أزمة «كورونا» ومفهوم الأمن الغذائي
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس" إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي وسط مدينة نابلس
أخر الأخبار

أزمة «كورونا» ومفهوم الأمن الغذائي

أزمة «كورونا» ومفهوم الأمن الغذائي

 لبنان اليوم -

أزمة «كورونا» ومفهوم الأمن الغذائي

عقل أبو قرع
بقلم : عقل أبو قرع

من الواضح أن هناك تداعيات مباشره، أي آنية أو قصيرة المدى، وهناك تداعيات غير مباشرة أو بعيدة المدى، للأزمة الحالية التي يعيشها العالم هذه الأيام، ألا وهي أزمة فيروس كورونا، وإذا كانت التبعات الصحية من مرضى ووفيات ومن تعطيل لعجلة الاقتصاد وفقدان الوظائف وانهيار أسواق المال وإغلاق الحدود والعزلة البيتية وما إلى ذلك هي من الآثار المباشرة التي نلمسها هذه الأيام، سواء عندنا أو في دول العالم المتقدمة والنامية، فإن الاثار بعيدة المدى قد تكون أكثر خطورة، وقد تؤدي إلى وفيات أكثر ودمار أشد وصراعات أكثر خطورة، ومنها الفقر وتفشي المجاعة والبطالة الدائمة وغياب التعاون الدولي وانعدام الأمن الغذائي، الذي هو ضروري من أجل، ليس فقط التنمية والتقدم، ولكن البقاء واستمرار الحياه للملايين وربما لمئات الملايين من البشر في بقاع العالم.

وحسب المنظمات الدولية، وبالأخص منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، فالأمن الغذائي للناس هو الحصول ما يكفيهم من الأغذية الجيدة، وذلك للتمتع بحياة ملؤها النشاط والصحة، وتضيف "الفاو" "إن الأمن الغذائي يتحقق عندما يتمتع البشر كافة في جميع الأوقات بفرص الحصول من الناحيتين المادية والاقتصادية على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي احتياجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية"، ومن الواضح أن الملايين من البشر سوف يفتقدون ذلك، سواء بسبب أزمة "كورونا" الحالية، من خلال عدم القدرة على الإنتاج أو الاستيراد، وفي ظل تقوقع الدول والمجتمعات والابتعاد عن التعاون، أو من خلال تسخير الموارد للتعامل مع تداعيات "كورونا" الصحية والتحضير لموجات أخرى قادمة.

وعلى مستوى البلد أو الدولة، "فإن الأمن الغذائي يتحقق حين ينتج البلد كل احتياجاته من الغذاء الأساسي أو يكون في استطاعته الحصول عليه من الخارج تحت أي من ظروف ارتفاع أسعار الغذاء العالمية أو إغلاق الحدود،  ومن هذا المنطلق كذلك، فإن هذا يعني أننا كبلد لم ننتج كل احتياجاتنا من الغذاء، وبالأدق الأغذية الأساسية، أي القمح أو الخبز واللحوم والدواجن والخضراوات وما إلى ذلك من غذاء أساسي لا يستغني عنه الإنسان، أو أننا لم نستطع توفير احتياجات الغذاء الأساسية من الخارج بقوانا الذاتية، أي دون انتظار المساعدات أو المنح أو التبرعات من هنا وهناك.

ورغم أن الإغلاق الحالي الداخلي، والخارجي من خلال إغلاق المعابر والحدود، والذي لم تتجاوز مدتة الشهرين أو الثلاثة أشهر في بعض الدول، قد أظهر مدى العجز في توفير متطلبات الأمن الغذائي عند الأفراد والتجمعات وحتى الدول، والتي لجأت فوراً لطلب المعونات داخليا وخارجيا، ورغم أن الأزمة الحالية لم تصل بعد إلى ذروتها أو لم تتوسع في دول ذات كثافة سكانية عالية مثل الصين والهند ودول في إفريقيا وآسيا وغيرهما، إلا أنه من الممكن تصور عمق الأزمة، ومدى المجاعة ونقص التغذية وبالتالي الوفيات، إن عادت أزمة "كورونا" مره أخرى أو توسعت وتأصلت في بعض الدول، وبالتأكيد سوف يكون عدد وفيات عدم توفر الأمن الغذائي وبالتالي الفقر والمجاعة والأمراض الأخرى المرتبطة بفقر التغذية، أعلى بكثير من وفيات أو مرضى "كورونا" الحاليين.

وربما جاءت الأزمة الحالة كي تدق ناقوس الخطر القادم من أزمة مشابهة أو من أزمات أخرى، قد تؤدي إلى نقص الغذاء والفقر والمجاعة والوفيات بالملايين، وقبل أزمة "كورونا" الحالية، كان العالم يتحدث بل ويشاهد تداعيات التغير المناخي والاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض وقلة الأمطار وبالتالي التصحر، أي عدم القدرة على زراعة التربة بمحاصيل اعتاد الناس على زراعتها، سواء بسبب قلة الأمطار والمياه أو زيادة ملوحة التربة، أو الفيضانات نتيجة ذوبان الجليد وارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات، والذي جاء كله بسبب عبث الإنسان بالنظام البيئي من خلال بث ومواصلة بث غازات التلوث إلى طبقات الجو.

وهذا يدعونا إلى التفكير في استراتيجيات جديدة مستدامة للحفاظ على توفر الغذاء لنا وللأجيال القادمة، سواء أكان ذلك من خلال الحد من العبث في النظام البيئي، أم من خلال التركيز على تخزين محاصيل صالحة للاستهلاك لفترة طويلة، أم من خلال التركيز على تحقيق نوع من الاكتفاء يلائم التربة والمياه والطقس والاحتياجات في كل بلد، أم من خلال بناء نظام متكامل لمكافحة الآفات التي تفتك بأكثر من 50% من المحصول تحت بعض الظروف في بعض الأماكن في العالم.

وفي بلادنا، فإننا وفي ظل الأوضاع الخاصة من حصار وخنق وعدم القدرة على التحكم في مواردنا الطبيعية، من مياه جوفية وتربة وأنظمة تخزين وتوزيع واستيراد، وبالتالي عدم وجود مخزون استراتيجي أو حتى ذخر أو حيز استراتيجي يمكن الحفاظ عليه بشكل آمن، من الممكن اعتباره السلة الغذائية لنا، مثل منطقة الاغوار مثلا التي تحوي المياه الجوفية والتربة الخصبة والطقس المتنوع وسهولة المواصلات وغير ذلك، فإننا سوف نكون من الأشد خطرا لفقدان الأمن الغذائي في حال وقوع أزمات أخرى مثل كورونا أو غيرهما، إذا لم نبدأ في البحث ومن ثم تطبيق بدائل استراتيجية بعيدة المدى تلائم واقعنا. 

وقد يكون الوضع الجيوسياسي الحالي والذي من المتوقع أن يشتد هو من العوائق، حيث إننا ما زلنا نستورد معظم الأشياء التي نحتاجها، من الخارج، وبالأدق من إسرائيل، وحسب معطيات إحصائية فلسطينية صدرت قبل فترة قريبة، فإن أكثر من ثلث الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، يفتقرون إلى الأمن الغذائي، أكثر من نصفهم في قطاع غزة، وحسب المعطيات فإن هذه النسبة في ازدياد مقارنة مع الأعوام السابقة، ولكي يتحقق الأمن الغذائي في بلادنا، فإننا يجب أن ننتج غذاءنا بإمكانياتنا وباستخدام مصادرنا المتوفرة، من أرض ومياه وبشر، أي نزرع وننتج، وكذلك نصنع المنتج الغذائي النهائي، والأهم من سياسات وخطط ومشاريع وعقول وكوادر مدربة، تخطط وتتابع الإنتاج، والأهم ترسي ثقافة الاستدامة في الإنتاج، أي ليس الإنتاج أو توفير الغذاء لمرة أو لعدة مرات.

وفي ظل التقلبات السياسية والاقتصادية، والأهم هذه الأيام في ظل الأزمة الحالية التي استدعت توزيع المعونات الغذائية على عشرات الآلاف من الأسر في بلادنا، وفي ظل مواصلة التغيرات المناخية والتصحر والجفاف وتأثيرات الإنسان على البيئة، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة الأرض وقلة الأمطار، أصبح الأمن الغذائي مفهوما أو واقعا غير مؤكد، وهناك بعض الدول التي باتت لا تستطيع إنتاج الغذاء بسبب قلة الأمطار والجفاف وبالتالي ازدادت فقراً، وبالتالي باتت لا تستطيع تغذية سكانها وأصبحت عاجزة بسبب الفقر من الاستيراد، وما لذلك من عواقب على شكل مجاعات أو تغيرات اجتماعية وجغرافية وسياسية متعددة، لن نكون نحن بالبعيدين عنها.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة «كورونا» ومفهوم الأمن الغذائي أزمة «كورونا» ومفهوم الأمن الغذائي



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 02:42 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير حلى "الشوكولاتة الداكنة" بالقهوة

GMT 21:41 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

تسريحات شعر قصير للعروس في 2022

GMT 08:14 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

ساعة أكسكاليبور بلاكلايت ساعة روجيه دوبوي الجديدة

GMT 21:38 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

أفضل عطور لافندر للنساء في 2022

GMT 20:52 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 13 أبريل / نيسان 2023

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon