حاتم علي نهاية مشوار ثري ومثير
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس" إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي وسط مدينة نابلس
أخر الأخبار

حاتم علي... نهاية مشوار ثري ومثير

حاتم علي... نهاية مشوار ثري ومثير

 لبنان اليوم -

حاتم علي نهاية مشوار ثري ومثير

حسين شبكشي
بقلم: حسين شبكشي

أصابني خبر وفاة المخرج السوري الكبير حاتم علي بالحزن الشديد، ليس فقط لكوني عرفت الرجل عن قرب، وكنت أعتبره صديقاً لي ولكني كنت أيضاً أحترم جداً عقلية الرجل الإبداعية، ومخزونه الثقافي الكبير وعمله الدؤوب والمهني والمحترف في مناخ «بوليسي» لا يرحم. ثاني مبدع في عالم الإخراج يصيبني خبر رحيله بهذا الشعور المؤلم، وإن اختلفت الأسباب تماماً. فالخبر الأول كان رحيل الصديق المخرج الحلبي العالمي الكبير مصطفى العقاد، الذي سقط ضحية وحشية عمل إرهابي من العقلية والفكر نفسهما اللذين «حرما» أعماله، وهي الأعمال نفسها التي لا يزال يستشهد بها في تقديم الصورة الصادقة للدين وسماحته. الفاجعة في خبر رحيل مصطفى العقاد، كانت هي العملية الوحشية

التي تسببت في اغتياله والطريقة المأساوية التي رحل بها عن عالمنا، رحمه الله تعالى.
أما حاتم علي فكان خبر الرحيل المفاجئ دون مقدمات، وهو الذي لم يبلغ الستين من العمر بعد. مشوار حاتم علي الثري والمثير هو مرآة لسوريا نفسها، فابن الجولان انتقل إلى العاصمة دمشق ودرس الفن فيها بشكل مكثف أكاديمياً، وبدأ مشواره مع التمثيل، وكانت له محطات مهمة ومتنوعة لافتة وناجحة، ولكن الرجل عرف بشكل لا يدع مجالاً لأي شك في أن مكانه الأول وعشقه الأكبر يقع خلف الكاميرا، وبدأ مشوار تألقه الهائل مع الإخراج التلفزيوني. تعددت أعماله الإبداعية ما بين الاجتماعي الناقد والتاريخي الفلسفي. تطرق لمواضيع شائكة وملغومة بشكل غير مسبوق. قدم «التغريبة الفلسطينية» كأهم عمل درامي تلفزيوني يوثق بشكل إبداعي جميل محنة النكبة التي أصابت فلسطين وشعبها. وفند المرحلة الأندلسية بشكل مذهل وأخاذ في سلسلة درامية ستبقى خالدة، بالإضافة لأعمال أخرى كثيرة وكبيرة جميعها بلا استثناء احتلت مكانتها الخالدة في وجدان الجمهور العربي العريض.

أول مرة التقيت بالراحل الكبير حاتم علي كانت في ندوة دولية أقيمت بالرياض، وكان وقتها سعيداً للغاية بالنجاح الكبير لمسلسل «عصي الدمع» الذي قام بإخراجه وكان من تأليف زوجته المبدعة دلع الرحبي، والمسلسل تطرق إلى قضايا حقوقية اجتماعية مثيرة للجدل بشكل جريء ومحترم، جعل الناس تتابعه بشغف وتشيد به بإعجاب شديد للغاية. كنت من المتحدثين معه في الندوة ذاتها، وكانت فرصة للعديد من الأحاديث الجانبية التي أظهرت فكر الرجل وشخصيته، وتواعدنا أن نستمر على تواصل. وقد كان.

التقيته بعد فترة وجيزة في دمشق. تناولنا العشاء أنا وحاتم علي وزوجته السيدة دلع الرحبي في مطعم بأعلى جبل قاسيون في العاصمة دمشق، وتناولنا شتى المواضيع الفلسفية والفنية والاجتماعية. كانت ليلة غنية بالأفكار والضحكات. اكتشفت ليلتها حاتم علي الفنان القلق دوماً وغير الراضي عن أعماله والساعي للأفضل باستمرار. كان يربط النجاح بمساحة الحرية المتاحة للأعمال المقدمة، وعندما وجد المناخ في بلاده مقيداً وخانقاً ومميتاً آثر المغادرة بكرامة وهدوء، ولكن كان في مغادرته أكبر رسالة.

حاتم علي الذي دمعت الأعين على خبر رحيله «جمع» الفرقاء من بني وطنه الذين أجمعوا واجتمعوا على رثائه والاعتراف بمكانته المميزة بشكل لم يعد من الممكن تخيله منذ سنوات ليست بالقليلة. رحيل حاتم علي المؤلم الذي وصفته الفنانة السورية الكبيرة سلاف معماري بأنه «بكّر كتير» هو خسارة للمناخ الإبداعي والإنتاج الدرامي النوعي المميز. حقبة الدراما السورية التي أفرزت نهجاً إنتاجياً جديداً ومختلفاً أخرجت العديد من الأسماء اللامعة في الإنتاج والتمثيل والتأليف والإخراج، ولكن كل مؤرخي هذه الحقبة يشهدون أن حاتم علي هو العراب الإخراجي والإبداعي الحقيقي لهذه الحقبة وبامتياز شديد جداً.

سنة الحياة أن نودع الأحباب، فهذه أقدارنا ولكن هذا لا يخفف الألم ولا يطيب الوجع. وداعاً حاتم علي وعزاؤنا الأكبر أن خبر وفاتك المؤلم أوجد حالة سلام جميلة بين أطراف مختلفة... لحظة سلام تشبه روحك الجميلة. ارقد بسلام يا صديقي ورحمك الله رحمة واسعة وخالص العزاء لأسرتك الصغيرة وأحبابك في كل مكان حول العالم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاتم علي نهاية مشوار ثري ومثير حاتم علي نهاية مشوار ثري ومثير



GMT 10:18 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

مستعربون مستعربات: فريا ستارك

GMT 10:15 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

(صلة رحم).. فتيل لا يزال مشتعلا!!

GMT 10:07 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

ضمير جوتيريش!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية

GMT 14:00 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

نصائح "فونغ شوي" لسكينة غرفة النوم

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon