بتوقيت الانتخابات الأميركية «الضم» من الصيف  إلى الخريف

بتوقيت الانتخابات الأميركية: «الضم» من الصيف .. إلى الخريف !

بتوقيت الانتخابات الأميركية: «الضم» من الصيف .. إلى الخريف !

 لبنان اليوم -

بتوقيت الانتخابات الأميركية «الضم» من الصيف  إلى الخريف

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

يحكى أن توقيت زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الخاطفة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي مع عشية أداء الحكومة الجديدة اليمين القانونية، كان مرتبطاً برسالة أميركية تتعلق ببسط السيادة الإسرائيلية على مستوطنات البحر الميت وغور الأردن في سياق صفقة ترامب، باعتبار أنّ هذه القضية، وفقاً لبعض الآراء كانت على رأس جدول أعمال الزيارة الخاطفة، لكننا نُقدّر أنّ هذه المسألة لم تحظ بهذا الموقع من جدول الأعمال، بالنظر إلى أنّ هناك تفاهمات مسبقة بهذا الشأن تشير إلى توافق أميركي إسرائيلي على أن لا تتم عملية إعلان السيادة إلاّ بعد استكمال دراسة الطواقم المشتركة للترسيم الدقيق للخرائط المتعلقة بعملية الضم وإعلان السيادة، وربما تناولت هذه الزيارة الخاطفة طلباً أميركياً بتأجيل هذا الإعلان من الأول من تموز القادم وفقاً للاتفاق الائتلافي الحكومي بين نتنياهو وغانتس إلى الخريف القادم وعلى مقربة زمنية مدروسة مع تصاعد الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية لكي يوفر هذا التوقيت بالقرار إسناداً عملياً لصالح حملة ترامب لولاية ثانية.

كما أنّ ترحيل ملف إعلان السيادة من الصيف إلى الخريف يوفّر المزيد من الوقت لدراسة التداعيات المحتملة لمثل هذا الإعلان واحتوائها بالقدر الكافي كي لا تُشكّل مخاطر غير مرغوبة، وحسب «هآرتس» فإن بومبيو قد صرّح قبيل اجتماعه بنتنياهو حول ما سماء خطة السلام: ما زال أمامنا عمل نقوم به، بينما قال في مقابلة مع صحفية «اسرائيل اليوم»: ناقشنا مسألة الضم واسرائيل صاحبة القرار بهذا الشأن، لكنه استدرك قائلاً: علينا التأكد من أنّ هذه الخطة تمت بالصورة المناسبة.

وفي تقديرنا أنّ إدارة ترامب تدرس بالفعل احتواء التداعيات المحتملة لإعلان السيادة خاصة مع الجانب الفلسطيني والعربي وكذلك مع الاتحاد الأوروبي، هذا الأخير أجّل قراره النهائي عدة أيّام مع احتمالات أنّ ذلك تم بضغط أميركي - إسرائيلي، مع ذلك فإن الجهود الأميركية الإسرائيلية بهذا الصدد ستتركز حول دراسة التداعيات الفلسطينية ومدى جدية القيادة الفلسطينية لإلغاء اتفاقات أوسلو باعتبار ذلك الخيار هو الأهم سياسياً في مواجهة قراري إعلان السيادة وصفقة القرن بشكلٍ عام ذلك أنّ هناك مؤشرات تؤكّد جدية القيادة الفلسطينية بتحويل هذا التهديد إلى قرار يحاول بعض القوى الإسرائيلية احتواءه كونه يشكّل عائقاً مع ظروف أخرى أمام إقرار إعلان السيادة.
واقع الأمر، أنّ هناك تفاهمات أميركية إسرائيلية بهذا الشأن لا تجعل من زيارة بومبيو الخاطفة تتركز على قرار إعلان السيادة وفي تقديرنا أن توقيت هذه الزيارة لم يكن مرتبطاً أساساً بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، بقدر ما هو أشد ارتباطاً مع الحرب المفتوحة والمعلنة من قبل إدارة ترامب على الصين، فقد شكّلت إسرائيل ثغرة واضحة في الحرب التجارية التي أعلنها ترامب على الصين فور وصوله إلى البيت الأبيض، واليوم، وفي سياق الحرب على الصين على خلفية وباء الكورونا، فإن إسرائيل لا تزال تشكل مثل هذه الثغرة، وذلك نتيجة العلاقات المتطورة نسبياً بين دولة الاحتلال والصين، فهذه الأخيرة استثمرت أكثر من 25 مليار دولار في السنوات الماضية في إسرائيل، كما سيطرت مجموعة اقتصادية صينية على إحدى أهم شركات التغذية في إسرائيل وهي شركة «تنوفا» عوضاً عن فوزها بمناقصات لإدارة ميناءي أسدود وحيفا وهما يقعان بالقرب من قاعدة بحرية عسكرية وذلك لمدة 25 عاماً.

إلاّ أن ما يقلق واشنطن يتعلق بتبادل منتجات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الحاسوب بين إسرائيل والصين والتي من الممكن استخدامها لأغراض أمنية وعسكرية، وبينما تخطط إسرائيل لإعادة النظر في مشاركة الصين في مناقصة لإنشاء محطة لتحلية المياه، فإن ذلك لم يوفّر ارتياحاً كافياً لإدارة ترامب التي تطالب إسرائيل بأكثر من ذلك، فقد أنقذت إدارة ترامب نتنياهو وعملت لصالحه أكثر من مرة، وعلى هذا الأخير أن يسد الدين والمشاركة الفاعلة في الحرب الأميركية على الصين.وهذه كانت الرسالة الأهم التي حملها بومبيو إلى نتنياهو في زيارته الخاطفة التي تم توقيتها مع بدء الحرب الأميركية على الصين.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بتوقيت الانتخابات الأميركية «الضم» من الصيف  إلى الخريف بتوقيت الانتخابات الأميركية «الضم» من الصيف  إلى الخريف



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 13:02 2022 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

توقيف مذيع مصري بعد حادثة خطف ضمن "الكاميرا الخفية"

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري

GMT 12:03 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

العالم على موعد مع أول "تريليونير" في التاريخ خلال 10 سنوات

GMT 06:56 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء تجنبيها للظهور بصورة أنيقة ليلة رأس السنة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon