ممثلون بوجوه حقيقية

ممثلون بوجوه حقيقية

ممثلون بوجوه حقيقية

 لبنان اليوم -

ممثلون بوجوه حقيقية

سمير عطا الله

كان الفنّ في الماضي مهنة الصيّاع والذين لا عمل لهم، بل كان حرفة معيبة لا يقربها أبناء العائلات أو أهل الطبقة الوسطى. ولذا، عندما قرّر يوسف وهبي الصعود إلى المسرح، أنكره والده صاحب المزارع الكبرى وحرمه من لقب البيك، الذي عاد فاستعاده يوم أصبح كبير النجوم في مصر. وعندما ازدهرت الفنون في أنحاء العالم العربي، أصبحنا نرى الأطباء والأساتذة الجامعيين يتركون خلفهم الشهادات العليا لكي ينصرفوا إلى الأعمال الفنية.

هكذا كان الوضع في لبنان إلى حدّ بعيد. لكن المسرح ما لبث أن أصبح له أساتذته وتلامذته. ومع فيروز والرحابنة والممثلين القادمين من معاهد باريس ولندن، مثل نضال الأشقر ومنير أبو دبس وروجيه عساف، أصبح المسرح مهنة المتخرّجين والمحترفين. ولم يعد الممثل على هامش المجتمع أو هامش السياسة، بل أصبح وجهاً من وجوه العمل الاجتماعي والحياة الوطنية. إلا أن هذا الدور لم يبرز كما حدث في الآونة الأخيرة التي هي في نظر كثيرين أول ثورة من نوعها في تاريخ لبنان.

تقدّم الفنانون المظاهرات والاعتصامات في كل مكان. وحلّوا ضيوفاً على البرامج السياسية مكان المحللين والناشطين وأصحاب الأسماء المعروفة في هذا المجال. أصغيت إلى أسامة الرحباني فوجدته مثل أبيه منخرطاً في قضايا الناس وعارفاً بآلامها - ومثل أبيه أيضاً - مترفّعاً عن التزلّم السياسي وغير مخدوع بالإيهام والأوهام السخيفة. استغرق الحوار السياسي مع ممثل لم أسمع اسمه من قبل، يُدعى وسام حنا أكثر من ساعة. وعرفت من التقديم أن هذا الشاب الوسيم قادم من كلية الحقوق. لكنه أشعرني بالخجل بسبب شغفه الوطني والإنساني. وأشعرني بمزيد من الخجل بمعرفته الوسيعة في قضايا البلد، وقدرته الفائقة على الجدل والدفاع عن قضاياه. وفي هذا الشكل الجديد للثورة والفكر في لبنان، عرفت أيضاً أن وسام حنا كان قد قاد المظاهرات على دراجته النارية، ينظّم ذلك الخط البشري الذي امتدّ من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

أسماء كثيرة ووجوه كثيرة لست أعرف معظمها مع الأسف، لكنني عرفت في الأسابيع الأخيرة التي تسمَّرنا خلالها جميعاً أمام التلفزيونات، أن ثمّة جيلاً يُرتجى في كل الحقول.
في مقابلة مع كلوديا مرشيليان، أشهر كتّاب المسلسلات التلفزيونية، قالت إن الناس في الشوارع ليسوا من أجل المطالب بل من أجل الحقوق. وفي اليوم التالي، تحوّل هذا الكلام إلى شعار للحراك يتحدّث به المتظاهرون في جميع الساحات. لقد غاب السياسيون، أو مُنعوا من المشاركة في هذا التعبير الجماعي الذي لا مثيل له. وتخلّف الشعراء والمثقّفون لأنهم وجدوا فيما يحدث حركة أكبر منهم. وهكذا ظلّ الوجه الفنّي حاضراً وطاغياً، وقبل أي شيء؛ صادقاً، عفوياً، طاهراً كلّياً من أي جهد تمثيلي.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممثلون بوجوه حقيقية ممثلون بوجوه حقيقية



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:09 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:32 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 19:00 2022 السبت ,14 أيار / مايو

موضة خواتم الخطوبة لهذا الموسم

GMT 04:58 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 12:27 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 15:46 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

مكياج ربيعي لعيد الفطر 2022

GMT 09:02 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

لمسات ديكورية مميزة للحمام الصغير
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon