قبلات واشتراكات على الشاشات

قبلات... واشتراكات على الشاشات!

قبلات... واشتراكات على الشاشات!

 لبنان اليوم -

قبلات واشتراكات على الشاشات

بقلم :مشاري الذايدي

    صناعة «الفرجة» التلفزيونية تشهد منذ سنوات قليلة أعظم ثورة في تاريخها، مع انطلاق البث المخصص للمنصات على الإنترنت، والمثال الأشهر في هذا الصدد هو منصة «نتفليكس» التي تقدم خدمتها عبر تطبيقها الخاص على أجهزة الموبايل و«التابلت»... بالإضافة طبعاً إلى التلفزيونات الذكية.   الثورة هي في الفكرة نفسها «الكونسبت» في السابق كنت تتفرج على ما يعرض لك في الجدولة التلفزيونية المعدّة مسبقاً، وعليك مواءمة أوقاتك مع برنامجك أو مسلسلك المرغوب، ثم تطورت التلفزيونات الذكية قليلاً من خلال ميزة الاستعادة والتوقيف والحفظ، بل والطلب من المكتبة، وذلك في القنوات مدفوعة الثمن عبر «الكيبل» أو جهاز الاستقبال الخاص «الرسيفر».   كل هذا صار من الماضي، وهناك عمالقة ينافسون اليوم «نتفليكس»، مثل «أمازون» و«ديزني»، وغيرها.   مع الأموال المتدفقة بغزارة على هذه الشركات، ارتفعت تكلفة الإنتاج، وتصنيع محتويات خاصة، تناسب ذوق المشاهدين، ويعرف ذوق المشاهدين من خلال التحليل الآلي الذكي لطبيعة التفضيلات والمشاهدات، حسب العمر والزمن والمنطقة الجغرافية.   عند هذه اللحظة، تخلق مشكلات كبيرة مع الدول وأدوات الضبط الاجتماعي العام، قبل ذلك كان التصريح لمنتج تلفزيوني أو سينمائي بيد الدولة، اليوم بيد من؟   لا بد أن كثيراً منكم، ممن يشاهد عروض «نتفليكس» وغيرها، لاحظ الجرأة الشديدة التي تعرض بها السلوكيات والأفكار، لن أناقش الدعايات السياسية غير المباشرة أو المباشرة، دعونا في مثال واحد، وهو تحسين ودعم فكرة الشذوذ الجنسية، أو المثلية، بمناسبة درامية أو من دون.   أغلب الإنتاجات التي نراها اليوم في هذه المنصات، لا بد من مرور مشهد أو خط درامي عن وجود علاقة مثلية بين ذكر وذكر أو أنثى وأنثى، ويتكثف هذا الأمر بتواتر، ولا تدري ما مقتضى الحاجة الدرامية لذلك؟   من المؤكد أن هناك قوى ضغط تدعم تكريس هذا الأمر وتطبيعه لدى المشاهد، تنفق على هذه الإنتاجات بشكل غير مباشر.   طبعاً رفض العلاقات المثلية ليس حكراً على المسلمين، بل هو ربما موقف غالب الثقافات الإنسانية، خذ لديك هذا المثال الحديث الذي نشرته «بي بي سي» البريطانية:   حذفت شركة ديزني مشهداً قصيراً لامرأتين تقبلان بعضهما من النسخة السنغافورية لأحدث أفلام «حرب النجوم». ويحتوي «ذا رايز أوف سكايووكر» على أول قبلة مثلية في تاريخ السلسلة - وصفها نقاد بأنها «ومضة قصيرة لامرأتين تقبلان بعضهما ضمن مجموعة من الشخصيات»... يذكر أن سنغافورة لا تعترف بزواج المثليين وتعد العلاقة الجنسية المثلية غير قانونية.   ما يسري على مسألة المثلية يسري على مسائل أخرى، أفكار، مثل النضال البيئي السياسي، وغيرها، تعمل هذه المنصات على تكريسها في الوعي، خصوصاً لدى المراهقين ممن يتشربون هذه المنتجات بهدوء... وإلحاح دائم.   المعركة... معركة صناعة الذوق والوجدان... لا تقل شراسة عن معارك الدبابات والطائرات.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبلات واشتراكات على الشاشات قبلات واشتراكات على الشاشات



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:44 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

اقتحام مقر وكالة الأنباء الليبية في طرابلس

GMT 17:17 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بسمة تضجّ أنوثة بفستان أسود طويل مكشوف عن الظهر

GMT 18:51 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

ملابس ربيعية مناسبة للطقس المتقلب

GMT 13:01 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

موديلات ساعات فاخّرة لهذا العام
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon