تعاون بكين طهران وتفجيرات إيران

تعاون بكين طهران وتفجيرات إيران..!!!

تعاون بكين طهران وتفجيرات إيران..!!!

 لبنان اليوم -

تعاون بكين طهران وتفجيرات إيران

أكرم عطا الله
بقلم : أكرم عطا الله

بوجود ليبرمان في اسرائيل لا حاجة للكثير من الاجتهاد والتحليل لمعرفة من يقف خلف التفجيرات الستة التي ضربت المدن الايرانية، وأبرزها الانفجار الذي وقع في المفاعل النووي «نتانز «والذي تتحضر اسرائيل لضربه منذ سنوات طويلة، نتنياهو كان مندفعاً قبل سنوات لتنفيذ ضربة جوية لكن قادة أذرع الأمن في اسرائيل وقفوا ضده، فقام بتغييرهم جميعاً وأيضاً كان موقف الجدد نفس سابقيهم لأنهم يستندون لتقرير مؤسسة وليس لتقرير أفراد، فتراجعت الضربة الجوية لكن اسرائيل ظلت تتربص.
بعد تفجير المفاعل النووي الايراني قالت صحيفة نيويورك تايمز «اسرائيل تقف وراء التفجير، وذلك نقلاً على لسان مسؤول استخباراتي كبير في الشرق الأوسط»، مَن هذا المسؤول ومن يعرف هذه المعلومة في الشرق الأوسط ؟ الإجابة قدمها أفيغدور ليبرمان رئيس حزب اسرائيل بيتنا المعارض الذي أهانه نتنياهو والليكود، ليبرمان المعروف بثرثرته الدائمة وأنه يقول بلا حسابات عندما يكون في حالة خصومة، حتى وان تجاوز ضرورات الأمن القومي قال الأسبوع الماضي لإذاعة الجيش «الكل يعرف من هو المسؤول الاستخباري الكبير الذي روى لنيويورك تايمز بأن اسرائيل مسؤولة عن التفجير في ايران، وأن ذات المسؤول بدأ حملة انتخاباته التمهيدية داخل الليكود». اشارة ليبرمان مباشرة لرئيس الموساد يوسي كوهين وهو الرجل الذي بدأت تتجه إليه الأنظار لخلافة بنيامين نتنياهو على رأس الليكود، ومعروف تماماً أن كوهين مخلص لسياسة نتنياهو فيما يتعلق بالملف النووي الايراني، وهو من نجح بسرقة ما قيل أنه الأرشيف النووي من طهران عام 2018 ونقله الى اسرائيل. والآن يأتي الانفجار والقدرة على الوصول الى داخل المفاعل وزرع عبوة وتفجيره لتعميد كوهين كرجل هو الأقوى في اسرائيل.
انفجار المفاعل النووي وهو واحد من ستة انفجارات وقعت في إيران منذ السادس والعشرين من الشهر الماضي أي خلال أسبوعين جعلت سايمون هندرسون الباحث المخضرم وأحد أعضاء معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط يكتب في مقال نشره في موقع «ذي هيل» الأميركي أن هناك نوعاً من الحرب النووية بدأت في الشرق الأوسط، فهل فعلاً بدأت تلك الحرب؟ ربما ...من المبكر الجزم بذلك.
خمسة انفجارات خلال يومين حدثت هناك، كانت وسائل الاعلام الاسرائيلية أول من يذيع الخبر، بدأت بانفجار منشأة لإنتاج الوقود السائل للصواريخ البالستية في برتشين كما قالت الأخبار الاسرائيلية، ثم انفجار قرب طهران قالت ايران إنه منشأة طبية أو مستشفى، ثم الأهم المفاعل النووي في نتانز، تلاها انفجار محطة الطاقة وانتاج الكهرباء في الأهواز ثم مصنع البتروكيماويات في مشهد أدى لتسرب مادة الكلور، وقبل ثلاثة أيام دار حديث عن تفجير تقول القنوات الاسرائيلية أنه لمستودعات تابعة للحرس الثوري، فيما نفت عمدة بلدة قدس غرب طهران أن ما حدث تفجير.
في كل الظروف تتصاعد الاعتداءات الاسرائيلية وتتميز بعدم الخشية من رد طهران. وهذا يعود لسببين؛ الأول هو عدم الرد الايراني على استهدافات قواعدها في سورية شجع اسرائيل على الاستمرار والمزيد، والثاني هو رد فعل طهران غير الحازم على اغتيال درة القوة الايرانية الجنرال قاسم سليماني.
 لكن ايران تتميز بسياسة الفعل الهادئ وليس السريع، وتسعى لكسب الوقت فتراكم نقاطاً. هي تخسر كثيراً من تلك الضربات التي وصلت قلب الدولة، إذ لأول مرة يمكن القول إن الحرب انتقلت للداخل الايراني، وهذا نجاح كبير لخصومها وبالتحديد اسرائيل وخسارة كبيرة لإيران، لكن الأخيرة التي عملت اسرائيل على مزاحمتها وحشرها داخل حدودها وتلاقي هذه المصلحة مع مصالح بعض الدول العربية كانت في النهاية تكسب خمس دول عربية ونصفاً من الدول العربية الأحد عشر الموجودة في القارة الآسيوية، بدءاً من العراق مروراً بسورية التي أصبح التحالف والوجود الايراني فيها دائماً، مروراً بلبنان الذي كان تحت الوصاية السعودية وأصبح لإيران، وكذلك قطر في الجيب الايراني بعد أزمة الخليج مع الدوحة، وكذلك قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس ذات العلاقة المميزة مع ايران.
لكن الجديد لم يكن أن اسرائيل ولا الموساد يذهبان حد المغامرة في الداخل الايراني والذي يشكل مساساً كبيراً لهيبة الدولة الايرانية دون دعم كامل بل ومساعدة أميركية كاملة، فمهما كانت امكانيات الموساد كبيرة، لكن حجم وتنوع وتقارب الضربات في إيران ممكن أن يثير الاشتباه بدور أميركي ما، وهو ما أشارت له طهران في الاتهامات، صحيح أن اسرائيل شديدة العداء مع طهران وتتربص منذ سنوات، لكن الولايات المتحدة منذ شهر أيلول الماضي أصبحت أشد عداء منها ولأسباب اقتصادية.
قبل بدء الضربات بيومين كان مجلس الوزراء الايراني يقر المسودة النهائية لبرنامج التعاون الشامل مع الصين والذي سيمتد لـ 25 عاماً. وهذا البرنامج الذي بدأ الحديث عنه منتصف العام الماضي، يشمل 400 مليار دولار تقوم الصين بالاستثمار بنحو  نصفه في البنية التحتية للطاقة والبترول في إيران، مقابل أن تأخذ بكين البترول بأقل من 30% من سعر السوق العالمي.
هذا الاتفاق ضربة كبيرة للولايات المتحدة واسرائيل في كثير من الجوانب، ليس فقط بإبعاد الدولار عن العملة المتداولة بين الجانبين فقط، بل أيضا في تواجد 5000 عنصر أمن صيني لحماية الاستثمارات الصينية، وأبعد من ذلك هو التطور التكنولوجي الصيني الذي استعرضته بكين مطلع العام خلال أزمة كورونا، والجيل الخامس الذي سبق التكنولوجيا الأميركية التي تصل إسرائيل، ما يعني وصول تكنولوجيا أكثر تفوقاً لإيران، وفي هذا ما يشبه الخطوط الحمراء بالنسبة لواشنطن وتل أبيب.
ربما نجد في هذا ما يفسر جزءاً من الضربات، ليس فقط الرغبة والقوة الإسرائيلية بل أن الأصابع الأميركية لا بد وكانت حاضرة، فقد تقاطعت مع ذروة الغضب الأميركي الإسرائيلي وعبر عن نفسه، هذا ليس نهاية الأمر بل بدايته ولن يوقفه إلا صعود بايدن للرئاسة الأميركية، ومؤشرات الاستمرار تمديد ولاية رئيس الموساد حتى حزيران 2021، لكن التعاون الصيني الايراني وضع على السكة. صحيح أن إيران تلقت ضربة كبيرة في مفاعلها، لكن الاتفاق الذي ينص على التعاون في مجال الطاقة ينذر بشيء يشكل أزمة لإسرائيل وللإدارة الجمهورية...!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعاون بكين طهران وتفجيرات إيران تعاون بكين طهران وتفجيرات إيران



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 13:02 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

توقيف مذيع مصري بعد حادثة خطف ضمن "الكاميرا الخفية"

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري

GMT 12:03 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

العالم على موعد مع أول "تريليونير" في التاريخ خلال 10 سنوات

GMT 06:56 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء تجنبيها للظهور بصورة أنيقة ليلة رأس السنة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon