«السيسى» واستراتيجية «الإرهاب»

«السيسى».. واستراتيجية «الإرهاب»

«السيسى».. واستراتيجية «الإرهاب»

 لبنان اليوم -

«السيسى» واستراتيجية «الإرهاب»

محمود مسلم

يعرف المشير عبدالفتاح السيسى أكثر من غيره أن أخطر مشكلة تواجه مصر خلال الفترة المقبلة هى الإرهاب، لأنه السبب الرئيسى لعدم استقرار الأمن وتضارب الاقتصاد وتراجع السياحة، والأهم غياب العقل والتجارة بالدين، ومع ذلك لم يطرح المشير حتى الآن استراتيجيته لنزع الإرهاب من جذوره، وهذا أفضل بكثير من حديث البعض من «نحانيح النخبة» حول المصالحة.

لقد أكد «السيسى» خلال حواراته أن الخطاب الدينى خلال 40 سنة مرت كان سبباً فى تأخر البلاد، وركز أكثر من مرة على أن الإخوان كانوا سيدخلون حرباً أهلية باسم الدين، ولا يمكن بأى حال أن يترك المشير مصر للأجيال المقبلة ملوثة بأفكار رجعية زرعها الإخوان عبر السنوات الماضية للتجارة بالدين من أجل الوصول إلى السلطة، وإذا كان الخلل الأمنى هو المشكلة الملحة، فالجميع يعلم أنه عرض لمرض أخطر اسمه الإرهاب.. وبالتالى يجب أن تتكاتف كل أجهزة الدولة المصرية لمواجهة جذور الإرهاب، ليس لمواجهة ما فعله الإخوان خلال عام من حكمهم فقط، ولكن لحل نتائج مشاكل ترهل الدولة المصرية فى مواجهة أفكار هذه العصابة الإرهابية الخائنة، بعد أن تركوا لهم المساجد والزوايا والمدارس والجامعات والجمعيات الأهلية والمراكز الإسلامية وبعض المنابر الإعلامية يعيثون فيها للتجارة بالدين، سعياً لهدم الدولة والوصول إلى السلطة.

المؤكد أن حكومات ما بعد ثورة 30 يونيو فشلت حتى الآن فى مواجهة الأخونة، وبالتالى مطلوب من الرئيس المقبل استراتيجية تربوية تعليمية دينية إعلامية ثقافية، لمواجهة الإرهاب حتى تنتعش الدولة المصرية وتبحث عن مستقبلها بعد أن عطلت الأفكار الملوثة التقدم عبر السنين.

مواجهة الإرهاب يجب أن تكون لها الأولوية على أجندة الحكومة المقبلة وأجهزتها، فلا تطور ديمقراطياً أو انتعاش اقتصاد أو حتى عدالة اجتماعية واستقرار إلا بعد القضاء على الإرهاب، ولا يمكن ترك أجهزة الأمن فى مواجهة الإرهابيين الحاليين، فيما يتم تدريس وتنشئة آخرين فى مدارس الإخوان وجمعياتها والمراكز الإسلامية والإعلامية ومراكز تحفيظ القرآن والمساجد والزوايا، وغيرها من المنصات التى حولها الإخوان إلى بؤر لنشر الإرهاب الفكرى والدينى.

منذ أشهر التقينا فى الإمارات مع الشيخ محمد بن زايد ولى عهد الإمارات العاشق لمصر، تحدث الرجل بوضوح عن أن الإمارات غيرت استراتيجيتها من كون إيران العدو الأول إلى الإخوان، وأنهم عرفوا بؤر نشر أفكار الإخوان، بداية من مراكز تحفيظ القرآن وبعض المدارس، فقرروا توحيد الأذان واتخاذ إجراءات أخرى لمواجهة هذا الخطر الذى وصفه محمد بن زايد بأنه كبير لأنهم مسلمون ويعيشون على نفس الأرض، وأن شباب الإمارات سيكونون مجنياً عليهم إذا استمرت مثل هذه الأفكار من أجل الجهاد فى سوريا وغيرها.

استراتيجية مواجهة الإرهاب لا تحتمل التأخير أكثر من ذلك، وعلى «السيسى» أن يسخر كل إمكانيات الدولة لمواجهة هذا الخطر الداهم بداية من الأزهر حتى أصغر مدرسة، بدلاً من أن يتوه بين أنصاره فى قضايا ساذجة لأن مواجهة أفكار الإرهاب والإخوان رسالة إسلامية عربية مصرية وطنية خالصة، سيذكرها التاريخ، ليس فى مصر فقط، بل العالم أجمع!

■ ■ نُشر هذا المقال فى 5 مايو الماضى أثناء الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية.. ورعم الجهد الذى يبذله «السيسى» فى مجالات شتى، فإنه حتى الآن لم تظهر استراتيجيته فى مواجهة الإرهاب، بل والأغرب أن بعض رجاله ما زالوا يعتقدون أن المصالحة مع الإخوان هى الحل.. وآخرين ما زالوا يعتقدون أن الأولوية لبعض القضايا الأخرى.. وحتى الآن لا توجد رؤية موحدة للأجهزة الحكومية لمواجهة هذا السرطان الذى ما زال ينهش فى عظام الوطن.. ويجب أن تكون طرق استئصاله هى أول ما تفعله الدولة بكل أجهزتها حتى تستطيع البدء فى التنمية، خاصة أن مصر لن تقضى على هذا المرض اللعين إلا بالمواجهة الفكرية والأمنية معاً، والأولى لم تبدأ بعد، والثانية بها ارتباك وعشوائية!!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» واستراتيجية «الإرهاب» «السيسى» واستراتيجية «الإرهاب»



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 21:09 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 11:03 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

إتيكيت طلب يد العروس

GMT 10:04 2021 الإثنين ,10 أيار / مايو

الهلال السعودي يحتفل بمئوية جوميز

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon