الحزب والعهد والتلاعب بأمن لبنان
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس" إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي وسط مدينة نابلس
أخر الأخبار

الحزب والعهد والتلاعب بأمن لبنان!

الحزب والعهد والتلاعب بأمن لبنان!

 لبنان اليوم -

الحزب والعهد والتلاعب بأمن لبنان

رضوان السيد
بقلم : رضوان السيد

قبل 10 أيام، قُتل عضو مهم في ميليشيا «حزب الله» بغارة إسرائيلية على مقربة من مطار دمشق الدولي. وفي العادة لا يعلن الإسرائيليون شيئاً أو يعلنون عن مقتل إيرانيين من «الحرس الثوري»، وسياستهم منذ سنوات عدم السماح لإيران بإقامة قواعد في سوريا، تهدد أمن الكيان. لكن هذه المرة، وربما لأن الغارة أوقعت خسائر كبيرة؛ فإن الإيرانيين أعلنوا عن غضبهم، حتى الروس قالوا إنهم غير راضين. في حين أعلن الحزب عن مقتل «المجاهد الكبير»، وأنه سيعاقب العدوّ الإسرائيلي عقاباً شديداً على ذلك!
ومنذ ذلك الحين، أظهر الإسرائيليون استعدادات على الحدود مع لبنان، وطلبوا من سكان القرى البقاء في المنازل. وحذّروا وأنذروا وتبادلوا التهديدات الكلامية مع الحزب. ومن أمام دار الفتوى بعد مقابلة المفتي دريان، قال السفير الإيراني إن إيران مستعدة لمساعدة لبنان واللبنانيين بكل سبيل، وليس فئة معينة فقط. إنما الأهم ما قال بعد ذلك، إسرائيل لا تجرؤ على مهاجمة لبنان بسبب الضربات والهزائم التي تلقّتها من المقاومة، وإذا ضربت فستكون هناك ضربة أقوى ورادعة لها!
ويوم الاثنين (27 - 7)، وبعد 4 ساعات من كلام السفير، بدأت أحداث غامضة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. وتوالت الأخبار من جيش العدو، وليس من الجانب اللبناني. وهي تقول إن الحزب قام بحركتين رصدهما الجيش الإسرائيلي؛ إطلاق صاروخ من طراز كورنيت على مركبة إسرائيلية لجهة مزارع شبعا. أما من تلال كفر شوبا فإنّ 3 أو 4 من ميليشيا الحزب تجاوزوا الخط الأخضر لمسافة 4 أمتار للداخل «السيادي» للدولة العبرية، وإن الجيش اشتبك مع التحركين، وبعد إفشالهما هو يقوم بعملية تمشيط بالمدفعية لمسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، وقد دمّر منزلاً بقرية الهبارية لاشتباهه بأنه مركز مسلح للحزب.
إنّ الطريف والغريب أنه خلال ذلك كلّه، ما أعلن الجيش اللبناني شيئاً، ولا وزيرة دفاع لبنان، أو وزير خارجيته، حتى الحزب. إنما بعد الساعة السادسة، أعلن الإسرائيليون أن الجبهة هدأت، وأن السكان عليهم ألا يقلقوا، وما وقعت خسائر في الجنود أو العتاد نتيجة الهجوم. وكان الواضح أن هناك تبايناً في الرأي داخل القيادة الإسرائيلية، فرئيس الوزراء يريد انتهاز الفرصة وشنّ الحرب، في حين اعتبر وزير الدفاع ورئيس الأركان الهجوم خفيفاً وفاشلاً، وينبغي استمرار الحذر وتحليق طيران الاستطلاع المسيّر، مع عدم التصعيد!
صمت الحزب صمتاً مطبقاً لعدة ساعات. وما استطاع الزعم طبعاً أن هجوميه أحدثا خسائر أو خطائف في صفوف العدو، لأن كل شيء مصور. وكانت الاحتفالات وتوزيع الحلوى بالنصر المؤزَّر قد بدأت في الضاحية وبعض قرى الجنوب. لكن فجأة أعلن الحزب أنه لم يقم بأي هجمات، وأنه عدوان إسرائيلي بحت وبدون داعٍ، وما يزال الحزب مصمماً على الانتقام لمقتل مجاهده في سوريا، كما أنه سيعاقب العدو لهدمه المنزل في قرية الهبارية!

 

وخلال ساعات الليل، وإلى ظهر يوم الثلاثاء في 28 - 7 تحول الأمر من هجوم فاشل للحزب، إلى نصر مؤزّر له، لأنه «أربك العدو إرباكاً شديداً»، ليس بإطلاق النار، بل بعدم إطلاقها، وبقيت المبادأة والمفاجأة بيده، والنصر له بالطبع، وإن لم يقاتل! إذ هو غرّر بالعدو واختبر ردّة فعله، والآتي قريب! أما المسؤولون اللبنانيون فكانت ردة فعلهم أشدّ غرابة وعدم مسؤولية؛ اتهموا العدو بالهجوم ومخالفة القرار الدولي 1701. وقالوا إنهم يشتكون لمجلس الأمن. آمنوا فجأة، بل منذ شهر بالقرار الدولي، بينما كان رئيس الجمهورية يقول دائماً إنه محتاج للحزب وسلاحه، لأن الجيش ضعيف، والقرارات الدولية لا تعني شيئاً، وسيبقى السلاح بيد الحزب لنهاية أزمة الشرق الأوسط!
بعد أيام سيبدأ مجلس الأمن بمناقشة التجديد للقوات الدولية في الجنوب، وهي تكلف العالم ملياراً و200 مليون دولار في العام (منذ العام 2006)، تدفع الولايات المتحدة وحدها الثلث، والرئيس ترمب رغم حرصه على أمن إسرائيل، لا يرى مبرراً للاستمرار، ما دامت السلطة اللبنانية العظيمة لا تبذل أي جهد لتطبيق القرار الدولي، بل هي لا تجرؤ على تأييد القرارات الدولية حتى لا يزعل الحزب! وقد بلغ من «ذكاء» رئيس الحكومة اللبنانية الحالي أن صرّح زاعماً بأن التحركات الإسرائيلية تريد الإرغام على تغيير مندرحات القرار الدولي، ولبنان لا يقبل ذلك. بينما تشير تقارير القوات الدولية إلى أن سلاح الحزب غير الشرعي صار يحيط مراكزهم من كل جانب، وهو يهدد القوات الدولية أكثر مما يهدد إسرائيل، إذ كأنه يحتمي بمواقعهم من جهة، ويهدّد العدو بأن الصواريخ الدقيقة قد اكتمل تركيبها!
مسرحية يوم الاثنين في 27 - 7، والتي تشير إلى الحرص المتبادَل على ألا يتضرر أحد ضرراً يُخرجه عن طَوره، ما غرّت ولا ألْهت المراقبين الدوليين عن تخاذُل السلطة اللبنانية، بل تواطؤها. فالقراران الدوليان 1559 و1701 كان المقصود من ورائهما حماية لبنان من الميليشيا الإيرانية، ومن إسرائيل على حدٍ سواء. بينما تُثبت السلطة اللبنانية بفروعها الثلاثة أنها خاضعة تماماً لمشيئة المسلَّحين، ولا تستحي أن تواجه القرارات الدولية لصالح نُصرة الميليشيا. ولدينا الآن استحقاق التجديد للقوات الدولية، ولا نعرف ماذا سيقول الدوليون الذين ساعد عددٌ منهم (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا) الجيش اللبناني، ولهم جنودٌ في القوات الدولية، وكلهم غير راضين عن تصرفات العهد والحكومة، ولا عن تصرفات الجيش تجاه السلاح غير الشرعي في جنوب لبنان!
بيد أنّ التحدي الدائم، رغم التنسيق الرائع بين إسرائيل والحزب، أن يحدث اختلال ما من إحدى الجهتين (وهو الأمر الذي جرى عام 2006) فتنشب الحرب المدمِّرة. والاختلال لدى الميليشيا متعلق بالمشيئة والموازين الإيرانية. أما الكيان الصهيوني فقد لا يُصغي لأحد إذا اعتبر رئيس وزرائه أن الحرب تخدم مصالحه الداخلية وبقاءه في السلطة!
إيران من خلال الحزب والزعيم تتصرف بالحرب والسلم في لبنان. بل إن الحزب يتلاعب دائماً بأمن لبنان وسلامه وسلامة مواطنيه. ورغم ذلك فهو يتلقى استحساناً إذا أطلق النار، واستحساناً إذا لم يطلق النار، باعتباره «أربك العدو». والذي أظنه أن الحزب عاد لقصة إسرائيل وقتالها، بعد أن كان يقول إن القتال بسوريا واليمن أهم بكثير؛ لأن المحكمة الدولية الخاصة التي تشكلت عام 2008 للتحقيق في مقتل الرئيس رفيق الحريري ستعلن عن قرارها في 7 أغسطس (آب)، أي بعد أسبوع. وفيه أنّ قتلة الحريري بتاريخ 14 فبراير (شباط) 2005 هم 4 من «حزب الله»!
الميليشيا المسلحة، والمافيا السياسية، يضربان معاً الشرعية اللبنانية بقسوة. لقد تصدع نظام الدولة، وعيش المواطنين، وقد يكون الآتي أعظم، وسط العزلة القاتلة التي أدخلت الميليشيا والمافيا لبنان فيها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحزب والعهد والتلاعب بأمن لبنان الحزب والعهد والتلاعب بأمن لبنان



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية

GMT 14:00 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

نصائح "فونغ شوي" لسكينة غرفة النوم

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 23:34 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

إلغاء ماراثون برلين 2020 بسبب كوفيد-19

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon