جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية

جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية

جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية

 لبنان اليوم -

جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

"لا نقبل استمرار اختطاف منظمة التحرير، وندعو إلى استراتيجية من 4 محاور لمواجهة التحديات".كان هذا عنوان الخبر كما نشرته "سما الإخبارية" الخميس 4 حزيران الحالي عن مداخلة الأخ إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الندوة السياسية الإلكترونية التي شارك فيها، في نفس يوم الخميس، وعنوانها "من النكبة الى النكسة". حتى مع تجاوز تعبير" الاختطاف" ودرجة صحته ودلالاته وما يمكن ان يأخذنا اليه من مسالك، فان بقية العنوان المذكور، ثم تفاصيل وعناوين أخرى ترتبط به طرحها الأخ هنية في تلك المداخلة وكلها تركب الموجة الإيجابية والمسؤولة، تظل تثير الأسئلة وتفتح الباب أمام الجدل الموضوعي:
أول الأسئلة وأهمها يظل هو:

اذا كانت هذه قناعات ومبادئ ورؤى وتوجهات حركة حماس، فلماذا لا نرى ونعيش أجواء وأفعالاً وتحركات جادة ومخلصة ومبادرة تعمل لنقلها، عبر مقترحات محددة وواقعية، الى حيز الفعل والتطبيق، وبالتوافق والتعاون مع القوى والتنظيمات الأخرى؟يستحضر القهر في هذا السؤال ان معظم التنظيمات الأخرى تقول كلاماً قريباً جداً من كلام الأخ هنية، ان لم نقل متطابقاً معه. ويزيد من حمولة القهر، ان الظرف العام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني وكل قواه التنظيمية السياسية والمجتمعية هو على درجة استثنائية من الخطورة، وعلى درجة سافرة تماما من المخاطر والتهديدات الماحقة لكل المشروع الوطني ولكل أهداف النضال الوطني المرحلية منها والاستراتيجية.

وهو ما يجعل التوحد لمواجهة تلك المخاطر والتهديدات الأولية الوطنية المتصدرة والأكثر إلحاحاً وذات الافضلية المطلقة، وعلى حساب أي رغبات او طموحات او مشاريع خاصة.غياب هذه الأولوية يستحضر الشك المشروع بأن كل الكلام الجميل من حركة حماس، ومن غيرها، هو للاستهلاك الإعلامي بينما يبقى في حقيقته على طلاق بائن مع الجدية والمسؤولية.يتفرع عن السؤال الأول والأهم المذكور، أسئلة أخرى تسير في اتجاهه وتحمل بعض قهره:
لماذا رفضت حركة حماس مجرد اللقاء مع وفد حركة فتح الذي حضر من الضفة الغربية الى غزة للقاء والتباحث معها بالدرجة الأولى، حول الاتفاق على تحرك مشترك لإنجاز الضرورة الوطنية الأولى المذكورة ؟
ولماذا "شجعت" التنظيمات الأخرى وشخصيات وطنية بعدم اللقاء معه أيضا؟
- لماذا لم تشارك في الاجتماع القيادي للتنظيمات السياسية الذي عقد في رام الله في 19/5 لتطرح فيه افكارها ومقترحاتها وحتى مطالبها، ولترمي بثقلها للخروج بأفضل النتائج، ثم لتعلن، بعد المشاركة والمحاولة الجادة والإيجابية، عدم موافقتها على نتائجه إذا لم تقتنع بالنتائج المقرة.
وهذا بديل أفضل كثيراً من المقاطعة بناء على استقراء ذاتي سلبي ومسبق للاجتماع ونتائجه.
مثل هذه المواقف من حركة حماس تدفع باتجاه تفسيرات لها ولأسبابها تستحضر الذاتية والتمسك بالانفرادية والاستقلالية، وتعيد طرح السؤال القديم حول حقيقة قناعاتها ومواقفها، منذ بداية قيامها، من منظمة التحرير بوصفها الإطار الموحد لكل الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والمجتمعية والقائد لنضالاته الوطنية.
ومعه السؤال القديم والمترافق أيضاً، حول استعدادها القبول بأن تكون واحدة من التنظيمات المنخرطة بالمنظمة وبأطرها الى جانب التنظيمات الأخرى، ودون "المفاصلة" المبالغ فيها حول الحجم والمسؤوليات والمواقع والدور.
غياب الانتخابات الديموقراطية الدورية: العامة منها والمحلية، عندما ظل اجراؤها متاحاً وممكناً لسنوات (ومازال بعضها ممكناً حتى الآن)، مع استعداد الانضباط لنتائجها.
هذا الغياب، أسهم بشكل واسع بوجود الحال الموصوف، وأسهم في استمراره، والخوف ان يسهم في استدامته أيضاً.
وهذا الغياب سمح- ولا يزال يسمح - لأطراف عديدة، الادعاء انها تمثل "الشعب" وتنطق باسمه وتحدد مواقفها على هدي رغباته ومصالحه، وتعطي لنفسها حجوماً وأدواراً مبالغاً فيها، بينما هي في الحقيقة بعيدة عن ذلك، وبعيدة جداً بالنسبة للبعض منها.
ان الظروف شديدة الخطورة التي تمر بها القضية الوطنية الفلسطينية بشكل عام، تجعل من التوجه الجاد والمخلص لتحقيق وحدة النضال الوطني وهيئاته وأدواته، ومن التجاوب مع كل محاولة وطنية وجادة لتحقيق ذلك، مقياساً أولاً للوطنية الفلسطينية.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 13:42 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 22:08 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

حملة ميو ميو لصيف 2021 تصوّر المرأة من جوانبها المختلفة

GMT 15:01 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 يضرب منطقة شينجيانج الصينية

GMT 12:38 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزيرة الإماراتي يجدد عقد خليفة الحمادي 5 مواسم

GMT 18:03 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم ساعات بميناء من عرق اللؤلؤ الأسود لجميع المناسبات

GMT 14:06 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

إتيكيت عرض الزواج

GMT 19:33 2022 السبت ,07 أيار / مايو

البنطلون الأبيض لإطلالة مريحة وأنيقة

GMT 11:29 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف

GMT 10:06 2022 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار الأحذية النود المناسبة

GMT 11:21 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نجم تشيلسي أندي تاونسند يعتقد أن صلاح فقد الشغف

GMT 21:17 2023 الإثنين ,20 آذار/ مارس

إطلالات عملية تناسب أوقات العمل

GMT 19:34 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

ملابس صيفية تساعدك على تنسيق إطلالات عملية

GMT 16:05 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 07:36 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon