من الذي يُعلق ملفات الفساد منذ سنوات

من الذي يُعلق ملفات الفساد منذ سنوات؟!

من الذي يُعلق ملفات الفساد منذ سنوات؟!

 لبنان اليوم -

من الذي يُعلق ملفات الفساد منذ سنوات

أسامة الرنتيسي

لنتذكر أولًا؛ ودائمًا، أن الاحتجاجات الكبيرة في لبنان والعنيفة في العراق سببها الأول والأخير فساد المسؤولين الذي نخر البلاد وأفقر العباد وكفّر الأحفاد….

أردنيًا؛ المصادر الرسميّة الموثوقة لم تكن موفقة وهي تُسرب الأربعاء أنّ “هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بصدد الكشف عن قضايا فساد كبيرة خلال الأيام المقبلة، وتحمِل تفاصيلها مفاجآت وأسماء معروفة متورِّطة”.

والأنكى؛ أن تلك المصادر تعترف أن هناك ملفات معلّقة منذ سنوات، فلِمَ تُعلَّق إن كان فيها شبهات فساد، وتضيف المصادر “إن  الهيئة تعمل بشكل مكثّف، ووفق معلومات دقيقة بتوجيهات صارمة بحسم الملفات المعلَّقة جميعها منذ سنوات، وتقديم من يثبت تورّطهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم وفق أحكام القانون”.

إذا طُلب من الأردنيين أن يتفهموا أوضاع  الدولة المالية العامة، فعلى الدولة، بحكومتها وأجهزتها المختلفة، أن يفهموا رسالة الأردنيين الواضحة، وهي باختصار: لن ندفع فواتير الفساد مرتين، وعلى الفاسدين أن يُقلّعوا شوكهم بأيديهم.

ليس هناك ما يُغضب الأردنيين جماعات وأفرادًا، أكثر من مظاهر الفساد المرتبطة بعناوين معروفة جيدًا لشركات استثمارية، ومصالح احتكارية واقتصادية واسعة وشخصيات رفيعة المستوى، اغتنت فجأة، حيث يؤشر الإجماع الوطني إلى 25 شخصية متهمة بممارسة الفساد، ونهب خيرات البلاد، فلِمَ لا تُوجّه السهام إلى هؤلاء، بدلًا من جيوب الغلابى؟.

لا نريد اغتيال أحد ولا إعدامه، فقط نريد للقانون أن يُفعّل، وتُقطع يد كل فاسد، أوصل البلاد الى هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حتى تكون رسالة واضحة للجميع، خاصة الذين ما زالوا يتوهمون أن منظومة الفساد محمية.

فنتيجة الضغط الشعبي لمحاسبة الفاسدين والمسؤولين عن هدر المال العام، من أجل استعادة الأموال المنهوبة لخزينة الدولة العامة، بدأت مرحلة جديدة من التعامل الرسمي مع الملفات الساخنة والأكثر تداولا ، لكن هل هذا يكفي، بالتأكيد لا، فبرغم إغلاق مجلس النواب المنحل ملفات الفساد الكبرى كالفوسفات وغيرها، فإن الجميع ينتظرون أن يروا الفاسدين الحقيقيين خلف القضبان، عندها..  عندها فقط، يمكن أن يُطلب من الأردنيين أن يتفهموا الأوضاع المالية الصعبة التي تعيشها موازنة الدولة العامة .

لا أحد ينكر حجم الارتياح العام للاستجابة للمطالب الشعبية بالكشف عن ملفات الفساد ومحاسبة المسؤولين، ذلك يريح أكثر ويسجل هدفا مباشرا في أجندة الإصلاح الشامل عندما تكون المحاسبة علنية أمام الجميع من خلال وسائل الإعلام بكافة أطيافها.

سيتعزز يقين الأغلبية الساحقة أن معركة مواجهة الفساد قد انطلقت فعلا، عندما تأخذ هذه السياسة مجراها، وتُعتمد استراتيجية ثابتة، لا تقتصر على إثارة زوابع او تقديم ضحايا من الوزن الثقيل أمام الرأي العام، لأننا تعبنا من الحديث عن الفساد، ولا نرى فاسدين خلف القضبان.

يجب أن نتذكر أن النجاح لن يُكتب لمكافحة الفساد إلا إذا كان مع دعم سياسي جدي، ولا بد أن تكون جهود مكافحة الفساد بعيدة عن التشهير والتسقيط والتسييس.

تعب الأردنيون وملّوا من سماع حديث متواصل عن الفساد ومكافحته،  وقد حقدوا على مجلس النواب السابق الذي أغلق ملفات الفساد جميعها، وأعطاها صكوك براءة ولم يَرَوا ملفا واحدا فُتح وحوسب المتورطون إلى النهاية ونالوا الجزاء المناسب.

الدايم الله….

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الذي يُعلق ملفات الفساد منذ سنوات من الذي يُعلق ملفات الفساد منذ سنوات



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 20:00 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

فيراري تزيل النقاب عن أقوى إصداراتها

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon