جيلنا المرهق في «ملاهي» الاتصالات

جيلنا المرهق في «ملاهي» الاتصالات

جيلنا المرهق في «ملاهي» الاتصالات

 لبنان اليوم -

جيلنا المرهق في «ملاهي» الاتصالات

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

جلسة عائلية، الكبار فيها تتراوح أعمارهم من 35 إلى 60 عاماً، وكانت المسألة في إدارة «الريموت كنترول» للشاشة الذكية وإجراء بعض العمليات والبحث، الملاحظة كانت أنه كلما أخذ «الريموت» الأطفال والمراهقون الصغار، كانت الأمور أكثر سلاسة وسرعة!

وتيرة التسارع الرهيبة في نقلات تكنولوجيا الاتصالات وتطبيقات وثورات الإنترنت والتواصل، لم تمر على جيل بشري بمثل هذه السرعة.

نحن مِن جيل أدرك الهاتف المنزلي الثابت؛ هاتف واحد للمنزل كله... هل يتخيل مواليد الألفية الجديدة هذا الأمر، ناهيك بمواليد 2010؟

نحن جيل كانت أكبر صرعة اتصالات حصلت في حياته هي جهاز «البيجر»؛ هل تعرفون يا مواليد الألفية هذا الجهاز؟

نحن جيل عانق بداية الأجهزة الهاتفية الشخصية المحمولة، وإلى اليوم لم نستقر على اسم مُجمَع عليه لهذا؛ هل هو «الجوال» أو «الآيفون» (رغم أن «آيفون» اسم خاص بهاتف «آبل»!) أما لدى إخوتنا في مصر فهو المحمول، وفي لبنان الخليوي.

نحن من جيل شهد كابينات الاتصالات في الشوارع، والدفع كان بالعملة المعدنية ثم الكارت المشحون. ثم أتت فورة محلات الاتصالات ذات الغرف، وهي ثورة كانت مصاحبة لظهور جهاز «البيجر» ومتصلة به... الآن هذه المحلات التي كانت تغمر الرياض وجدة وبقية المدن السعودية، أثراً بعد عين... تراث وتاريخ. وهي قبل سنوات وجيزة يعني!

نحن جيل الدهشة من ظهور الهواتف الشخصية، وكانت غالية الثمن رديئة التقنية، ثم كانت ثورة هواتف شركة «نوكيا»... الله يا «نوكيا»... أين اختفت؟!

ثم الثورة الفاصلة؛ الهواتف المحمولة التي تعمل بتقنية اللمس للشاشة الذكية، وما رافقها من تطبيقات غيرت حياتنا، مثل «واتساب» و«تويتر» و«فيسبوك» وغيرها. والآن نحن جيل يحاول التعرف على الذكاء الصناعي «Gbt chat» الساحر هذا... هل تذكرت بداية تفتح عيون جيلنا على عالم الاتصالات... الهاتف المنزلي الثابت الوحيد وصولاً اليوم إلى «Gbt chat»؟

رحلة صعبة ومرهقة وسريعة... بالنسبة لمن هم دون العشرين وأصغر وأصغر... أيسر وأسهل.

طافت بي هذه الخواطر وأنا أطالع هذا الخبر الأميركي:

«اقترحت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين، بمن في ذلك السيناتور الجمهوري توم كوتون، والسيناتور الديمقراطي كريس مورفي، مشروع قانون يحظر جميع الأطفال الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي».

أعضاء مجلس الشيوخ الأربعة الذين اقترحوا التشريع، ومن بينهم السيناتور كاتي بريت، والسيناتور برين شاتز، يعتقدون أنهم «يمثلون ملايين الآباء الأميركيين الذين يشعرون بقلق بالغ من أن وسائل التواصل الاجتماعي غير مقيدة إلى حد كبير فيما يمكنها تقديمه لأطفالها». مشروع القانون الخاص الذي يحمل عنوان «قانون حماية الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي» يطالب أيضاً بموافقة الوالدين والتحقق من العمر للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

هل يضحك الصغار هؤلاء إذا خلوا إلى أنفسهم من «وسوسات» الكبار، كما أتوقع أنهم يقولون؟! كيف ينظرون إلى هذه المحاذير والقيود، المبرَّرة في نظري لصون كيان الأسرة وأساسيات الأخلاق؟!

ثمة مَن يرى عبثية وعقم مثل هذه الاحترازات، وأن الحل في الوعي الذاتي والحوار الشفاف بين الوالدين وبقية الكبار مع الصغار لصونهم من قمامات الإنترنت و«السوشيال ميديا»... لكن كيف يكون الحال إذا كان بعض الكبار أسفه من الصغار؟!

وإن سفاهَ الشيخ لا حِلمَ بعدَه

وإن الفتى بعد السفاهةِ يحلمُ!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيلنا المرهق في «ملاهي» الاتصالات جيلنا المرهق في «ملاهي» الاتصالات



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 20:45 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 11 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:08 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

ربيع سفياني يكشف أسباب تألقه مع التعاون

GMT 19:29 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نائب رئيس الشباب أحمد العقيل يستقيل من منصبه

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:14 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 03:49 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

"Dior" تجمع عاشقات الموضة في حفل سحور بدبي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon