نعم… قمّة كوالالمبور تكتّلٌ إسلاميٌّ بديلٌ لمنظّمة التعاون الإسلامي وجرس إنذار للسعوديّة والعرب والرّسالة واضِحة زعامتكم الإسلاميّة تتآكل وتهميشكم كان مُصيبًا لهذهِ الأسباب

نعم… قمّة كوالالمبور تكتّلٌ إسلاميٌّ بديلٌ لمنظّمة التعاون الإسلامي.. وجرس إنذار للسعوديّة والعرب.. والرّسالة واضِحة: زعامتكم الإسلاميّة تتآكل.. وتهميشكم كان مُصيبًا.. لهذهِ الأسباب

نعم… قمّة كوالالمبور تكتّلٌ إسلاميٌّ بديلٌ لمنظّمة التعاون الإسلامي.. وجرس إنذار للسعوديّة والعرب.. والرّسالة واضِحة: زعامتكم الإسلاميّة تتآكل.. وتهميشكم كان مُصيبًا.. لهذهِ الأسباب

 لبنان اليوم -

نعم… قمّة كوالالمبور تكتّلٌ إسلاميٌّ بديلٌ لمنظّمة التعاون الإسلامي وجرس إنذار للسعوديّة والعرب والرّسالة واضِحة زعامتكم الإسلاميّة تتآكل وتهميشكم كان مُصيبًا لهذهِ الأسباب

بقلم :عبد الباري عطوان

خُطورة قمّة كوالالمبور الإسلاميّة التي ستبدأ أعمالها غدًا في العاصمة الماليزيّة بحُضور قادة ومُمثّلي سِت دول إسلاميّة، لا تكمُن فقط في كونها تُشكّل نُواة تكتّل إسلاميّ جديد يُريد أصحابه أن يكون بديلًا لمنظّمة التعاون الإسلامي، وإنّما أيضًا في تهميش الدول العربيّة الكُبرى والصّغرى على حدٍّ سواء، ونَزع قيادتها للعالم الإسلاميّ، لمصلحة مرجعيّة قياديّة “إسلاميّة” جديدة ونحن نتحدّث هُنا عن دولٍ كُبرى مِثل المملكة العربيّة السعوديّة ومِصر والمغرب والسودان والجزائر، إلى جانب كُل من سورية والعِراق، فجميع هذه الدّول جرى استبعادها كُلِّيًّا، ولم تُوجّه لقادتها دعَوات الحُضور.

لا نُجادل مُطلقًا أنّ غِياب رئيس الوزراء الباكستانيّ عمران خان الذي كان من أبرز المُؤسّسين لهذا التّكتّل مع كُل من الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان، والزّعيم الماليزي مهاتير محمد وبعد زيارةٍ مُفاجئةٍ للرياض، ولأسبابٍ ما زالت غير معروفة، ويسود اعتِقاد أنّ الإغراء المالي ربّما أحد أبرزها، أضعَف مُستوى التّمثيل في هذه القمّة، وحرم التّكتّل الجديد من قوّةٍ نوويّة، ولكن حُضور الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني أسقط الطّابع الطائفيّ عنها، وزادَ من عُمُقِ تمثيلها للوحدة الإسلاميّة بجناحيها السنّيّ والشيعيّ.

هذه القمّة تحتضن سِت دول تُشكّل خمسة منها أضخَم كثافة سكّانيّة مُسلمة من غير العرب (إندونيسيا، باكستان، تركيا، وإيران وماليزيا)، حيث تُشكّل مُجتمعةً حواليّ 600 مليون نسمة، ومساحة جغرافيُة تزيد عن 6 مِليون كيلومتر مربع، ويقول ياسين أقطاي، مستشار الرئيس أردوغان، إنّ القاسم المُشترك فيما بينها أنّ اقتِصادها لا يعتمد على مواردها الطبيعيّة (مُعظَمها غير نفطي) بل يعتمد على إنتاجها وموارِدها البشريّة، وربّما لهذا جاء عُنوان القمّة “دور التّنمية في الوصول إلى السّيادة الوطنيّة”.

***

وما يُعزّز المقولة التي تُؤكِّد “تمرّد” هذا التكتّل على القِيادة العربيّة للعالم الإسلامي ما ذكره السيّد أقطاي الذي يُوصَف بأنّه المُنظّر الأيديولوجي لهذه القمّة تَفسيرًا لاستثناء الزّعماء العرب بقوله “أين هؤلاء.. لا تجدهم حاضِرين عند الخطر المُنتَشر في العالم، والمُحدِق بالإسلام والمُسلمين، والمُتمثّل في بثّ الكراهية والعَداء للإسلام، لا نجدهم كلّما كان هذا الخطر مُشكلة نبحث لها عن حل، بِتنا نرى خطواتهم تُغذِّي العَداء ضِد الإسلام”.

كلام السيّد أقطاي، رغم قساوته يَعكِس الحقيقة للأسف، فالمُعسكر الإسلاميّ العربيّ يعيش أسوَأ أيّامه، فِرقَة، تناحر، حُروب فساد، ديكتاتوريّة، قمع، تبعيّة كاملة للاستعمار الغربي، والأمريكي خاصّةً، وارتِماء عدد كبير من زُعمائه تحت أقدام العدو الإسرائيليّ، والمُجاهَرة بالتّطبيع، بل والتّحالف معه.

الدكتور مهاتير محمد الذي جعل من بلاده أحد أبرز النّمور الآسيويّة من خِلال خطط تنمية اقتصاديّة طَموحة مدعومة بنظام ديمقراطيّ شفّاف، ورفَض دُخول إسرائيليّ واحِد لأرض بلاده، كان مُصيبًا عندما قال “إنّ هذه القمّة تنعقد بينما يتعرّض المُسلمون للقمع في مُختلف أنحاء العالم.. المُسلمون يُوصفون بأنّهم إرهابيّون، وهُناك خوف حاليّ من الإسلام، وواضِح للجميع أن الموقف يزداد سُوءًا”.

الرّد على قمّة كوالالمبور الإسلاميّة لا يجب أن يكون بتحريضِ الجُيوش الإلكترونيّة على إطلاق “صواريخ” الشَّتائم والسُّباب على الزّعماء المُشاركين في هذه القمّة، والتّغنّي بأمجاد الماضي، فهذا نهجُ العاجِزين المُفلِسين، وإنّما بإجراء مُراجعات جديدة ونقد ذاتيّ لمعرفة الأسباب التي هيّأت المجال لتهميش أكثر من عِشرين دولة عربيّة إسلاميّة من بينها، أو على رأسها، المملكة العربيّة السعوديّة، حاضنة الحرمين الشريفين، ومكّة المكرّمة قِبلَة المُسلمين، والمدينة المنوّرة مثوى الرّسول (صلى الله عليه وسلم).

حتى تُحافظ المملكة العربيّة السعوديّة على زعامة العالم الإسلاميّ، عليها أن تُغيّر مُعظم سِياساتها الحاليّة بما فيها حُروبها في اليمن، وتبعيّتها المُطلَقة للولايات المتحدة الأمريكيّة، والوقوف بقُوّةٍ في خندق القضايا الإسلاميّة العادِلة وأبرزها قضيّة فِلسطين ومُقدّساتها في فِلسطين.

منظّمة التّعاون الإسلامي التي تسعى هذه القمّة في كوالالمبور إلى تجاوزها، وخلق البدائِل لها، باتت مُجرّد اسم دون أيّ مضمون، وليس لها أيّ علاقة بالتّعاون الإسلاميّ، لأنّها انحازت إلى دولة المقر، ولم تكُن مُحايدةً وموضوعيّةً على الإطلاق، وتحوّلت إلى أحد إدارات وزارة الخارجيّة السعوديّة، وانحَصر دورها في إصدار البيانات التي لا يقرأها غير الذين كتَبوها، وحتى هذه المسألة نَشُك فيها

***

من يُريد أن يكون زَعيمًا للعالم الإسلاميّ عليه أن يكون قُدوةً في كُل المجالات، التنمية، الديمقراطيّة، احترام حُقوق الإنسان، العدالة الاجتماعيّة، نبذ الطائفيّة بكُل أشكالها، وتكريس السيادة الوطنيّة، وتكريس أُسس الحُكم الرّشيد، واقتِلاع الفساد بكُل أشكاله، والعمل من أجل التّقريب بين المُسلمين، والانتِصار دون تردّد لقضاياهم العادِلة بكُل الطُّرق والوسائِل.

هذه القمّة هي جرس إنذار لجميع “الزّعامات” العربيّة المُسلمة، والمملكة العربيّة السعوديّة بالذّات، لعلّها تصحو من سُباتها وتُراجِع سياساتها فاليَوم يتم تجاوز منظّمة التّعاون الإسلامي، وغدًا ربّما نُفاجأ بمن يُطالب بإشراف “إسلاميّ” على الحرمين الشريفين، وهُناك نوايا حقيقيّة في هذا المِضمار، وربّما تكون قمّة كوالالمبور هي البِداية.

نُدرِك جيّدًا أنّ تحذيراتنا هذه قد تُثير غضَب الكثيرين، وليَكُن، فنحنُ نُؤمِن بأنّ من الواجِب علينا أن نقولها، ومن هذا المِنبر من مُنطلِق الحِرص، وأيًّا كانَت النّتائج.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم… قمّة كوالالمبور تكتّلٌ إسلاميٌّ بديلٌ لمنظّمة التعاون الإسلامي وجرس إنذار للسعوديّة والعرب والرّسالة واضِحة زعامتكم الإسلاميّة تتآكل وتهميشكم كان مُصيبًا لهذهِ الأسباب نعم… قمّة كوالالمبور تكتّلٌ إسلاميٌّ بديلٌ لمنظّمة التعاون الإسلامي وجرس إنذار للسعوديّة والعرب والرّسالة واضِحة زعامتكم الإسلاميّة تتآكل وتهميشكم كان مُصيبًا لهذهِ الأسباب



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

كارمن بصيبص بإطلالات أنيقة تناسب السهرات الرمضانية

بيروت - لبنان اليوم

GMT 21:29 2023 الإثنين ,08 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 8 مايو / آيار 2023

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2024

GMT 06:58 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 25 مارس/ آذار 2024

GMT 19:45 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 2 مايو/ أيار 2023

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 15:13 2022 السبت ,07 أيار / مايو

اتيكيت تقديم الطعام في المطاعم

GMT 07:15 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

تخفيف الإجراءات الامنية في وسط بيروت

GMT 23:24 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

طريقة وضع المكياج على الشفاه للمناسبات

GMT 23:19 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

موضة المجوهرات الصيفية هذا الموسم

GMT 20:39 2023 الثلاثاء ,02 أيار / مايو

أبرز اتجاهات الموضة في حقائب اليد هذا الصيف

GMT 17:21 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

التنورة الماكسي موضة أساسية لصيف أنيق

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية

GMT 14:00 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

نصائح "فونغ شوي" لسكينة غرفة النوم

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 23:34 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

إلغاء ماراثون برلين 2020 بسبب كوفيد-19

GMT 15:12 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

مشاركة 14 مصارعا جزائريّا في دورة باريس الدولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon