إرهاب بلا حساب

إرهاب بلا حساب

إرهاب بلا حساب

 لبنان اليوم -

إرهاب بلا حساب

بقلم : عمرو الشوبكي

العملية الإرهابية التى جرت، أمس الأول، فى منطقة الواحات بمحافظة الجيزة، خلّفت 16 شهيدا، وفق ما أعلنه بيان وزارة الداخلية (53 شهيدا، وفق ما أعلنه موقع «بى. بى. سى» عربى- 35 شهيدا وفق ما أعلنته وكالة رويترز)، وهى حلقة فى مسلسل الإرهاب المتصاعد، الذى يضرب البلاد والعباد، والذى عجزت الدولة عن محاصرته.

والحقيقة أن ردود الفعل التى سمعناها من كثيرين كانت كارثية بكل معنى الكلمة، وليست فيها جملة واحدة تقول إننا ننوى مواجهة جوانب الخلل، التى أدت إلى حدوث عملية بهذا الحجم، فعلقت لجنة إسكان النواب: إن هجوم الواحات عمل إرهابى تموله أجهزة مخابرات دولية، فى حين ذكر نائب برلمانى أن هجوم الواحات عمل إرهابى، هدفه إيقاف قطار التنمية والإصلاح، وأضاف آخر أن مصر لن تسقط أمام الخونة والمتآمرين، فى حين ذكر وكيل لجنة الدفاع فى البرلمان أن عملية الواحات دليل قوى على تدفق الأموال على الإرهابيين، وهو ما قال عكسه خبير عسكرى حين ذكر، منذ بضعة أيام، أن السطو على خزينة البنك الأهلى فى العريش دليل على نقص الموارد المالية للإرهابيين.

ومن الوارد أن يكون بعض هذا الكلام صحيحاً، فالمؤامرات والمتآمرون لم يختفوا من مصر، إلا أن هذا الكلام يُذكِّرنا تماما بأداء هزيمة 67، الذى كان عكس أداء انتصار 73، فثقافة تزييف الواقع وإعلام الأوامر المزور (عرض أفلام وأغانٍ دون أى حديث عما يجرى فى الواحات، وكأنه فى بلد آخر، ودون مراعاة للدماء التى تسيل)، وعدم قول المعلومة الصحيحة، وإحالة كل الأخطاء على شماعة المؤامرات الخارجية لإخفاء أوجه القصور الداخلية، هى كلها مسوغات للفشل والهزيمة، فى حين أن قراءة الواقع بقتامته وليس الواقع الوردى كما نتمناه، والاعتراف بالأخطاء بشجاعة، وتصحيحها ومحاسبة المخطئين، ومعالجة جوانب الخلل فى نظامنا السياسى وأدائنا الأمنى، هى طريق النجاح والانتصار.

هل يُعقل أن يكون التعامل مع عملية من هذا النوع، سقط فيها عدد من الشهداء، بتحويل البديهى، أى أن مَن قام بها إرهابيون مجرمون، على أنه اكتشاف، أم كان يجب أن نقول مَن المسؤول عن استهداف كمين متحرك لقوات الشرطة بهذه السهولة؟، هل حدث اختراق وعرف الإرهابيون مسار القوات الأمنية؟، هل المعلومة التى وصلت للقوات حول أعداد الإرهابيين وتسليحهم لم تكن دقيقة؟، وحين تنشر الصحف المقربة من الدولة أنه كانت هناك مشكلة فى التواصل مع القوات أثناء العملية لضعف شبكة الاتصال فى المنطقة، فهل هذا كان معروفاً لدى القادة قبل القيام بالعملية؟، وما الخطة البديلة التى وضعوها للتغلب على هذه المشكلة؟، أم أن الأمر تُرك للصدفة والبركة؟.

كل مَن يستهين بفاجعة من هذا النوع، ويواجهها بترديد الكلام الفارغ عن المؤامرات والمتآمرين، وكأنه اكتشف اكتشافا نادرا، فى حين أن المطلوب محاسبة كل القادة المقصرين عن هذا الخلل الفادح، وعلى رأسهم وزير الداخلية، أما الإصلاحات السياسية المطلوبة فهى موضوع آخر ليس مجاله الآن، وإن كان قد حان وقت العمل على إخراج قطاعات من المجتمع من دائرة الثأر والانتقام والترويج لخطاب مظلومية، هذه كلها أمور مثلت بيئة حاضنة للإرهاب، وتكلمنا فيها كثيرا، والإجابة كانت دائما فى الاتجاه الخاطئ.

رحم الله شهداء الوطن الأبطال: إسلام مشهور وعمرو صلاح ومحمد صلاح وممتاز كامل وباقى زملائهم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب بلا حساب إرهاب بلا حساب



GMT 07:40 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الموقف الإيراني

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

حديث المصالحة مع «الإخوان»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

التطرف الإسرائيلي

GMT 19:42 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

القضاء على حماس

GMT 08:45 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

٧٠ عامًا على «يوليو»

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 04:11 2025 الخميس ,08 أيار / مايو

البرج الطالع وتأثيره على الشخصية والحياة

GMT 16:08 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير فيصل بن فرحان يترأس وفد السعودية في قمة "بريكس بلس"

GMT 07:38 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل 10 عطور رقيقة للعروس

GMT 19:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الأردني محمد الدميري يتفوق على السوري عمر السومة

GMT 19:02 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

ساؤول يتطلع إلى استعادة أفضل مستوياته مع تشيلسي

GMT 20:30 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أثيوبيا تنفي شنّ هجوم على السودان وتحمل متمرّدين المسؤولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon