إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة

إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة!

إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة!

 لبنان اليوم -

إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة

أسامة الرنتيسي

 مثلما تستجيب الحكومة لملحوظات المواطنين في تقليص حركة السيارات الحكومية في الشوارع وتخفيض مصاريفها، استجابت لملحوظات شخصيات إزاء الأحزاب ودعمها، وقلصت الدعم المقدم للأحزاب السياسية من 50 ألف دينار في العام إلى 17 ألف دينار، وبعد ذلك تتشدق بدعم الحياة السياسية ومشروعات  الإصلاح السياسي وتعزيز الحياة الحزبية.

تعرف الحكومة ويعرف الجميع أن مبلغ 17 ألف دينار لا يسدد أجرة مقر حزبي، فكيف بعد ذلك نطالب الأحزاب بتعزيز وجودها وانخراطها في الحياة السياسية  من خلال مشاركتها في الانتخابات النيابية والبلدية واللامركزية.

الحكومة التي قلصت دعم الاحزاب إلى 17 ألف دينار، هي ذاتها مع دفع فاتورة علاج ساق مسؤول كبير  في دولة أوروبية وصلت قيمتها إلى 400 ألف دينار.

لا تتعامل الحكومة والحكومات تأريخيًا مع الأحزاب بعلاقة ودية، حتى حزب التحالف المدني الذي توسمنا فيه خيرا، تم وضع العراقيل أمامه منذ لحظة إشهاره في “الخوارزمي”، فمرة يُكنّى بحزب المعشر كنوع من التحريض ضد الشخص والحزب، ومرة ترفض وزارة الشؤون السياسية إندماجه مع حزب جميل النمري الديمقراطي الاجتماعي، وفي النهاية أصبح المعشر والنمري خارج مركز التأثير في الحزب.

عموم الأحزاب السياسية لا تَسلَم من انتقادات واسعة، ولا أحد يسمع صوتها، حتى وإن كانت غائبة، من المؤيدين لها والمعارضين، وقد أصبحت تسميتها الجديدة – أحزاب الخمسين – الدارجة على ألسنة المشتغلين بالعمل السياسي العام وأحاديثهم.

ليس المقصود – بأحزاب الخمسين – وجود 50 حزبًا مرخصًا وأخرى تحت التأسيس، بل الخمسين ألف دينار قيمة دعم الأحزاب السنوي، التي لم تر الأحزاب منها خيرًا منذ أقرتها الدولة.

غياب معظم الأحزاب السياسية عن يوميات العمل السياسي الأردني لافت للنظر، كما هو غياب عن الفعاليات الجماهيرية، حتى البيان اليتيم الذي كان قمة عمل بعض الأحزاب غاب عن الحياة العامة في الأردن.

لكن؛ هل الأحزاب السياسية الإسلامية واليسارية والقومية والوسطية وأحزاب الإدارة العامة تعمل على تعزيز الحياة الحزبية وتطويرها؟

والسؤال الثاني الأهم؛ هل عقل الدولة  – مثلما يُتحفنا بالخطاب الرسمي – يؤمن بأنه مع تعزيز الحياة السياسية وبناء أحزاب قوية، وتيارات ممثلة للشارع الأردني.

جواب  السؤال الثاني أسهل، فباختصار شديد، إنه لا يؤمن أبدًا  بذلك ولا يسعى إليه، بل يُعطّل أي عمل مؤسسي قد يُنتج خيارًا محترمًا، إن كان معارضًا او مؤيدًا، وفي عداد التجارب الكثيرة لا حاجة لذكرها.

أما السؤال الأول، فإن المشكلة في بنيان الأحزاب السياسية ذاتها، ولنتحدث بصراحة، لدينا الآن نحو 70 حزبًا في الأردن منها ما هو مرخص وما هو تحت الترخيص، من مختلف الأشكال والألوان السياسية والفكرية

بعيدا عن واقع الحال، شخصيًا؛ مؤمن بأن عملية الاصلاح السياسي لا يمكن الانتقال بها نحو الأفضل من دون حياة حزبية، وتعددية فكرية، وعدم التفكير بإقصاء الآخرين، فالحياة الحزبية هي الحاضن الطبيعي لتطور المجتمع، وهي الوعاء الذي يتخرج منه السياسيون الذين يتبوأون المناصب والمواقع القيادية، وهي المرجعية لهؤلاء، والجهة التي تحاسب أعضاءها على ما يقدمون، إيجابًا أو سلبًا.

الدايم الله….

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة إفهموها…لا يريدون أحزابا موالية ولا معارضة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 16:10 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

بنوك لبنانية تنسحب من قبرص

GMT 18:53 2020 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم Seat يسطع من جديد مع سيارة اقتصادية وأنيقة

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 13:07 2023 الإثنين ,20 شباط / فبراير

منى سلامة تطرّز الشوكولاته بحب والدتها

GMT 12:29 2022 الخميس ,07 تموز / يوليو

اطلالات مثالية لصيف 2022

GMT 12:40 2022 الجمعة ,01 تموز / يوليو

كيف تربي طفلك الذكي ليصبح استثنائياً

GMT 13:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

خبير بريطاني يعلن عن اكتشاف "خنافس غامضة" عمرها 4000 عام

GMT 04:50 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

أفضل وجهات شهر العسل بحسب شهور العام
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon