مَن يملك كنز الصدر في العراق

مَن يملك كنز الصدر في العراق؟

مَن يملك كنز الصدر في العراق؟

 لبنان اليوم -

مَن يملك كنز الصدر في العراق

بقلم:مشاري الذايدي

الألغام السياسية العراقية، التي ظهرت على هيئة تسجيلات صوتية منسوبة لنوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق العتيد، وأحد أهم رموز الطبقة السياسية العراقية الشيعية، وأقول الشيعية، لأن الرجل يتصرف طبقاً لاستشعار هذه الهوية، كما يفهمها هو ومن يماثله من الإسلاميين الشيعة في العراق.

التسجيلات المنسوبة للمالكي، هذه المرة ليست هجوماً على «أبناء يزيد» من جديد، ولا على الصدّاميين البعثيين، ولا على السعودية والعرب، بل على رفقاء المسيرة وأبناء «البيت الشيعي».
الهجوم انصبّ على مقتدى الصدر، قائد التيار الصدري الكبير، ونالت سهام المالكي الكثيرة ضلوع الصدر، فـ«تكسّرت النصال على النصال».
حتى الحشد الشعبي الطائفي لم يسلم من نقدات المالكي، فيما بدا أنه تفجير كامل للإطار التنسيقي، وهي الوصفة الجديدة التي انضوت فيها القوى الشيعية الأصولية لمواجهة مشروع مقتدى الصدر ومن معه من الأكراد والسنة العرب.
زلزال سياسي عراقي كبير، ولذلك، وبعد فترة صمت وترقب، أعلن القضاء العراقي أمس (الثلاثاء)، فتح تحقيق بشأن تسريبات صوتية نُسبت لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، لكنّ المالكي في وقت لاحق نفى نسبة التسجيلات إليه فهي «مفبركة».
أصل القصة، كما تقول «بي بي سي»، هي نشر صحافي عراقي، على حسابه في «تويتر»، خمسة تسجيلات مسرّبة هاجم فيها المتحدّث، الذي قُدِّم على أنه المالكي، قوى شيعية لا سيما التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، بشكل شرس وعنيف وغير مسبوق.
يتحدّث صاحب الصوت في التسجيل عن احتمال حصول اقتتال داخلي بين القوى الشيعية، واصفاً الصدر بأنه «يريد دمّ» و«أموال».
مقتدى الصدر من طرفه، أبدى اندهاشه من إمكانية أن يقْدم حزب الدعوة، حزب المالكي، على قتله، وطالب إثر تلك التسريبات المالكي «بإعلان الاعتكاف واعتزال العمل السياسي». أو «تسليم نفسه للقضاء».
الشرخ كبير ويزداد بين قطبين كبيرين من القوى الشيعية العراقية، التي هي الممسكة اليوم بقرار العراق الجوهري، وكل طرف لديه أنصاره وأمواله وتحالفاته وإعلامه و«قدسياته» التي منها رأس المال الرمزي «الصدري» وتلك مفارقة كبرى.
حزب الدعوة الذي هو حزب المالكي، يقيم أمثولته على النهل من اسم آل الصدر، سواء محمد باقر الصدر، رمز الحزب المقدس والمؤسس، أو محمد صادق الصدر، والد مقتدى، فأي الفريقين أحق بالكنز الصدر المعنوي؟!
يبدو أننا أمام قصة مثيرة، وهي تثبت إن التلّهي بقتال أعداء خارجيين (خارج الحزب والطائفة) أكانوا فعلاً من الأعداء أم يتوهم الدعويون والصدريون ذلك، لن يلغي حقيقة أن الإنسان العراقي في النهاية، يريد دولة مستقرة وتنمية وصحة وتعليماً وسلاماً... وليس شعارات وأناشيد فارغة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن يملك كنز الصدر في العراق مَن يملك كنز الصدر في العراق



GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

GMT 02:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

تدليل أمريكي جديد لإسرائيل

GMT 01:56 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

«العيون السود»... وعيون أخرى!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:24 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 لبنان اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 20:08 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 11:04 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

لاعب برشلونة مارتينيز يشتبك مع مشجع خارج الملعب

GMT 04:53 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

مكياج العيون من وحي الفنانة بلقيس

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 07:32 2022 الأحد ,10 إبريل / نيسان

نصائح للحفاظ على الشعر الكيرلي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon