نظام مبارك

نظام مبارك

نظام مبارك

 لبنان اليوم -

نظام مبارك

عمرو الشوبكي

أدهشنى تعليق «نيوتن» على حوارى فى «المصرى اليوم» باختزال جانب من مضمون الحديث، وصدمنى الاتهام بأن نقدى لمبارك ونظامه هو لشخص لا يستطيع أن يدافع عن نفسه من «كاتب مطلق اليد» بينما هو وأركان حكمه «مهانون مقيدو الأيدى». المؤكد أن نفس النقد الذى وجهته إلى مبارك فى عهده وبنفس الدرجة، وأحيانا كثيرة بنفس الألفاظ، هو نفسه الذى استخدم فى الحوار الأخير، والصادم أن هذا النقد نشر لسنوات طويلة فى «المصرى اليوم»، فما الجديد الذى جعلها اليوم تغير حساباتها؟ فكاتب هذه السطور انتقد مبارك فى عهده، وحين قامت الثورة لم يسر مع الموجة السائدة فى المطالبة بإقصاء كل رجال نظام مبارك، إنما فقط المدانون بحكم قضائى فى جرائم فساد وإفساد، وحين تبنى بعض رموز القوى المدنية فى البرلمان السابق قانونا ينص على عزل رجال الحزب الوطنى، رفضت هذا الاقتراح تحت قبة المجلس علنا رغم مزايدة الكثيرين، وذلك ليس حبا فى مبارك ولا تعاطفا مع نظامه، إنما تأييدا لمبدأ أن يتنافس الجميع فى ظل دولة قانون ومؤسسات. أنصار مبارك لا يعرفون هذا النوع من التنافس الذى يحكمه القانون وقواعد الديمقراطية، فكثير منهم لم يعرف السياسة إلا من خلال تزوير الانتخابات، والبعض الآخر لم ير أن معارضتى له كانت دائمة، إنما اعتبرها نوعا من استغلال الفرص أو الانتهازية حين انتقدت شخصا يقف خلف القضبان وأنا حر طليق. وهذا أسلوب مباركى أصيل فى النقاش، أى لا يحترم الخلاف السياسى كما هو دون «حواشى»، فلابد أن يكون هناك غرض ما فإما انتهازية أو هدف سرى أو غيرهما من القاموس الشهير. من حق نيوتن أن يدافع عن مبارك (حتى لو ادعى أنه لا يدافع عنه)، ومن حقى أن أنتقده كما انتقدته حين كان فى السلطة، لأن نقد مبارك أو تأييده الآن ليس بطولة، وربما أحمل احتراما لبعض من أيدوا مبارك وظلوا على موقفهم بعد خروجه من السلطة عن هؤلاء الذين كانوا جزءا من نظامه ومسبحين بحمده، وأصبحوا بعد رحيله ثوارا يتبارون فى سبه، تماما مثل «إخوانهم» الذين اكتشفوا أنهم إسلاميون بعد وصول الإخوان للسلطة. مبارك سقط بثورة شعبية حقيقية، وإنه لأمر عجيب وصادم أن يحاول البعض تحصينه هو الآخر بالقول إن نقده فيه إهانة للشعب المصرى الذى حكمه، وهو أمر عجيب أن يعتبر نقد حاكم إهانة لشعبه. حين قلت واجتهدت (أى كان الاتفاق مع هذا الرأى) إن نظام مبارك كان داخله جناحان: الأول مجموعة مبارك من رجال الدولة الذين بقوا فى أماكنهم 20 عاما وفقدوا القدرة على الحكم والإدارة، ورأينا الفرص التى أضاعوها طوال حكم المجلس العسكرى، ومجموعة جمال مبارك التى كما قلت فى الحديث كان فيهم بعض الأشخاص الأكفاء (ذكرهم نيوتن فى عموده)، ولأنهم ارتبطوا بمشروع التوريث فقدوا رصيدهم الشعبى. نعم مبارك مسؤول عن هذه الحالة، وعن الفراغ الهائل والتجريف الذى أحدثه فى البلد حتى لم نجد شخصا قادرا على تحمل المسؤولية لحظة تنحيه، وهو أيضا الذى اعتبر الإخوان الخطر الأكبر على مصر، وحين ترك السلطة لم يترك لنا قوة منظمة إلا الإخوان لأنه لم يمتلك مشروعا سياسيا من أى نوع، على عكس العصور السابقة من الوفد وعبدالناصر وحتى السادات، حين كانت هناك قوى شعبية ومشروع سياسى حقيقى للنظام الحاكم، أى كان الخلاف معه، وهذا ما غاب عن مبارك 30 عاما، فوجب على من رأوا ذلك أن ينتقدوه.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام مبارك نظام مبارك



GMT 20:03 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 20:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 19:29 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 19:26 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 19:23 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:09 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:32 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 19:00 2022 السبت ,14 أيار / مايو

موضة خواتم الخطوبة لهذا الموسم

GMT 04:58 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 12:27 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 15:46 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

مكياج ربيعي لعيد الفطر 2022

GMT 09:02 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

لمسات ديكورية مميزة للحمام الصغير
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon