عن اتفاق الإطار وتشكيل الحكومة اللبنانية

عن اتفاق الإطار وتشكيل الحكومة اللبنانية

عن اتفاق الإطار وتشكيل الحكومة اللبنانية

 لبنان اليوم -

عن اتفاق الإطار وتشكيل الحكومة اللبنانية

عبير بشير
بقلم : عبير بشير

في ذروة الأزمة في لبنان، أخرج الرئيس نبيه بري أرنبا من جيبه، وقدم خريطة طريق، قائمة على كسر العزلة الدولية على لبنان والثنائي الشيعي، ففتح كوة في جدران مفاوضات السلام بين لبنان وتل أبيب، وهذا لن يتم دون الطرق على باب ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ما يعني الركون إلى منطق المفاوضات.

مبادرة بري لم تأت من عنديات الثنائي الشيعي بالمعنى السياسي بل سبقها تمهيد إعلامي من قبل رئيس الجمهورية وفق ردود مقتضبة تتعلق بإمكانية تحقيق السلام مع إسرائيل، بعد تسوية الأمور العالقة بينهما.

ويصعب من اليوم، التنبؤ بالمسار المقبل لمفاوضات ترسيم الحدود، لكن حديث الصالونات السياسية يتحدث عن «بيعة حدودية» مجهولة النتائج، ومع ذلك قد تكون فيها مصلحة لكل الأطراف. فإسرائيل تسعى للاعتراف بحدودها الشمالية، فيما لبنان يريد نفطه وغازه لتجاوز أزمته الاقتصادية والمالية.

ووفق ما جاء على لسان عراب «الإطار» نبيه بري، أنه في حال نجاح المفاوضات، فإن لبنان سيتمكن من سداد ديونه من خلال التعويل على البلوك 8 و9، وبهذا يكون بري قد حدّد بشكلٍ مُسبق، لبنانية هذه المساحة البحرية.

لكن بري رفض إعطاء اتفاق الإطار أكثر من حجمه، وأن يرتدي حلة التطبيع، أو أنه خشية من العقوبات الأميركية المقبلة موضحا أنه لا يجوز بيع المياه في حارة السقايين.
ولم يكن عابرا تسريب فريق 8 آذار، أن انطلاق مفاوضات الترسيم وإمكان بلوغها خواتيمها خلال 6 أشهر يستوجبان حكومةً «سياسية ووطنية» توفّر مناخاً مستقراً في الداخل يظلّل مسار التفاوض ويواكب محاولات بلوغ اتفاق مع صندوق النقد الدولي على حزمة إنقاذية، مع إيحاءٍ بأن «ورقةَ الترسيم هي الأغلى على واشنطن – ترامب على بعد أمتار من السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض.

وهو ما انطوى على رسائل ضمنية بأن تسهيل هذا الملف، ورغم انتقاله إلى عهدة الرئيس ميشال عون، يتوقف على تخفيف الخارج والولايات المتحدة خصوصاً المنحى المتشدّد حيال الحزب وحلفائه ومشاركته في الحكومة الجديدة.

«حزب الله» في هذه النقطة يمارس السقف الأعلى من التشدّد. لا يمكن بالنسبة له خوض المفاوضات الحدودية المزنّرة بالصواريخ مع العدو الإسرائيلي في ظلّ وجود حكومة أو وزراء «متذبذبين وغير واضحي المعالم السياسية» أو في ظلّ غيابه عن التركيبة الحكومية. وفي هذا الإطار، يمكن فهم تشدد الثنائي الشيعي، تجاه قرار دخول الحكومة خلال مفاوضة مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، بعدما فهم «حزب الله» مدى الحرص الأميركي على إبعاد «حزب الله» وشريكه في الثنائية الشيعية حركة أمل عن التمثيل المباشر في الحكومة مقابل تمثيل شيعي «خفيف وعلى الهوية».

فيما يسعى نصر الله من مشاركة الحزب في أيّ حكومة جديدة ضمانة لاستكمال المفاوضات في شأن ترسيم الحدود مع إسرائيل. فهو الطرف اللبناني الوحيد القادر على اتخاذ قرار كبير في حجم ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

وربما أعمق من ذلك، فهو ربما سعى بتسهيل الوصول إلى إطار للاتفاق حول الترسيم في هذا التوقيت، وليس التوصل إلى اتفاق نهائي، إلى تجنب ضربات إسرائيلية في وقت تبدو تهديدات بيبي نتنياهو جدّية في الوقت الضائع قبيل الانتخابات الأميركية، خصوصا بعد إشارته إلى تخزين صواريخ في منطقة الجناح الملاصقة لبيروت والقريبة من الضاحية الجنوبية.

وفي هذا الإطار يتمّ التعاطي مع طرح نجيب ميقاتي الذي يجري تداوُله حول حكومة تكنو - سياسية من 20 وزيراً بينهم ستة سياسيين يمثّلون الطوائف والقوى السياسية الستّ الرئيسة.
مبادرة نجيب ميقاتي حول تأليف حكومة سياسية هي خيار «أفضل الممكن» حالياً الذي يُراعي ويتلاءم مع التطورات المستجدة، بداية من المبادرة الفرنسية إلى اتفاق الإطار، الباقي أن يجري تأمين التفاهمات السياسية، سواء بالنسبة إلى الاقتراح أو الشخص بعدما انحصرت الخيارات بين نجيب ميقاتي وسعد الحريري.

على كل حال، المبادرة الفرنسية بنسختها الثانية لم تَعد مستقلّة بل أضحت مرتبطة عضوياً بمفاوضات «الإطار»، والدعوة إلى استشارات نيابية باتت محكومةً بالشروع في هذه المفاوضات مع إسرائيل في غضون أسبوعين على الأقل.

كما أن العقوبات المالية الأميركية أضحت أمراً يلازم سواء المبادرة الفرنسية بنسختها الحالية أو «مفاوضات الإطار»، وواشنطن تريد استخدامها كأداة لحشد الدعم للخيارات الإسرائيلية على الطاولة المستديرة غير المباشرة ومحاولة «زرك» اللبنانيين من أجل تشكيل حكومة تراعي الشروط الأميركية ولو بالحدّ الأدنى. انطلاقاً من كل هذا بات الشأن اللبناني خاضعاً لمنطق التدويل أكثر من ذي قبل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن اتفاق الإطار وتشكيل الحكومة اللبنانية عن اتفاق الإطار وتشكيل الحكومة اللبنانية



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 13:42 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 22:08 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

حملة ميو ميو لصيف 2021 تصوّر المرأة من جوانبها المختلفة

GMT 15:01 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 يضرب منطقة شينجيانج الصينية

GMT 12:38 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزيرة الإماراتي يجدد عقد خليفة الحمادي 5 مواسم

GMT 18:03 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم ساعات بميناء من عرق اللؤلؤ الأسود لجميع المناسبات

GMT 14:06 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

إتيكيت عرض الزواج

GMT 19:33 2022 السبت ,07 أيار / مايو

البنطلون الأبيض لإطلالة مريحة وأنيقة

GMT 11:29 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف

GMT 10:06 2022 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار الأحذية النود المناسبة

GMT 11:21 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

نجم تشيلسي أندي تاونسند يعتقد أن صلاح فقد الشغف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon