الشعب هو الحكم

الشعب هو الحكم

الشعب هو الحكم

 لبنان اليوم -

الشعب هو الحكم

محمود مسلم

أخطر مشكلة تواجه المشهد السياسى فى مصر الآن هى خروج بعض الناس عمّا استقر عليه العقل والضمير الجمعى بسبب اصطدام هذا التوافق بمصالحهم المباشرة؛ فلقد أزاح المصريون الإخوان بسبب سياساتهم الإقصائية واستطاعت ثورة 30 يونيو أن تجمع الفرقاء ضد حكم الجماعة، لكن ما إن اقتربت الانتخابات البرلمانية إلا وبدأ كل مرشح أو حزب يشعر بصعوبة موقفه فى الدائرة أو القائمة يردد أفكاراً إقصائية تطالب بعزل نواب الوطنى السابقين تحت شعار «عودة دولة مبارك»، بل إن البعض تجاوز لتحميل السيسى المسئولية ونسوا كل القيم التى كانوا يتحدثون عنها حول ضرورة عدم الإقصاء وأن المصريين نسيج واحد وأنه لا توجد عقوبة أبدية، بل تناسوا أن من يطالبون بعزلهم الآن قد شاركوا بدور مؤثر فى ثورة 30 يونيو تحت قصف متعمد من أعضاء الجماعة الإرهابية بينما كان بعض المطالبين بعزلهم يعيشون فى كنف الجماعة ويعصرون الليمون، كما تناسوا أن هؤلاء أيضاً ساهموا بإيجابية فى إقرار دستور ما بعد ثورة 30 يونيو وكرروا الدور نفسه فى انتخابات المشير السيسى.

لو كان أعضاء الوطنى تحالفوا مع «الإخوان» لضاعت الدولة خاصة أن الواقع وقتها أنهما كانا القوتين الأكثر تأثيراً فى الشارع، أما الأحزاب المدنية والقوى الثورية التى كانت تشكو من اضطهاد النظام السابق فقد فشلوا فى تكوين كيانات شعبية مؤثرة على مدى ما يقرب من 4 سنوات بعد ثورة يناير، فعادوا إلى سيرتهم الأولى بمهاجمة نواب الوطنى رغم أن كل ذلك يصب فى مصلحة الجماعة الإرهابية الخائنة الأشد خطورة على الوطن والأسوأ على الإطلاق. كما أن معظم الأحزاب الحالية تضم نواباً سابقين للوطنى، أى إن العملية مجرد «ضحك على الذقون».

لا أعرف لماذا لا يحتكم الجميع للشعب فى انتخابات حرة ونزيهة ويكون المواطن هو الفيصل خاصة أن الشعب أثبت أنه أوعى وأذكى وأقدر على تقييم المواقف والشخصيات من نخبته، كما أن أبسط قواعد الديمقراطية هى تأكيد السيادة للشعب، بل الأغرب أن من يحذرون من عودة بعض نواب الوطنى أغلبهم يؤيدون المصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة.

المنطق يقول إن نظام مبارك قد زوّر انتخابات 2010 عبر آليات غير ديمقراطية بمنع الإشراف القضائى فى الدستور وسيطرة وزارة الداخلية على مجريات الأمور لكن الجميع دفع الثمن وتغيرت الآليات وأصبحت أكثر نزاهةً وديمقراطية.. فلماذا الخوف من الاحتكام للمواطن، وعلى المطالبين بالعزل أن يراهنوا على وعى المصريين أكثر من لجوئهم لآليات إقصائية وليعلم الجميع بعض الأمور المهمة قبل الإغراق فى قضايا فرعية، وهى:

إن الحزب الوطنى بنفوذه لم يحصل سوى على 35٪ من انتخابات برلمان 2000 أما فى مجلس 2005 فحصل على 33٫5٪ وهما التجربتان الأكثر نزاهة فى الانتخابات قبل ثورة يناير.

إن معظم رموز الحياة السياسية قبل يناير عازفة عن الترشح أو حتى المشاركة فى العملية الانتخابية.. وإن الإخوان لم يتركوا فاسداً إلا وأدانوه بل إنهم تجاوزوا فى بعض الأحيان ضد الشرفاء منهم.

إن هناك أزمة ثقة بين المواطن وبعض مدعى الثورية، وإن مستقبل مصر أفضل بكثير فى حال التنوع وأن يشارك الجميع فى البناء بعيداً عن الإقصاء ولكم فى تجربة تونس أسوة حسنة، ومن يملك الآن دليل إدانة على أحد فليتجه به إلى القضاء بعيداً عن الانتخابات.

إن القوائم التى يتم التصارع عليها الآن تضم 120 مقعداً فقط بينما لا يوجد أى تنسيق على المقاعد الفردية «420 مقعداً» والأهم أن القوائم لم تضم نواباً سابقين من الوطنى الذين فضلوا خوض الانتخابات على المقاعد الفردية الأكثر صعوبة.

وأخيراً فإن بعض الأحزاب التى تراهن على نجاح جميع نواب الوطنى مخطئة، والضمان الوحيد للتنوع هو زيادة نسب المشاركة فى الانتخابات بدلاً من مناخ الإحباط الذى يشيعه البعض لأنها الضمان لتفتيت الكتل القديمة من عائلات ومناطق ورشاوى انتخابية، وليكن الشعب هو الحكم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب هو الحكم الشعب هو الحكم



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 11:03 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

إتيكيت طلب يد العروس

GMT 10:04 2021 الإثنين ,10 أيار / مايو

الهلال السعودي يحتفل بمئوية جوميز

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon