سيارة نبيل العربي

سيارة نبيل العربي

سيارة نبيل العربي

 لبنان اليوم -

سيارة نبيل العربي

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

خلال السنوات الخمس التى قضاها أمينًا عامًّا على رأس جامعة الدول العربية، كان الدكتور نبيل العربى يتندر ويقول إنه كمَن يستقل سيارة موديل ١٩٤٥، ثم يتحرك بها فى القرن الحادى والعشرين!.. وكان المعنى الذى يقصده أن ميثاق الجامعة الذى جرى وضعه فى تلك السنة لا يمكن أن تعمل به جامعة الدول بعد أن مضت عليه عقود من الزمان، وأن الضرورة تدعو إلى ميثاق آخر يأخذ الجامعة إلى العصر الذى نعيش فيه.

وليس سرًّا أن الجامعة تواجه الكثير من الانتقادات، وهى انتقادات تغار فى غالبيتها على هذا البيت العربى الواحد، وتريده أن يكون فى أفضل حالاته، وتتمنى لو أن السفير أحمد أبوالغيط، الأمين العام الحالى، قد أخذ بزمام المبادرة إلى وضع ميثاق مختلف عما نشأت عليه الجامعة قبل أكثر من سبعة عقود.

وإذا كانت جامعة الدول هى المنظمة الإقليمية الأهم فى المنطقة، فإننا نرى ونتابع حال منظمة الأمم المتحدة فى مواجهة الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، ويستوقفنا عجزها عن فعل شىء لأن الڤيتو اللعين يكبلها ويجمد حركتها، وهذا ما جعل أنطونيو جوتيريش، أمينها العام، يتحرك كشخص بمفرده، ويتخذ من المواقف ما لا تستطيع منظمته اتخاذها، رغم أنها المنظمة الدولية الأم فى العالم.

ولا يفعل جوتيريش ما يفعله، ولا يبارز إسرائيل بنفسه على مرأى من الدنيا، إلا لأن ميثاق الأمم المتحدة يخذله، وهو يخذله لأنه يضع المنظمة كلها فى يد الدول الخمس أصحاب العضوية الدائمة فى مجلس الأمن، فلا تستطيع الأمم المتحدة أن تتحرك شمالًا ولا يمينًا بوصة واحدة، إلا بإقرار وموافقة ومباركة من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا.. فإذا خالفت واحدة ورأت رأيًا آخر أصابت المنظمة بالشلل.

الأمر نفسه تقريبًا قائم فى حالة جامعة الدول لأن موضوع الإجماع الذى يحكم خطواتها يكبلها بالتأكيد، ويجعل أمينها العام أسيرًا للميثاق، ويجعل هذا البيت العربى الكبير غير قادر على الإقدام على خطوات يتمنى لو يتخذها بما يحقق صالح العرب فى العموم.

والمؤكد أن نبيل العربى لم يتحدث عن سيارته العتيقة إلا عن تجربة، وإلا على أساس ما وجده وما رآه فى مقر جامعته على شاطئ النهر الخالد، وإلا لأنه قد أراد أشياء وهو فى موقع الأمين العام، ثم لم يسعفه الميثاق ولا أعطاه المساحة الواجبة للحركة.

إننا نعرف أن القمة العربية الأولى دعا إليها الملك فاروق، وأنها كانت فى أنشاص عام ١٩٤٦، وأنها كانت بحضور الدول العربية السبع المؤسسة للجامعة، وأن قضيتها الأولى كانت فلسطين.. ولأن قضية فلسطين قد عادت لتكون الأولى، فسوف يقدم الأمين العام أبوالغيط خدمة جليلة للقضية وللميثاق معًا، لو أنه دعا إلى قمة فى أنشاص أيضًا.. قمة تتعرض للميثاق بجد وبشكل حقيقى هذه المرة.. قمة تنتصر لفلسطين كما انتصرت لها القمة الأولى.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيارة نبيل العربي سيارة نبيل العربي



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 19:09 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

راين كراوسر يحطم الرقم القياسي العالمي في رمي الكرة الحديد

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 17:21 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة

GMT 12:34 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

وفاة الإعلامي علي السقاف عن عمر يناهز 63 عامًا

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 16:16 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تطورات جديدة في قضية وفاة الأسطورة "دييغو مارادونا"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon