الشكل والمضمون

الشكل والمضمون

الشكل والمضمون

 لبنان اليوم -

الشكل والمضمون

بقلم: عمرو الشوبكي

مدرسة الشكل على حساب الجوهر، واللقطة على حساب المضمون، تعمقت مؤخرًا فى مصر حتى أصبحت بالنسبة للبعض نمط حياة، فهناك مَن يهتمون بالشكل الدينى دون جوهره وبالشعارات الوطنية دون مضمونها.الوطنية الزائفة مثل التدين الزائف، هى نمط من التفكير وُجد لكى يخفى العيوب، فهو ينقلك إلى ساحة المطلقات والعموميات والشعارات، التى تُخيف الناس وتبعدهم عن مناقشة مشكلاتهم الحقيقية، فبدلًا من أن نعتبر الدين قوة إيمانية تؤسس لمبدأ الدين المعاملة، فنواجه الفساد والرشوة والكذب وغيرها، نجد التركيز على قضايا شكلية وأمور صغيرة.

فجميعنا يتذكر سؤال العام الماضى الذى أشعل مواقع التواصل الاجتماعى، وبدا وكأنه أخطر من أسئلة الثانوية العامة، والذى سيتوقف على إجابته مستقبل مصر والبشرية: هل سيدخل العالِم الكبير، الدكتور مجدى يعقوب، الجنة أم النار؟. وهى قضية لا معنى لها لأن مَن يتحدث فى مثل هذه الأمور يتنطع، ويضع نفسه مكان الله سبحانه وتعالى، وبدلًا من أن يجتهد فى تحسين أمور العباد وحثّهم على الالتزام بالأخلاق الكريمة، يتحدث فى شأن غيبى لا يخصه، ويمس هنا بحق الذات الإلهية.

كما شهدنا أيضًا كيف تحول تصريح اللاعب المصرى الدولى، محمد صلاح، بأنه لا يحب الخمر أو لم يأتِ على باله شربها، إلى نقاش قومى عارم، رغم هامشية الموضوع، وأن موقفه شأن شخصى، فهو لم يدعُ إلى شرب الخمر حتى يُقال إنه استفزَّ المتدينين، إنما قال بطريقته إنه لا يشربها، فهل يمكن أن تصبح هذه القضية الشكلية جزءًا من أى نقاش لأى مضمون عاقل؟.

وهناك تصريحات أحد المصنفين كداعية، والذى تخصص فى أمور شكلية لا تمس أى جوهر، وعادة ما تتعلق بالمرأة أو المسيحيين، وهدفها أن تصدم الكثيرين، فيصفق لها البعض ويهاجمها البعض الآخر، حتى تشتعل مدرجات مواقع التواصل الاجتماعى بالشتّامين من كل اتجاه، ولا يمكن تجاهل «الشريط الأثرى» للقس المتطرف، الذى عمره سنوات طويلة، وفجأة ظهر على مواقع التواصل الاجتماعى، وحاولت جماعات التحريض والعنف توظيفه، والحمد لله لم تنجح.

ولعلنا جميعًا نتذكر المسؤولة السابقة بمحافظة الإسكندرية، والتى كانت «تغنى وطنية»، حتى وصل بها الأمر إلى غناء أغنية «ماتقولش إيه ادِّتنا مصر وقول هنِدِّى إيه لمصر»، فى أحد الاجتماعات، وأُوقفت متهمة فى قضية فساد.

فالمسؤول الذى يبدأ عمله بالاهتمام بسلة الشكليات من دهان المبنى وإظهار الشعارات المُعلَّقة على الجدران تأكد أنه لن يسهم فى تقدم البلد، ورجل الدين الذى يترك كل مشاكل الناس ويهتم بمَن سيدخل الجنة والنار، فإن هذا يعنى أنه بعيد عن مضمون ورسالة أى دين.

الشكليات وثقافة اللقطة أصبح لها ناسها وجمهورها والبزنس الخاص بها، وأصبحت عابرة للمهن والتخصصات، وحان وقت الرهان على وعى الناس بالتركيز على المضمون والجوهر

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشكل والمضمون الشكل والمضمون



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:07 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منافسة قوية بين ريال مدريد وأرسنال على ضم فلاهوفيتش

GMT 14:58 2021 الثلاثاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

هيفاء وهبي تضج أنوثة بملابس كاجوال ناعمة

GMT 07:33 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ابتكار إطارات ذكية تقرأ مشاكل الطريق وتحذر

GMT 21:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

الأهلي المصري يعلن شفاء بانون من كورونا

GMT 15:59 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل أولمبياد طوكيو يكلف اليابان 2 مليار دولار

GMT 05:55 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

هزة أرضية قوية تضرب وهران الجزائرية

GMT 13:25 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم

GMT 18:56 2022 الإثنين ,03 كانون الثاني / يناير

متزلجو لبنان يستعدون لأولمبياد الصين الشتوي

GMT 15:58 2023 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل العطور الرجالية لهذا العام

GMT 15:41 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أحذية مسطحة عصرية وأنيقة موضة هذا الموسم

GMT 05:28 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

نسرين طافش تَسحر القلوب بإطلالة صيفية

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022

GMT 19:00 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

سعر الذهب يصل لمستويات غير قياسية جديدة

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

زيوت عطرية تساعدكِ في تحسين جودة النوم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon