من أجل إحياء مؤتمر ديربان

من أجل إحياء مؤتمر "ديربان"

من أجل إحياء مؤتمر "ديربان"

 لبنان اليوم -

من أجل إحياء مؤتمر ديربان

هاني حبيب
بقلم : هاني حبيب

في العاشر من تشرين الثاني 1975 اتخذت الأمم المتحدة قراراً تاريخياً غير مسبوق بحق الحركة الصهيونية وإسرائيل عندما اعتبر القرار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. وشكل ذلك صحوة متأخرة من قبل المجتمع الدولي والرأي العام العالمي على الممارسات العنصرية والإرهابية من قبل إسرائيل والحركة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ولكن وبعد 16 عاماً من هذا القرار التاريخي عادت الأمم المتحدة وبشكل غير مسبوق عن هذا القرار وقامت بإلغائه، وزادت على ذلك بأن قدمت ما يشبه اعتذاراً ضمنياً لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

قبل 20 عاماً في أيلول 2001 عقدت الأمم المتحدة المؤتمر الدولي ضد العنصرية والذي بات يعرف بمؤتمر «ديربان»، نسبة إلى موقع انعقاده في مدينة ديربان بجنوب إفريقيا، هذا المؤتمر كان مخصصاً في الأصل لحكومات الدول المنضمة إلى الأمم المتحدة، بينما عقدت المنظمات غير الحكومية على مستوى العالم مؤتمراً موازياً وبتنظيم من قبل الأمم المتحدة أيضاً وذلك بهدف الوصول إلى تكامل بين الحكومات الرسمية والمجتمعات والمنظمات الشعبية على مستوى العالم، ما مكّن من إثارة المزيد من النقاش حول تبعات الاستعمار وآثاره المدمرة على بنية المجتمع الدولي من حيث استعباد الشعوب والعمل على تخلفها بينما احتلت دولة الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها مشروعاً كولونيالياً عنصرياً مكاناً بارزاً في هذا المؤتمر.

إدانة إسرائيل ودمغها بالعنصرية كانا القضية الأكثر بروزاً في هذا المؤتمر الذي اعتبر من ناحية تظاهرة دعم دولي واسع لنضال الشعب الفلسطيني للوصول إلى أهدافه لقرارات الأمم المتحدة، وتحميل الدول الكبرى، أميركا والدول الأوروبية على وجه الخصوص مسؤولية تاريخية في سياق عدم تنفيذ دولة الاحتلال لقرارات الشرعية الدولية، وذلك في سياق استمرار استعباد الشعوب والقضاء على حضاراتها وموروثاتها الثقافية ما يشكل إدانة لما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي من نهب وسرقة للتراث الحضاري والثقافي للشعب الفلسطيني بالتوازي مع سرقة ونهب الأرض الفلسطينية إلاّ أن المؤتمر من ناحية ثانية، وربما الأكثر أهمية شكل استعادة أممية ورأياً عاماً عالمياً للقرار الأممي حول اعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية.

تم التجديد لهذا المؤتمر أكثر من مرة من خلال ما يسمى مؤتمر «ديربان» الاستعراضي، والذي تم عقده أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين خاصة في مدينة جنيف السويسرية ومدينة سويتو الجنوب إفريقية لمتابعة تفعيل أهداف المؤتمر الأساس وتحقيق مضامينه وتجديد منطلقاته وتقاطع أعمال هذه المؤتمرات الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية عديدة مثل كندا وأستراليا.

قبل أيام وجهت إدارة ترامب المنصرفة آخر ضرباتها ضد المنظمة الدولية عندما صوتت ضد ميزانية الأمم المتحدة للعام 2021 كون هذه الميزانية تشمل عملية تمويل لإحياء الذكرى العشرين لمؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية، وبطبيعة الحال فإن إسرائيل انضمت إلى الولايات المتحدة للتصويت ضد الميزانية العامة بينما وافقت عليها 167 دولة، إلا أنّ القرار المنفصل المتعلق بدعم مؤتمر «ديربان» تحديداً تم إقراره بغالية 106 أصوات فقط وبمعارضة أميركية إسرائيلية ودول أوروبية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
من هنا تتوضح أهمية هذا المؤتمر وخطورة تجديد انعقاده من وجهة نظر أميركية إسرائيلية، ذلك أن استعادة الأمم المتحدة لإحيائه من جديد كان يجب أن توفر اهتماماً فلسطينياً استثنائياً، إلاّ أننا لم نجد مثل هذا الاهتمام الرسمي وكذلك على مستوى المنظمات الأهلية بشكل كافٍ وخاصة أنّ القضية الفلسطينية في هذا الوقت بالذات في وضع لا يسمح لنا كفلسطينيين بالتغاضي عن أي شكل من أشكال التضامن مع قضيتنا الوطنية، وهو ما انطوى عليه مؤتمر «ديربان» الأصلي وكذلك مؤتمراته الاستعراضية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أجل إحياء مؤتمر ديربان من أجل إحياء مؤتمر ديربان



GMT 21:51 2024 الأحد ,26 أيار / مايو

لبنان المؤجَّل إلى «ما بعد بعد غزة»

GMT 03:22 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

ليست إبادة لكن ماذا؟

GMT 03:11 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

دستور الكويت ودستور تركيا... ومسألة التعديل

GMT 02:58 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

أبعد من الشغور الرئاسي!

إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:12 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 10:18 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

نيويورك تايمز" تعلن الأعلى مبيعا فى أسبوع

GMT 13:52 2022 السبت ,02 إبريل / نيسان

أفضل المطاعم الرومانسية في جدة

GMT 12:43 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 11:21 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نجم تشيلسي أندي تاونسند يعتقد أن صلاح فقد الشغف

GMT 17:47 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

أفكار لارتداء إكسسوارات السلاسل

GMT 16:12 2021 الجمعة ,10 كانون الأول / ديسمبر

ميريام فارس تحتفل بذكرى زواجها مع أسرتها بفستان جريء

GMT 06:15 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

روسية تدفن 11 زوجا لها

GMT 11:31 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 11:21 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أبرز اتجاهات الموضة لفساتين السهرة هذا الموسم

GMT 11:29 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف

GMT 19:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon