مجتمعاتنا والعلمنة اللينة
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس" إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي وسط مدينة نابلس
أخر الأخبار

مجتمعاتنا والعلمنة اللينة

مجتمعاتنا والعلمنة اللينة

 لبنان اليوم -

مجتمعاتنا والعلمنة اللينة

د. آمال موسى
بقلم: د. آمال موسى

رغم أن مؤلفات الباحثين في عالمنا العربي والإسلامي الذين انكبوا على مسألة العلمانية بحثاً وتنقيباً وحفراً وتحليلاً أكثر من عدد أصابع اليدين وأغلبها من المؤلفات المهمة والمرجعية، التي تعكس جهداً علمياً دقيقاً وجاداً وعلى رأس هؤلاء نذكر الراحل عبد الوهاب المسيري والدكتور عادل ظاهر، إلا أن الالتباس ظل قائم الذات ولم يهتم الخطاب الإعلامي بمراجعة توظيفه لهذا المفهوم الذي لاحظنا أنه بدأ يعرف كثافة في الاستعمال.
فالعلمانية ليست الإلحاد كما يُسوق البعض ولا تعني أيضاً العلم بل هي مشتقة من كلمة العالم. وبأكثر دقة نقول إن كلمة العلمانية مشتقة من الكلمة اللاتينية «سيكولوم» وتعني العصر أو الجيل أو القرن. وقد استخدم مصطلح «سكيولار» لأول مرة مع نهاية حرب الثلاثين عاماً في سنة 1648 عند توقيع صلح وستفاليا وبداية ظهور الدولة القومية، وهو التاريخ الذي يعتمده المؤرخون للتأريخ لظاهرة العلمانية في الغرب. ويعتبر جون هوليوك (1817 - 1906) هو أول من سك المصطلح بمعناه الحديث، وحوله إلى أحد أهم المصطلحات في الخطاب السياسي والاجتماعي الفلسفي الغربي، فعرف العلمانية بأنها الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية من دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض.
أيضاً من المهم الإشارة إلى نقطة أخرى وهي ارتباط نشأة الحركات العلمانية في الغرب بالتخلص من هيمنة الكنيسة على شؤون السياسة وتحرير السلطة السياسية من أي تأثير مباشر أو غير مباشر من قبل السلطة الدينية، المتمثلة في سلطة الإكليروس. فالعلمانية معنية بدور الإنسان في العالم، وبتأكيد استقلالية العقل الإنساني في سيرورة توظيف الإنسان للعقل في أي من المجالات التي يوظف فيها. وفي فرنسا في القرن الثامن عشر أصبحت كلمة «العلمانية» تعني - كما بين ذلك مفكر العلمانية الراحل المصري عبد الوهاب المسيري - من وجهة نظر مجموعة المفكرين الفرنسيين المدافعين عن مثل الاستنارة والعقلانية المادية بأنها المصادرة الشرعية لممتلكات الكنيسة لصالح الدولة. وقد تحققت أبرز محطة في تاريخ العلمانية في القرن التاسع عشر عند إعلان الجمهورية الفرنسية الثالثة عام 1879 أن غالبية البرلمان كانت من العلمانيين، الأمر الذي أدى إلى ترسيخ العلمانية في فرنسا ووضع حد لسلطة الكنيسة.
لماذا كل هذه الديباجة عن العلمانية؟
في الحقيقة نهدف من وراء الإطالة في هذا التعريف انتهاز فرصة تعريفه علمياً وهو الذي يستعمل بكثرة اليوم في وسائل الإعلام وفي المعارك الحزبية بين الميولات الآيديولوجية المختلفة والمتصارعة. من جهة ثانية فإننا نرى في إيضاح مفهوم العلمانية مدخلاً لا بد منه للحديث بشكل موجز عن مظاهر العلمنة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
من الملاحظات المهمة، التي توقفنا عندها في المقالات السابقة تأثير جائحة فيروس الكورونا على الممارسات الثقافية والاجتماعية وركزنا على تغير سلوك الناس إزاء مراسم دفن الأموات والقبول بعدم الصلاة في المساجد. فمثل هذه السلوكيات الانقلابية على أنماط السلوك الاعتيادية والمتوارثة جيلاً بعد جيل، إنما تنضوي في إطار مظاهر العلمنة. ذلك أنه لولا توفر الاستعداد للعلمنة وبداية تجذر النظرة العلمانية وإعلاء شأن الحياتي الدنيوي، لوجدت الحكومات مقاومة ورفضاً. ولكن الملاحظ أن السلوك كان متعاوناً وليناً وامتثالياً ولم يكن بالإمكان أن يكون كما وصفناه لولا توفر النزعة والأرضية العلمانية لذلك.
فهل أن ما أظهرته جائحة كورونا من نزعة للعلمنة في السلوك هو فقط نتاج الخوف من الموت؟
طبعاً الحسم بشكل قاطع ليس سهلاً. قد يكون للخوف من الموت بعض النصيب ولكن التفسير العقلاني يُلزمنا بوضع ما تمت ملاحظته من تطبيع مع العلمنة السلوكية في إطار سياسات التحديث المختلفة الوتيرة التي خاضتها الدول العربية بعد الاستقلال. ولا يخفى صلة القرب المدلولية والرمزية بين الحداثة والعلمانية، حيث إن هذه الأخيرة ثمرة من ثمراتها.
لذلك يمكن الاستنتاج أن العلمنة أصبحت عنصراً من العناصر المنتجة للسلوك الاجتماعي في الفضاء العربي وعاملاً من العوامل المحددة له.
لا شك في أن هناك فرقاً شاسعاً وعميقاً بين ما وصفناه قصداً بعض مظاهر العلمنة اللينة والعلمنة الصلبة كما هي في الفضاء الثقافي الأوروبي. فالعلمنة الكاملة والصلبة هي التي تفصل بين جميع حقول الفعل الاجتماعي والدين، بينما ملاحظاتنا تندرج ضمن نوع من رصد لحظات فك الارتباط بين مواقف شديدة التعقيد (مثلاً الذهاب إلى المسجد في أوج انتشار الفيروس مع ما يعنيه ذلك من انتحارية في السلوك) والتعاليم الدينية.
من ناحية أخرى للعلمنة الجزئية اللينة حضور أيضاً في بعض البلدان العربية، حيث مظاهر الفصل النسبي والجزئي بين الدين والسياسة بدأت تظهر ونعتقد أنها في طريقها إلى مزيد من التنامي لأن قيماً مثل المدنية والمواطنة لها شروط ومسارات من التحقق تقود بالضرورة إلى تطبيق قسري وآلي لبعض مبادئ العلمانية الجزئية التي يمكن اعتبارها المرادف لمفهوم اللائكية.
إن المحن مرايا نرى فيها ما لا يُرى في سائر الأوقات العادية. ولقد مثلت محنة فيروس كورونا فعلاً خزاناً من الملاحظات الجديرة بالتعمق في بحوث ودراسات تقوم بها مجموعات من الباحثين حتى نفهم مناطق التغير القيمي والثقافي ومداه.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمعاتنا والعلمنة اللينة مجتمعاتنا والعلمنة اللينة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon