أميركا الخطة السياسية لإنقاذ نتنياهو

أميركا: الخطة السياسية لإنقاذ نتنياهو

أميركا: الخطة السياسية لإنقاذ نتنياهو

 لبنان اليوم -

أميركا الخطة السياسية لإنقاذ نتنياهو

بقلم : أشرف العجرمي

التسريبات الأميركية بإمكانية طرح الخطة الأميركية المسماة «صفقة القرن» قبل الانتخابات الإسرائيلية، وخاصة حديث مستشار الأمن القومي روبرت أوبريان الذي رجح فيه الإعلان عن الخطة قبل الانتخابات في إسرائيل تثير قلق الأحزاب المنافسة لحزب «الليكود» في إسرائيل. ويرى فيها المعارضون لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تدخلاً أميركياً فظاً في الانتخابات، ومحاولة لإنقاذ الأخير ومنع سقوطه. وفي هذا السياق عبر زعيم تكتل «أزرق- أبيض « بيني غانتس عن غضبه الشديد من التدخل الأميركي لصالح نتنياهو، وقد أرسل إلى واشنطن رسائل علنية وسرية بوجوب البقاء على الحياد وعدم مساعدة نتنياهو الآيل للسقوط. وهذا ما نقله لإدارة الرئيس دونالد ترامب المبعوث الأميركي الخاص للمنطقة آفي بيركوفيتش –حسب مصادر صحافية إسرائيلية. ويبدو أن الإدارة الأميركية ليست متأثرة بمعارضة غانتس لنشر مضمون «صفقة القرن» التي يبدو أن مستشاري الرئيس ترامب يصرون ويضغطون من أجل الإسراع في طرحها انتصاراً للحليف نتنياهو.
التخوف الذي يسيطر على المعسكر المعارض والمنافس لنتنياهو ينبع من أن طرح الخطة الأميركية سيساعد رئيس الحكومة في السيطرة على جدول أعمال المعركة الانتخابية، ويحرف النقاش الشعبي الذي يريدون له أن يتركز على فساد نتنياهو، وعدم أهليته إلى نجاح سياسي لليمين الإسرائيلي، خاصةً في خطته لضم غور الأردن وقسم من المستوطنات. ومعارضة هؤلاء لنشر الخطة ليست مبنية على رفض بنودها بقدر ما هي رفض للتدخل لصالح نتنياهو الذي يواجه معركة انتخابية صعبة قد تكون الأخيرة والقاضية.
في الواقع، لا يبدو أن المشروع الأميركي سيأتي بأي جديد غير تكريس المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، فهو أصبح واضحاً بعد سلسلة الخطوات والقرارات التي اتخذتها إدارة ترامب، بدءاً بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، وحل القنصلية التي تعنى بشؤون الفلسطينيين وإلحاقها بالسفارة، ومحاولة شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، واعتبار البناء الاستيطاني عملاً شرعياً، والاعتراف بالضم الإسرائيلي للجولان السوري المحتل. ولم يتبق سوى الموافقة على الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية، وبعض الإغراءات المالية للفلسطينيين كرشوة لقبولهم التنازل عن حقوقهم الوطنية المشروعة التاريخية والقانونية والسياسية في أرض وطنهم. ولكن الموضوع الآن متعلق بخدمة الحليف المترنح أكثر من محاولة تمرير خطة لن تلقى قبولاً فلسطينياً أو حتى عربياً بأي حال، وتتعارض بشكل صارخ مع القرارات الأممية والقانون الدولي وحتى مع مواقف أميركية سابقة بشأن القضية الفلسطينية.
يبدو أن نتنياهو من خلال أصدقائه في طاقم ترامب يحاول إنقاذ نفسه بعدما فشل في تمرير مشروع الحصانة في البرلمان «الكنيست»، ولم يبق في جعبته أي سلاح لمواجهة المحاكمة على قضايا فساد قد تودي به إلى السجن أو عقد صفقة بالخروج من الحياة السياسية مقابل عدم حبسه. وسيجد منافسه غانتس صعوبة في معارضة خطة أميركية لصالح إسرائيل، أو الدخول في مواجهة مع الإدارة الأميركية الحليف الأهم لإسرائيل قبل الانتخابات. لذا فإن طرح المشروع الأميركي قد يخلط الأوراق ويساعد نتنياهو واليمين الإسرائيلي على الصعود، أو الحفاظ على قوته الحالية، وبالتالي منع المعسكر المعارض من الفوز بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة القادمة.
لا يوجد شيء ينغص على نتنياهو حياته أكثر من ملفات الفساد المتهم فيها، والتي ستشكل المادة الأهم لخصومه للانقضاض عليه. والتحديات التي تواجه إسرائيل في الشمال والجنوب يمكن التعامل معها بما في ذلك البالونات المتفجرة التي تأتي من غزة، والتي قد لا تتعلق به لأنها ربما محاولة من «حماس» لإعادة العلاقات المتوترة مع مصر بسبب زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية لإيران وتقديمه الولاء لها. ويمكن رؤية الأمور ذاهبة باتجاه تطبيق اتفاق التهدئة مع غزة برغم إطلاق البالونات والحوامات الذي بات ظاهراً أنه قرار من حركة «حماس»، فموافقة إسرائيل على السماح لـ»حماس» بوضع كرافانات قريباً من معبر بيت حانون للإشراف على حركة الخروج والدخول من وإلى قطاع غزة، وتنقل عناصر الحركة بأسلحتهم بالقرب من الحدود يوم الأحد الماضي برغم إطلاق البالونات، هو دليل على أن إسرائيل ليست قلقة، وأن الأمور ذاهبة نحو الاتفاق أكثر من المواجهة حتى لو كانت إسرائيل ترد أحياناً بالقصف على النيران الخارجة من غزة.
لا توجد نوايا لنتنياهو للتورط في أية مواجهة في الشمال كذلك، وستبقى إسرائيل تدير الأوضاع بنفس الطريقة التي أدارتها بها خلال السنوات الأخيرة، ربما تكثف عملية القصف لمواقع إيرانية في سورية، ولكن ليس لمستوى الدخول في حرب جديدة واسعة قد لا تكون نتائجها في صالح حسابات نتنياهو، إلا إذا حصلت تطورات ترغم إسرائيل على سيناريو آخر مختلف.
سيحاول نتنياهو استخدام كل الأوراق وتوظيفها لصالحه في معركته الانتخابية التي ستكون شرسة ومتركزة بصورة كبيرة حول شخصه. والدور الأميركي قد يساعده إذا ما أقدمت إدارة ترامب على نشر خطتها للتسوية السياسية. والسؤال هنا: هل يتجاهل ترامب موقف المعارضة الإسرائيلية ويراهن على حصان أعرج، وربما يكون خاسراً بالرغم من كل الدعم المقدم له؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا الخطة السياسية لإنقاذ نتنياهو أميركا الخطة السياسية لإنقاذ نتنياهو



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 10:05 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
 لبنان اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 07:24 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

غفران تعلن مشاركتها في "الاختيار 2" رمضان 2021

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022

GMT 18:04 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

اتيكيت مقابلة أهل العريس

GMT 13:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 17:36 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

"مودل روز" تثير الجدل بإطلالة جريئة

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته

GMT 05:55 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هزة أرضية قوية تضرب وهران الجزائرية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon