عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ
أخر الأخبار

عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ!

عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ!

 لبنان اليوم -

عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

طلبَ مني أحدُ المتابعين أن أسردَ طرائفَ من أدبنا العربي في زمن التسامُح، طرائفَ أدبية، لُغوية، للأسف يجري إغفالها في مناهج أبنائنا الدراسية، فاخترتُ هذه اللقطات:حدثتْ أشهرُ القضايا الطريفة في الأدب العربي عام 1902، بين الكاتب والأديب، محمد ابراهيم المويلحي، (أبو إبراهيم) صاحب كتاب المقامات، (حديث عيسى بن هشام)، وبين الشيخ، علي يوسف، مالِك صحيفة، المؤيد المشهورة!كانت بداية هذه القصة المشهورة عندما مازَحَ الكاتبُ، محمدُ المويلحي شاباً في أحدِ المجالس، فاغتاظ الشابُ، ولطمَ المويلحي كفاً على وجهه، فانتهز الشيخ علي يوسف هذه الحادثة، لأنه كان لا يُحبُّ المويلحي لعجرفته وتكبره، وفتح صفحة في جريدة المؤيد، عدد 898، أسمى الصفحة (عامُ الكَفِّ) وشرع الشعراء يتبارون في نظم الشعر حول الحادثة: قال أحدهم: أيُّ كَفٍّ قد باشرتْ صفعَ خَدٍّ ..... سمعنا دويَّها في الصعيد !

وقال شاعرٌ آخر عن الصفعة: كانتْ تؤملُها البلادُ ليرعوي .... غِرٌّ، ويعرفُ قدرَه المخدوعُ.
أما الشاعر، إسماعيل صبري فقال أكثر الأبيات شهرة عن خّدِّ أو صِدغ المويلحي (أبي إبراهيم): أعِرِنْي يا أبا إبراهيم صِدغاً...... أخوض بهِ غِمارَ الصافعينا!
لم ينسَ محمد ابراهيم المويلحي ثأره من صاحب جريدة المؤيد، الشيخ على يوسف، فحانتْ الفرصة عندما رُفعتْ قضيةُ طلاقٍ على الشيخ، علي يوسف من قِبلِ والد زوجته، عبد الخالق باشا في المحكمة الشرعية، كان عنوان قضية الطلاق (عدم الكفاءة بين الزوجين) لأن الزوجة، ابنه باشا من نسلٍ شريف، أما الشيخ علي يوسف فهو من أسرة وضيعة! فطُلقت زوجة الشيخ علي يوسف لعدم (الكفاءة) بين الزوجين! فما كان من الشاعر، محمد المويلحي إلا أن أسمى ذلك العام (عام الكُفْءِ) ونشر بيتين للشاعر الأحوص، حين زوَّجَ ابنتَه من شخص لا نسبَ له اسمه، مطر:

سلامُ الله يا مطرٌ عليها ........... وليس عليك يا مطرُ السلامُ

فطلقها، فلستَ لها بكفْءٍ ....... وإلاّ يَعلُ مفرِقَك الحُسامُ

مِن طرائف الإبداع الساخر، أن عباس محمود العقاد كان سليطَ اللسانِ لا يوقِّر أحدا، بل كان يُطلقُ الألقابَ الساخرة على مُجايليه، وعلى الرغم من ذلك لم يطلبوه للقضاء، قال عن أنيس منصور، عندما نشر للعقاد صورة لا تعجبه في "أخبار اليوم" فسخِر من اسمه بهذا التعبير: "هذا (الأنيس) لا يفهم في الصحافة!"
ردَّ عليه أنيس ساخراً أيضاً من اسمه (العقاد): "شكراً عباس محمود (العضاض)".
كذلك سخر العقادُ من لقب طه حسين، (عميد) الأدب العربي، فأزال من كلمة (عميد) حرف الدال الأخير، ورغم ذلك لم يحقد د. طه حسين على العقاد، بل إنه قال لأبرز منتقدي العقاد، وهو الفيلسوف، عبد الرحمن بدوي، حينما سمعه يقول عن العقاد في بيت طه حسين: "العقاد أكثر الناس غروراً، وادعاءً، هو لا يفقه أي شيء، لا في الفلسفة، ولا في الأدب".
ردَّ عليه د. طه حسين بسرعة: "صحيحٌ أن العقادَ قاسٍ في أحكامه، لكنه يأخذ نفسَه بالقسوة كما يأخذ غيره، وهو لا ينقل شيئاً إلا بعد أن يتأكد منه، ولا يدعي رأياً لنفسه"!!
إنه العقاد نفسُه، حين رغبَ في أن يمدحَ المطرب الكبير، محمد عبد الوهاب، ويذمُ شوقي في جملةٍ واحدة فقط، قال: لا عيبَ في صوت محمد عبد الوهاب سوى اختياره قصيدة شوقي!
من الطرائف كذلك مداعبةُ الشاعرِ، أحمد شوقي لمعاصِره وصديقِهِ، الشاعرِ (حافظ) إبراهيم حين قال: أودعتُ إنساناً وكلباً أمانةً.... فضيَّعَهَا الإنسانُ، والكلبُ (حافظُ)!
فرد عليه حافظ:
يقولونَ: إن الشوقَ نارٌ ولوعةٌ.... فما بالُ (شوقي) أصبحَ اليومَ باردا؟!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ عامُ الكُفْءِ، وعامُ الكَفِّ



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الملكة رانيا تتألق في الأصفر مجددًا بأناقة لافتة ورسائل وجدانية في كل ظهور

عمّان - لبنان اليوم

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 14:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 21:21 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

تحذيرات من تسارع تفشي الكوليرا غربي السودان

GMT 20:09 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

مهرجان الرقص في دورته الثانية في صور

GMT 13:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:41 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:49 2021 الأربعاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعيين رائد عربيات مديرًا للتلفزيون الرسمي الأردني

GMT 14:29 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي علي تجهيزات العروس بالتفصيل

GMT 21:23 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

العناية بالبشرة على الطريقة الكورية

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon