عقاب علاء عبدالمنعم

عقاب علاء عبدالمنعم!!

عقاب علاء عبدالمنعم!!

 لبنان اليوم -

عقاب علاء عبدالمنعم

محمود مسلم

تعرفت على النائب علاء عبدالمنعم فى مجلس الشعب منذ عدة سنوات وزاد إعجابى به بعد أدائه المتميز تحت القبة، فهو يتعامل مع المناقشات وفقاً للقانون دون مزايدة، وينتقل من قضية لأخرى بإحساس المواطن العادى من غير حسابات ولا توازنات.. لذا لم يكن غريباً أن يحفر اسمه بين نواب المعارضة والمستقلين فى مجلس الشعب ويسجل فى أرشيفه قضايا مهمة وخطيرة لا نشم فيها رائحة الصفقات أو الفرقعات، خاصة أن معظمها مدعم بالمستندات وبذل فيه جهداً كبيراً لا أعرف من أين أتى بالوقت لإتمامه.. ولا من أين اكتسب هذا القدر من الشجاعة التى ساعدته على تفجير هذه القضايا.

علاء عبدالمنعم الذى ظل محتفظاً بوعده مع ناخبى دائرته كمستقل فجر الأسبوع الماضى قضية خطيرة جديدة تتعلق ببطلان عضوية ٧٧ نائباً، ووقف بجدعنة أولاد البلد، بحكم أنه من الدرب الأحمر ومن الدائرة الشعبية والسياسية العريقة التى أنجبت من قبل النائب المحترم علوى حافظ، ليؤكد مسئوليته الكاملة عن كل ما نُشر دون خوف أو رهبة ثم وقف يتصدى لهجوم نواب الأغلبية، بل المعارضة والمستقلين عليه بسبب تجرُّئه على كشف حقائق رأى أنها ملك للشعب، وحاول عبر سنوات معرفتها من اللجنة التشريعية دون نتيجة.

لقد أثار علاء عبدالمنعم من قبل قضايا خطيرة بداية من ضياع أموال الخصخصة، ودخل معارك كثيرة ضد رئيس الوزراء ود. يوسف بطرس غالى ود. إبراهيم سليمان، وغيرهم دون أن يثبت عليه أحد تحركه لمصلحة أو منفعة، وطرح كل قضاياه بحرفية قانونية متميزة ورؤية سياسية واقعية وضمير وطنى مستنير..

هذا جزء من مقال نشر فى « المصري اليوم » 2 مايو 2009 تحت عنوان «علاء الدين عبدالمنعم» الذى خاض معارك صعبة دون مزايدة أو مقابل إلا وطنه، بل دفع من وقته وماله وصحته وسمعته الكثير دفاعاً عن الحق، فقد خاض انتخابات 2010 المزورة بعد إلحاح كثيرين عليه رغم قراره بالعزوف، فقد قرأ المشهد مبكراً ووقف فى قاعة مجلس الشعب أثناء مناقشة التعديلات الدستورية فى 2007 مخاطباً زملاءه من نواب المعارضة والمستقلين «انظروا لهذه المقاعد نظرة مودع فلن تروها بعد اليوم» وهو ما حدث بالفعل، لكن علاء عبدالمنعم شكل مع بعض زملائه «البرلمان الشعبى» حتى قامت ثورة 25 يناير، وتحول الجميع وارتدى البعض ثوب الشجاعة متأخراً ثم بدأت مرحلة جنى الثمار، ورغم أن عبدالمنعم كان فى قلب ميدان التحرير منذ اللحظات الأولى وشريكاً أساسياً فى الثورة، إلا أنه ترفّع ولم يسع لمناصب ورفض الترشح لمجلس الشعب فى انتخابات 2012 رغم شعبيته الجارفة، بل ظل على معارضته الموضوعية، رغم أن «الاستعباط» كان سيد الموقف، فقد استمر عبدالمنعم معارضاً ثائراً محافظاً على ثوابت الدولة، فلم يُهِن المؤسسة العسكرية أو يزايد عليها، بل هاجم زياد العليمى عندما أساء إلى المشير طنطاوى، ورفض أى محاولات لاقتحام وزارة الداخلية رغم اعترافه بتجاوزاتها، وعندما وصل الإخوان إلى الحكم ظل معارضاً شرساً، لم يذهب إلى «فيرمونت» ولم يقبل أى مناصب منهم، رغم ما عرضوه عليه مقابل صمته على سرقتهم لمصر، لكنه كافح فى فضحهم حتى جاءت ثورة 30 يونيو، وكان عبدالمنعم فى القلب منها حتى أطاحت بهم.. وللمرة الثانية لم يسعَ لمناصب ولم تتملكه شهوة الانتقام.

أكتب مجدداً عن علاء الدين عبدالمنعم بعد 5 سنوات من المقال السابق، لسببين، الأول انبهارى به كسياسى وصديق لم يسقط أو يتلون أو يلهث وراء منصب خلال ثلاث سنوات ونصف سقطت فيها أقنعة كثيرة، فى وقت ازداد فيه البحث عن الكفء النزيه.. أما السبب الآخر فهو تلك الحملة التى تعرض لها من قبل هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التى رفضت طلباته المتعددة بتملك أرض محطة بنزين شيدها من أمواله عام 1995 وكأنهم ينتقمون من دوره فى محاربة فساد د.إبراهيم سليمان وزبانيته، ثم قيام الهيئة بالاستيلاء على محطة الوقود بالقوة ونهبها وكأن الفساد يخرج لسانه لمن حاربوه وكأن شيئاً لم يتغير.

.. يا سيادة رئيس الوزراء ووزير إسكانك.. إذا كنتما لا تعرفان أن علاء عبدالمنعم ترك مصالحه من أجل مصر ولم يستغل عضويته فى البرلمان، ولو تغاضى أو صمت لكسب كثيراً، فهذه مصيبة، أما إذا كنتما تعرفان وتعاملانه كذلك فالمصيبة أكبر.. لك الله يا مصر!!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقاب علاء عبدالمنعم عقاب علاء عبدالمنعم



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 11:03 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

إتيكيت طلب يد العروس

GMT 10:04 2021 الإثنين ,10 أيار / مايو

الهلال السعودي يحتفل بمئوية جوميز

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon