حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار

حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار

حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار

 لبنان اليوم -

حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

وجه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس نداءً إلى العالم، يطالب فيه الدول التي تشهد الصراع المسلح على وجه الخصوص بالتوقف الفوري عن إطلاق النار، وإخلاء الساحة للدبلوماسية والعمل السياسي، من أجل تهيئة الظروف أمام الفرق الإغاثية لإيصال المساعدات إلى الأماكن الأكثر تعرضا لوباء "كورونا"، قائلاً: "يجب أن تكون هناك معركة واحدة في عالمنا – معركة مشتركة ضد (كوفيد-19)".دعوة الأمين العام محقة وفي ظرفها الموضوعي ولكن.. وقرارات الأمم المتحدة دائما قابلة للاستدراك.. ومؤخراً أصبحت الأمم المتحدة تجمل وتدمج الحالات المختلفة في العالم في نص واحد، لا تخصص في قراراتها ونداءاتها ومن بينها نداء الأمين العام المشار إليه، بين الدول التي تعيش واقع الحروب والصراعات المسلحة المختلفة المصادر والأسباب، وبين المناطق التي تعيش تحت الاحتلال.

للحقيقة، لاقت دعوة الأمين العام الصدى في جميع أنحاء العالم وخاصة الدول التي تشهد حروباً وصراعات مسلحة ضارية وأهمها ما تشهده المنطقة العربية، حيث تجاوبت مع الدعوة، وأذكر منها ليبيا وسورية واليمن وكذلك في جنوب السودان وبعض الدول الإفريقية مثل الكونغو التي تشهد عمليات حربية. بعض التجاوب استمر لبعض الوقت والآخر انطلق من الاعتبارات والضرورات الإعلامية ومن ثم واصل الجميع أعمالهم القتالية. بينما أيدت منظمات المجتمع المدني وكذلك بعض الشخصيات الدينية مثل "البابا فرنسيس" المبادرة الأممية باعتبارها دعوة أخلاقية وقيمية، وفي المحصلة جمع النداء المذكور أكثر من مليون مؤيِّد في الدول المعنية.

في الواقع العربي الذي مزقته الحروب والانقسامات، عاشت اليمن فترة قصيرة من الهدوء قبل العودة إلى تصعيد النزاع، بينما في ليبيا التي رحبت الحكومة بالدعوة إلّا أن الاشتباكات المسلحة استمرت على جميع الخطوط الأمامية ما أعاق جهود الاستجابة لمجابهة الوباء. أما في سورية التي دعمت حكومتها أيضاً وقف إطلاق النار حصراً في "إدلب" من أجل إتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية.. إلا أن إسرائيل استمرت في توجيه ضرباتها التي تشنها بين فترة وأخرى، في ظل صمت مريب.
في محصلة قراءة النتائج، ينبغي من الأمين العام رؤية واستخلاص صدى دعوته على عين أماكن الصراع، أن يرى أن التأييد الذي حصلت عليه دعوته لم يُتَرجم واقعياً على أرض الصراع، وأن هناك مسافة كبيرة بين التصريحات والأفعال، وبين ترجمة الكلمات إلى حالة سلام على الأرض وفي حياة الناس، وأن يلاحظ الصعوبات الضخمة أمام التنفيذ بسبب تفاقم الصراع لسنوات، المترافق مع انعدام الثقة والشكوك العميقة؛ ودور هيئة الأمم الشكلي في إنفاذ القانون، ما يتطلب من الأمم المتحدة إنْ أرادت أن تكون فاعلة ومؤثرة وضع استراتيجيات مستقلة عن الدول المتنفذة والنأي بنفسها عن التسييس وتجاذبات المصالح وتطبيق القانون على الجميع، والأهم أن تذهب الى إصلاح نظامها المهترئ والمتقادم الذي أصبح لا يحاكي الواقع المُعاش.
إسرائيل، دولة الضم والاحتلال، لم تعتبر نفسها معنية بالدعوة من حيث المبدأ، على اعتبار أنها لا تمسها من قريب أو بعيد، لأن ممارستها سياسة الترهيب الفكري والابتزاز الكوني تُلاقي نجاحاً منقطع النظير، فلم تعلّق لا بالسلب أو الإيجاب على الدعوة، لقد أعفت نفسها حتى من التصريحات الإعلامية، مستمرة في اتخاذها الوضع القتالي في فلسطين الذي يتواصل منذ أكثر من مئة عاماً، وبسبب التراخي الدولي في التعامل معها على ذات المسطرة والمعايير المصطلح عليها بسياسة ازدواجية المعايير المسموح لها دولياً التمادي في غيِّها، وتنفيذ مخططاتها التصفوية كما شاءت لها أطماعها التوسعية بلا حدود.
كان على الأمين العام في ندائه تسمية الحالات بأسمائها، أن يقوم بتحديد مسارح الصراع ذات المنشأ الداخلي، الصراع الإثني والعرقي والطائفي والسياسي، ودول أو مناطق تحت الاحتلال التي تنفرد فلسطين بالحالة، وأنه في واقع الاحتلال لا يوجد طرفان يتبادلان النار. وأن يضع النقاط على حروفها الواقعية، الاعتراف بأن القرارات الخاصة بفلسطين قد تحولت إلى قرارات معدومة وميتة ربطاً بشكلانية أداء الأمم المتحدة فلسطينياً، حيث حوَّلت ما تقوم به إلى مجرد قرارات ميتة، بعد أن مرَّ عليها زمن طويل الأمد دون تطبيق، والإقرار بأن خطة الضم بمثابة إعلان عن تشييع تلك القرارات مع ما دعت إليه ومنها حل الدولتين، في الفاتح من تموز القريب القادم..
صدور نداء الأمين العام للأمم المتحدة في زمن الجائحة الأخطر التي تواجه البشرية، المتزامن مع دعوات التعايش مع الأوبئة: التعايش مع الوباء الفيروسي بسبب عدم وجود الطعم والعلاج، والتعايش مع وباء الاحتلال بالسكوت على جريمة الضم المتخذة بالشراكة مع البيت الأبيض ضمن صفقة القرن، بسبب الضعف الشامل محليا وإقليميا ومحليا، والعجز عن إلزام إسرائيل بالانصياع للقانون الدولي.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار حول دعوة غوتيريس إلى وقف إطلاق النار



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 22:52 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 19:30 2022 السبت ,07 أيار / مايو

حقائب يد صيفية موضة هذا الموسم

GMT 20:40 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

اتيكيت الأناقة عند النساء

GMT 20:18 2022 الثلاثاء ,10 أيار / مايو

أفكار لتنسيق الجينز مع البلوزات لحفلات الصيف

GMT 05:22 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

نصائح لاختيار أحذية الـ Pumps بشكل صحيح

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 12:49 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين

GMT 12:29 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

أقوى اتجاهات الموضة لخريف وشتاء 2024-2025

GMT 08:43 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

موديلات حقائب ربيع وصيف 2023

GMT 12:48 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب السعودي يتقدم 3 مراكز في تصنيف فيفا

GMT 11:15 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

خطوات بسيطة لتنسيق إطلالة أنيقة بسهولة

GMT 21:06 2022 الأحد ,17 تموز / يوليو

القطع المناسبة لإطلالات الشاطئ

GMT 01:34 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

بلقيس فتحي تطرح أحدث أغانيها "أحاول أغير"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon