المشير والمشيرون

المشير والمشيرون

المشير والمشيرون

 لبنان اليوم -

المشير والمشيرون

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

إنجازات في عمليات زرع الأعضاء البشرية في أجسام غريبة. ولُقّب في عالم الطب «أبو الزرع». جاء الرجل لزيارة بلد والده، وأجريت معه مقابلة في فندق «سان جورج»، مع أن زوجته كانت تنهره طوال الوقت: هذا الشاب لن يفهم عليك ما تقول.

الحقيقة أنني حاولت وفهمت وكتبت. الذي لم أفهمه حتى اليوم رفض العرب للجسم الواحد. لم أفهم إلى الآن كيف سقطت أول وحدة عربية بين مصر وسوريا (1958 - 1961) بعد ثلاث سنوات من التنافر والتناحر، بين الحكومتين والشعبين والجيشين. ودائماً حول مظاهر سخيفة، كما تروي مذكرات رجال المرحلة.

بعدها لم يمرّ شهر من دون إعلان وحدة ثنائية، أو ثلاثية، أو رباعية. وعاشت أطولها أربعة أشهر. وأصر الفتى المبتدئ «معمر» على المناضل العظيم «بورقيبة» على وحدة فورية دامت فترة إعلانها. وقامت وحدة بين سوريا وجعفر النميري والأخ معمر، وانتهت في نهاية التصفيق. وأُعلنت وحدة بين سوريا والعراق، وكانت أشد عداء من الطلاق. وانضم اليمن إلى سرب الوحدات، وفاز عبد الله السلال برتبة مشير. ورآه الزميل محمد خالد القطمة في مطار القاهرة وسلم عليه، وحاول أن يطرح عليه بعض الأسئلة. لكنه لاحظ أن المشير كان يشاور مرافقه المصري قبل الرد على السؤال.

حوّل بعض السياسيين العرب، الوحدة، إلى تهريجة مهينة. واعتقد البعض أن تلك محاولة مقصودة لتسخيف أهم عمل عربي ممكن.

عندما نتساءل: «لماذا وصلنا إلى هنا؟»، يجب أن نتذكر الذين أوصلونا إلى هنا. ويجب أن نتذكر مهرجانات الحقد والكره. وأننا في الطريق إلى فلسطين، دمّرناها ودمّرنا معها الدول العربية على جانبي الطريق. ويجب أن نتذكر، خصوصاً، أن الذين سلمناهم مقاليد البلدان أعطونا ما لديهم. وأعطونا من طباعهم ومما يعرفون. نحن هنا ليس من اليوم. نحن هنا من يوم أُسقطت الوحدة بين مصر وسوريا، لكي تقوم بين مصر واليمن. ونحن هنا منذ أن أصبحت فلسطين «دمية العالم العربي». ومنذ أن أصبحت تهمة الخيانة في سهولة تحية المساء. ومنذ أن فُقد التراحم بين الحكام، ومنذ أن أخذ الحاكم القوي يحاصر الحاكم الضعيف، بالإهانات والشتائم وحتى البذاءات. جسم يرفض كل شيء. وعقل يرفض كل منطق. وشعوب تصفق للتقصيب.

كان على بيتر مدور أن يعطينا سرّ الزرع. وكيف نعطي المناعة لجسم الوحدة. وكيف ندرك أن الاهتراء يبدأ من الداخل، وخصوصاً كيف نخرج من إملاءات «المرافقين»، كما يحصل في باب المندب، حيث أُعطي الحوثي لقب المشير وينفذ أوامر المشيرين.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشير والمشيرون المشير والمشيرون



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 20:45 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 11 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:08 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

ربيع سفياني يكشف أسباب تألقه مع التعاون

GMT 19:29 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نائب رئيس الشباب أحمد العقيل يستقيل من منصبه

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:14 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 03:49 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

"Dior" تجمع عاشقات الموضة في حفل سحور بدبي

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 09:48 2022 الأحد ,17 تموز / يوليو

تيك توك ينهى الجدل ويعيد هيكلة قسم السلامة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon