحقيقى كان أنه سيموت قريبًا وشابًا.

سأفتقدك يا زياد، وسنفتقد جميعا طلتك المميزة، وربنا يرحمك ويتغمدك بواسع رحمته ويصبر والدتك على فراقك حتى نلقاك.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زياد عقل زياد عقل



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

ستيفاني عطاالله وزاف قصة حب تحولت إلى عرض أزياء أنيق تُوّج بزفاف ساحر

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 11:02 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 21:36 2025 الأحد ,04 أيار / مايو

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 20:09 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

مهرجان الرقص في دورته الثانية في صور

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon