لبنان الاستقلال للشعب والاحتلال للسلطة
سقوط عدد من العسكريين والمدنيين السوريين بغارة جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على حلب قوات الاحتلال الإسرائيلي يقتحم المسجد الأقصى ويطرد المُصلين من ساحاته في أولى ليالي الاعتكاف هزة أرضية بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر تضرب جنوب اليونان براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته
أخر الأخبار

لبنان: الاستقلال للشعب... والاحتلال للسلطة!

لبنان: الاستقلال للشعب... والاحتلال للسلطة!

 لبنان اليوم -

لبنان الاستقلال للشعب والاحتلال للسلطة

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

كثرةٌ من اللبنانيين أسعدَهم، بالأمس، ما شاهدوه يوم ذكرى الاستقلال الـ76.

لم يفاجئهم الاحتفال الهزيل الذي نظَّمته بقايا سلطة لا يجمعُها مبدأٌ ولا تتفِّقُ على رؤية، بل تفقد مع مرور كل يوم ما تبقى من مبرِّرات لوجودها.

... بل، فاجأهم المشهد الاحتفالي الحقيقي الذي نظمه الشعب، وشارك فيه بمزيج نادر من الإصرار والفرح والثقة بالنفس.

«عيد الاستقلال» الحقيقي كان ذلك الذي احتفل به «لبنان الناس»، لبنان الأمل والطموح ونظافة اليد وسلامة النيّات، بعيداً جداً عن دهاليز الصفقات و«زواريب» السمسرات وأقبية التآمر والتهديد والوعيد.

وأنا كاتب هذه السطور، الذي عاش خارج لبنان منذ أكثر من أربعة عقود، تأكدتُ تماماً أنني ما عُدت أعرف اللبنانيين.

صحيحٌ أنه كان لدي دائماً قدرٌ معيّن من الواقعية يذكّرني بأن أكثر من 65 في المائة من أبناء هذا الشعب ولدوا بعدما غادرت وطني الأم. وصحيحٌ، أيضاً، أنني من خلال حواراتي مع جيل الشباب من اللبنانيين كان يضايقني جداً ضعف ذاكرتهم - إن وجدت - واختلاف أولوياتهم... عندما يحلمون ويطالبون ويطلقون الأحكام العجلى. بل، صحيحٌ أيضاً وأيضاً، أنهم تربّوا في بلد يعيش حالة متطاولة من ضياعٍ ثقافي، وفوضى تعليمية، وحصار قضائي، ونفاق سياسي، وهشاشة اقتصادية... وكل هذا انعكس على شخصياتهم وأسلوب تفكيرهم.

كل هذا وأكثر...

على الرغم من هذا كله، أسعدني مشهد سحب الإنسان في لبنان اعترافه بطبقة سياسية أمعنت في إذلاله والمتاجرة به. لقد كان الفارق بيِّناً - إن لم يكن صارخاً - بين شعب يحب بعضه بعضاً، ولا تتسع أرحب ساحات البلاد لتعبيره عن نفسه بعدما تقاطر إليها من كل حدب وصوب، وسلطة تتبادل مكوّناتها الكراهية والمطامع، ولا تجتمع إلا على باطل المحاصصة وتقاسم النفوذ، والتكبّر على مَن هم تحت، واستجداء الرضا ممن هم فوق!

عندما يقتنع الواحد منا، نحن أبناء العقدين السابع والسادس من العمر، بأننا نتمتع بـ«حكمة الشيوخ»... ونطالب الشباب - بشيء من الفوقية - بأن يتواضعوا و«يضعوا عقولهم في رؤوسهم»، فإن جزءاً من حكمتنا ناتج عن تكرار تجارب الفشل والإحباط، التي راكمت عندنا التردّد والحيطة... وأحياناً كثيرة... الجبن!

الشباب الذين فجّروا إبداعهم وعرضوا شجاعتهم وقلة تهيّبهم، أعلنوا بالأمس، بالفم الملآن أنهم «أبناء الحياة» في قلب بيروت. هؤلاء لن يخسروا شيئاً بشجاعتهم ولن يربحوا شيئاً بتردّدهم... وهذا بالضبط ما يفعلونه... بل ما فعلوه منذ نحو 35 يوماً.

أغبطهم؟ نعم أغبطهم. أود أن أكون معهم؟ حتماً... أود أن أكون ضمن صفوفهم، رغم أن محاولة أمثالي إقناعهم بالإحاطة بكل جوانب محنة لبنان - في هذه المرحلة - ستبدو «سيفاً ذا حدين».

أمرّ آخر، قد يكون تقنياً بعض الشيء، هو أن «الشيطان يكمن في التفاصيل». وسيكون مفيداً لشباب انتفاضة لبنان، الآن، بعد دخول انتفاضتهم شهرها الثاني - بكل ما اكتسبته من خبرات حوارية وميدانية - أن يبدأوا ببلوَرة تصوّر للاستراتيجية والتكتيك والأولويات المرحلية.

لقد أعطى عاملان اثنان الانتفاضة الشعبية زخماً عظيماً، أسهم في محافظتها على قوة دفعها:
العامل الأول، هو سوء تصرّف أهل السلطة ومواقفهم ومواقف وتصرّفات أتباعهم الاستفزازية. والعامل الثاني، إحجام الجيش - حتى تاريخه، لعدة أسباب موضوعية - عن القمع العنيف المباشر على الطريقتين السورية والعراقية.

هذان العاملان كانا مهمّين جداً بالنسبة إلى توفير متنفسٍ من الوقت للثوار كي يعرفوا ويختبروا بعضهم أكثر، ويتفاعلوا بصورة أفضل مع جمهورهم العريض الذي أعجب بالتزامهم ونقاء تحرّكهم. غير أن المحافظة على قوة الدفع تقضي بالسير أبعد، وإن بإيقاع أهدأ، والبدء بوضع أفكار عملية وعاقلة... ولو اعتبرها المتعجلون إبطاءً لتحقيق المنجزات المأمولة.

أقول هذا لأنني بتّ مقتنعاً أنه ما عاد لدى منظومة السلطة في لبنان اليوم، وتحديداً، «حزب الله» وتيار رئيس الجمهورية، من خيارات سوى ضرب الانتفاضة. وهذا ما ينضح من جانب «الحليفين» يومياً... سواءً عبر تهم «العمالة للخارج» والتخوين الممنهج، أو رفض بدء المشاورات النيابية المُلزمة من أجل تشكيل حكومة جديدة، أو الانقلاب الفعلي على روح «اتفاق الطائف» الذي بات جزءاً من الدستور.

«حزب الله»، الذي يقرّ علناً بتلقيه أمواله وسلاحه من إيران، يواصل كيل تهم «العمالة للخارج» للانتفاضة ولكل معارضيه. و«حليفه» رئيس الجمهورية مُصرٌّ على رفض الإسراع بتكليف شخصية تشكيل الحكومة، من منطلق إصراره على اضطلاعه شخصياً بمهمة التأليف... مع أن في هذا انقلابا صريحا على الدستور وتهميشا متعمّدا لموقع رئاسة الحكومة.

وعليه، أحسب أن بدء العمل على إنشاء تنسيقيات حقيقية - من دون اعتبارها «قيادة» للانتفاضة - بات مسألة ضرورية. فهي من ناحية ستلجم فوضى الاجتهادات، حتى تلك التي لا تخلو من النية الحسنة. ومن ناحية ستسقط من يد السلطة ورقة التلاعب والدسّ والتطويق وزرع العملاء...

إن خطر حرف الانتفاضة عن مسارها النقي احتمال يظل قائماً... طالما ظل موقف السلطة برموزها العلنية وقواها المستترة، كما هو. وهذا واقع يجب أن يظل في البال.

أيضاً خطر الغلو في أي مطلب والمزايدة في أي شعار موجود، سيستغلُّه أولئك الطامعون بجرّ المنتفضين إلى معاركهم وأزقتهم.

على القيمين على الانتفاضة إدراك بضع حقائق عن أمراض لبنان المُزمنة، بجانب محنته الحالية، التي تبدأ ولا تنتهي بالاحتلال الواقعي عبر السلاح غير الشرعي. وفي طليعة هذه الحقائق أن الطائفية المتجذِّرة لا تلغيها النيات الطيبة والكلمات المعسولة، بل المؤسسات التي لا بد من بنائها من أجل التمهيد للقضاء على الطائفية، ابتداءً من البيت والمدرسة أولا... قبل الوصول إلى مرافق الدولة. ثم، إن من هذه الحقائق أيضاً الفساد، الذي بات «تهمة» يتراشق بها كثيرون من دون ربطها بالخلفيات التي تنتج الفساد وتحميه وتُمأسسه.

بالأمس، كثرة من اللبنانيين الذين كادوا يفقدون الأمل في بلدهم استعادوا ثقتهم فيه، بقدر عودتهم للاعتزاز بانتمائهم إليه.

لقد كانت الرسالة مشرقة: لبنان الشعب هو وطن الاستقلال، بينما لبنان السلطة وطن محتل... خارج الزمان والمكان والحسابات.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الاستقلال للشعب والاحتلال للسلطة لبنان الاستقلال للشعب والاحتلال للسلطة



GMT 12:42 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

المريض الايراني والعراق

GMT 12:37 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية من بيروت إلى بغداد

GMT 12:33 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا

GMT 12:31 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

السرّ في اللغة

GMT 17:47 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمن الحقد على الاردن

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon