هواجس شاب بقاعي

هواجس شاب بقاعي

هواجس شاب بقاعي

 لبنان اليوم -

هواجس شاب بقاعي

مشاري الذايدي
بقلم: مشاري الذايدي


قال لي صديق لبناني وآخر عراقي، ينتميان، بالمعنى البيولوجي والسيسيولوجي، للمكوّن الشيعي، إن هبّة العراقيين واللبنانيين الشيعة، بهذا الزخم والشجاعة، ضد حكامهم، من زعماء الطوائف والمستثمرين بالتخويف الطائفي، لهو أمر جلل وفصل تاريخي نادر الحدوث، ويجب على بقية المحبين للعراقيين واللبنانيين اغتنام هذه اللحظة النادرة وتقديم الدعم الكامل لهؤلاء.
هو، أو هما، بصراحة كانا يشيران للسعودية، وإنه إذا كان المنتظر كل هذه السنين، ثورة داخلية عربية شيعية، فها هي قد أتت، فلم التقاعس عن غوثها وإعانتها بكل وضوح؟!
لم أستفصل عن كنه الإعانة ومعنى الإغاثة، لكن بقيت في الإطار العام للسؤال، وهو هل من الصواب أن تناصر السعودية، صراحة، هذه الجموع المقموعة، التي يتآمر عليها شياطين إيران وفجرة اليسار عرباً وعجماً؟!
في قرارة قلبي، أقول نعم يجب النصرة، وفي واجهة عقلي أتساءل: هل ظهور أي دور سعودي في ذلك، سيغذّي الدعايات الإيرانية واليسارية المتخيمنة، باتهام الشعبين العراقي واللبناني، الشيعة منهم خاصة، بأنهم عملاء للسعودي؟!
لكن الذي أدريه بيقين، أن تياراً حيوياً أشعل شرارة الحياة في شرايين الوعي لدى أبناء الطائفة الشيعية في العراق ولبنان.
طالعت هذا المثل، عن شاب لبناني من أهالي قرية العين البقاعية الشيعية، وهو مغنّي «راب» سمَّى نفسه بأبي ناصر الطفار، وكتب كلمات مؤثرة نشرت بمدونة «درج» عنونها بـ«شيعة السفارة: أني منّي فدا صرماية حدا».
والصرماية، كرّم الله الجميع، هي الحذاء بالمحكية الشامية.
يقول هذا الشاب اللبناني وهي يتحدث عن صدمته من سريان التعصب بين أبناء الحي الواحد بل الأسرة الواحدة، بين من هم أنصار لحزب الله «على العمياني»، وبين من له موقف ناقد ما.
ثم يقول: «رأيتُ مصطلح (شيعة السفارة) للمرّة الأولى عنواناً لملف نشرته جريدة (الأخبار) عام 2012. تضمّن العدد يومها اتهامات علنية بالأسماء لسياسيين وناشطين مدنيين ورجال دين شيعة معارضين لـ(حزب الله) وسياساته في لبنان بقبض الأموال من السفارة الأميركية».
«قيل لي إنّني (داعشي) مثلاً وآكل أكباد حين انتقدت تدخّل الحزب العسكري بوجه الشعب في سوريا، وحُسِبتُ من صهاينة الداخل حين رثيت ضحايا مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقيّة لدمشق».
وبعدما يسرد العديد من لحظات يقظة الوعي الوطني الحديث لدى الشباب اللبناني الشيعي من الجنوب للبقاع، يقول: «لحظات كهذه لن تُمحى من ذاكرتنا، ولا مشهديات تحطيم مكاتب النواب في الجنوب والدوس على صور الزعماء، ولو أحرقوا ألف خيمة وسحلوا ألف متظاهر».
يختم الشاب مغنّي الراب، من البقاع بهذه الجملة الكاشفة بالمحكية: «صار فيك تقول أني إلي، أني معي، أني مني صرماية حدا».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هواجس شاب بقاعي هواجس شاب بقاعي



GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

GMT 02:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

تدليل أمريكي جديد لإسرائيل

GMT 01:56 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

«العيون السود»... وعيون أخرى!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:52 2021 الأربعاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

الجامعة اللبنانية وزعت نبذة عن رئيسها الجديد بسام بدران

GMT 19:03 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

إسبانيا تواجه البرتغال وديا في أكتوبر

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 13:50 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

دليل "عالم المطاعم في أبوظبي" من لونلي بلانيت

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 19:09 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

راين كراوسر يحطم الرقم القياسي العالمي في رمي الكرة الحديد

GMT 12:27 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

أنغام وأصالة تتصالحان وتتبادلان القبلات عقب خلاف دام 5 سنوات
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon