معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي

معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي

معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي

 لبنان اليوم -

معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي

بقلم: مشاري الذايدي

ذات اجتماع مع وزير إعلام عربي، سألناه، وكان ذلك قبل عقد أو نيف، عن الجدوى من مراقبة الكتب المجلوبة من الخارج في المطارات والمنافذ البرية، ووجوب إجازة «رقابة المطبوعات» لها قبل دخولها مع المسافر، بعد أيام من الانتظار، في حين أن كثيراً من هذه الكتب موجودة بضغطة زر على الإنترنت؟!
لم أنسَ إجابته، وهو يعدل نظارته ويقوس حاجبه، قائلاً: صحيح هذا الكلام، لكن المنع هنا ليس بغرض عملي، بل لغرض رمزي وهو بعث رسالة معنوية حول الكتاب المقصود!
الآن لا يوجد جهاز جمارك في أي مطار لأي دولة رصينة، يكلف موظفيه بالتفتيش عن الكتب التي في الحقائب، مع ندرة قراء الورق أصلاً، وتزايد المنصات الرقمية للكتب.
تذكرت هذه الحكاية، وأنا أتابع الصخب الذي أثاره التراشق الكلامي بين الفنان المصري الشهير ونقيب الموسيقيين (هاني شاكر) ورجل الأعمال المصري النشط في القضايا العامة (نجيب ساويرس) حول حق أو عدم حق النقابة في منع فئة من المغنين يطلق على لونهم «المهرجان» وهو شبيه لحد ما، مع اختلاف المذاق، بفن (الشيلات) في الخليج، أو (الزامل) في اليمن.
الفنان هاني شاكر يرى أن من واجب النقابة حماية الذوق العام من هذا «الانحدار» الفني، خصوصاً من مغنين جهلة يكفي أن ألقابهم «كسبرة» و«حنجرة»... إلخ.
بينما ساويرس وغيره يرون أن هذا مجرد تسلط ووصاية من النقابة، ودع الكل يجرب وفي النهاية الجمهور هو الحكم، ولو لم يكن فناً مطلوباً لما حظي بهذا الانتشار على مستوى العالم العربي وفي المهاجر أيضاً.
الناقد والكاتب الفني المصري (طارق الشناوي) له موقف معارض لموقف النقيب هاني شاكر، عبر عنه في التلفزيونات، وهنا بمقالته الأخيرة إذ قال: «لا أنكر أن هناك قطاعاً من الجمهور يعتقد أنه لو منعت تلك الأغاني مهما كان المسمى «مهرجانات» أو «شعبيات» أو «راب» أو غيره، سينصلح مباشرة ليس فقط حال الغناء، بل حال الدنيا كلها».
استغرب الشناوي من مقولة أن ثمة فناً نموذجياً معيارياً هو الذي يجب خضوع الجميع له، وسأل: «إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يطرح كل المطربين والملحنين والشعراء - الرافضين لمستوى الغناء الآن - أغنيات تنطبق عليها الشروط القياسية، ويقدمونها للناس، وبالتالي تطرد الأغنية الجيدة الأغنية الرديئة؟».
أما خلاصته وخلاصة غيره فهي أن: «قرار المنع بات في هذا الزمن مستحيلاً، والنقابة لن تستطيع منع الدول العربية وأيضاً غير العربية من استقبالهم».
لك أن تختارَ ما تشاء من الآراء، لكن في تقديري أن المهمة الضرورية والعملية، ليست ملاحقة المهرجانات وفرض بوليس آداب غنائي، بل صنع محتوى منافس ودائم وجذاب، أما الرديء من الغناء والفاحش منه، فموجود في كل الأزمان، لكن الذي وصلنا وأثر فينا هو الذي صفاه لنا منخل الزمان منذ قدود حلب والأندلسيات والمقامات وغيرها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي معارك هاني شاكر وساويرس والشنّاوي



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:20 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 15:01 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:19 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 19:51 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بدائل التدخين تخفّض وفياته ولا تخلو من المخاطر

GMT 17:22 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:08 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

نادي يوفنتوس يعلن إصابة مدافعه دي ليخت بكورونا

GMT 17:15 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

ميلنر يستبعد صلاح وماني من تشكيلته المثالية

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 19:02 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

نزهة في حديقة دار "شوميه"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon