خرب بيتي والحق عليي

"خرب بيتي والحق عليي"..

"خرب بيتي والحق عليي"..

 لبنان اليوم -

خرب بيتي والحق عليي

فادي عبود
بقلم : فادي عبود

أنا مواطن لبناني، سوف اخبركم قصتي بإيجاز، قصة لتكون عبرة للمستقبل، بعد ان وصلت اوضاعي الاقتصادية والمعيشية الى وضع مذرٍ وكارثي. اعيش في بلد صغير ولكنه غني بعكس ما يُقال، هو بلد يملك كثيراً من الموارد والفرص الاقتصادية، ولكن تمّ هدر كثير من الفرص مراراً، وما زلنا نتخبط من دون رؤية اقتصادية حقيقية.

لقد تعلّقت بزعيمي وتبعته، زعيمي السياسي او الطائفي، والنائب الذي انتخبه مراراً وتكراراً، لم أتركه ابداً وتعلّقت به لأنّه كان يمنحني خدمات، ويسمح لي بارتكاب مخالفات، خصوصاً مخالفات تعطيني افضلية مالية، فأتهرّب من ضرائب للدولة، أو أبني عقاراً مخالفاً، أو أتعدّى على املاك بحرية أو نهرية، او يعفيني من دفع فواتير كهرباء او ماء الخ.... أو يوظف قريبين لي من دون ان يملكوا كفاءات في وظيفة رسمية، او يمنحني زفتاً لطريق بيتي تحديداً، او أستقوي به لأتهرّب من مخالفة سير أو حكم قضائي، ولأتطاول على شرطي سير يقوم بواجبه، او يتنعّم عليّ بمبلغ مالي متواضع وقت الانتخابات.

ولم يكن عندي مانع، علماً أنني كنت اعرف انّ الخدمات التي يقدّمها لي يأخذ مقابلها اضعافاً واضعاف من مال الدولة، ولكن ما لم أكن افهمه، انّ مال الدولة هو مالي، هذا المال مخصّص ليؤمّن لي ولأولادي الطبابة، التعليم الرسمي المتطور، شبكة المواصلات الفاعلة، كهرباء دائمة، ضمان شيخوخة، فرص انتاج (فرص عمل)، الخ...

كان يعطيني من مالي، هذا المال هو ملكي كمواطن، ولكني سمحت له ان يستعبدني من خلاله، معتقداً أنّه يتكرّم عليّ، في الوقت الذي يستعبدني بمالي وحقوقي. لقد اعطاني الزعيم القليل القليل من المال، فرمى لي الفتات، في حين كان هو يغرف من خيرات الدولة ويأخذ كل شيء، ويصبح من أغنى الاغنياء، من دون ان يتعب ويعمل ويشقى.

أما انا فأعمل وأكِدّ، ورغم ذلك أصبحت فقيراً بعد أن تبخّرت ودائعي وتعويضاتي وحقوقي. كل ذلك لأنّ الزعيم كان يعطيني من المال الذي كان من المفروض ان يؤمّن لي ولأولادي حياة كريمة.

سوف أعلّم ابني ان لا يفعل كما فعلت، وأن يُفتش في الانتخابات المقبلة على الآدمي الذي لا يشتري موقعه السياسي من خلال تقديم الخدمات التي دمّرتني ودمّرت البلد، الآدمي الذي يخدم المصلحة العليا ويملك رؤية اقتصادية ويبحث عن سبل تعميم الخير على الجميع، لا ان ينحصر في مصالح ضيّقة ويشتري الناس. سأُعلّم إبني أن ينتخب الأوادم ويكون في حزبهم.

وعسى في الانتخابات المقبلة ان «نفشّ خلق» فادي عبود، ونطالب بالشفافية المطلقة، وأن لا ننتخب إلاّ من يتعهد بتطبيق الشفافية المطلقة. فالشفافية تسمح لي أن أُراقب مالي وأعرف ما إذا كان يُصرف في مكانه الصحيح. فقد علّمتني التجربة أن لا أقبل بهدر أموالي بعد الآن، لأنّه بكل بساطة «المال السايب يعلّم الناس الحرام»...   

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرب بيتي والحق عليي خرب بيتي والحق عليي



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:07 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منافسة قوية بين ريال مدريد وأرسنال على ضم فلاهوفيتش

GMT 14:58 2021 الثلاثاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

هيفاء وهبي تضج أنوثة بملابس كاجوال ناعمة

GMT 07:33 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ابتكار إطارات ذكية تقرأ مشاكل الطريق وتحذر

GMT 21:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

الأهلي المصري يعلن شفاء بانون من كورونا

GMT 15:59 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل أولمبياد طوكيو يكلف اليابان 2 مليار دولار

GMT 05:55 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هزة أرضية قوية تضرب وهران الجزائرية

GMT 13:25 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم

GMT 18:56 2022 الإثنين ,03 كانون الثاني / يناير

متزلجو لبنان يستعدون لأولمبياد الصين الشتوي

GMT 15:58 2023 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل العطور الرجالية لهذا العام

GMT 15:41 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أحذية مسطحة عصرية وأنيقة موضة هذا الموسم

GMT 05:28 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

نسرين طافش تَسحر القلوب بإطلالة صيفية

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon