بقلم: عبد المنعم سعيد
جيلنا عاش الكثير من الآلام السياسية والاقتصادية، والكروية أيضا، وفى المقابل فإنه كان أكثر الأجيال حظا منذ بداية تاريخ مصر الحديثة. هو الجيل الذى عبر إلى القرن الواحد والعشرين بكل ما تحمله من تغيرات مثيرة فى العالم، والأخرى الأكثر إثارة فى التكنولوجيا، والثالثة التى ألمت بكرة القدم وكيف باتت أمرا كونيا ينتقل عبر الأقمار الصناعية إلى كل أركان العالم. عرفنا الملاعب التى كان تخطيطها يتم عن طريق «الجير» الذى تثور زوابعه فى أوجه اللاعبين كلما اشتدت رياح الطقس أو عنف اللاعبين، وكانت المنطقة أمام حراس المرمى دائما جرداء، وهلم جرا من نواقص اللعبة فى مصر. ولكننا فى المقابل عشنا فى وقت باتت فيه الملاعب خضراء ناصعة الخضرة، وبات ممكنا مراجعة الحَكَم من خلال «الفار» الذى قلص الاحتجاج. ولكن كانت هناك لحظات من التعاسة جاءت مع توقف الدورى العام المصرى بعد «نكسة «1967»، ولكن كانت فيها فرحة فوز الإسماعيلى بكأس إفريقيا أعقبتها «نكسة» أخرى عندما خسرنا كأس الأمم الإفريقية على أرض مصر. لم نفز بكأس الأمم الإفريقية مرة أخرى إلا فى 1986 ثم بعد عشر سنوات فى 1998 حتى جاءت موجة من الفوز فى ثلاثية الكابتن حسن شحاتة. وفى كأس العالم لم يكن الحظ عاليا، وبعد ذكرى 1990 للجوهرى، فإن الخروج من التصفيات العالمية بات معتادا.
المأساة جاءت فى أعقاب الوصول إلى كأس العالم 2018 فى روسيا بعد حزن عاش 28 عاما وانتهى بالكثير من لطم الخدود، لأن الهزيمة كانت ثلاثية. ولأن اللاعبين لم يستطيعوا النوم، ولأن المدرب كان يلعب بطريقة دفاعية! جرى طرد المدرب بعد استيفاء «الشرط الجزائى»؛ ولم ينتج طرده تفوقا فى كأس الأمم الإفريقية التالية وإنما الخروج من الدور الـ16. المشهد الذى شاهدناه فى الدوحة هل لأنه لم يتغير شىء، أو أن حالنا الكروى يجعل المشهد دليلا على الأصالة الكروية المصرية أم أن هناك شهادة أخرى تأتى من المغرب؟!.