رجعوا التلامذة 12

رجعوا التلامذة (1-2)

رجعوا التلامذة (1-2)

 لبنان اليوم -

رجعوا التلامذة 12

عمرو الشوبكي

عاد طلاب الجامعات المصرية إلى جامعاتهم، ورجعوا اليوم إلى مدرجاتهم وزملائهم وأساتذتهم فى عام جديد ملىء بالتحديات بعد أن غلب خطاب التهديد والإجراءات الأمنية وتغييب السياسة باعتبارها فى ذاتها هى مصدر الخطر على الجامعات، وليس العنف والتخريب والخطاب التحريضى الذى لا يمكن مواجهته فقط بالإجراءات الأمنية إنما بمشروع سياسى بديل.

الراحل الشيخ إمام غنى قصيدة لعمنا (الراحل أيضاً) أحمد فؤاد نجم كان رأيه فيها مختلفًا حين قال:

رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجد تانى

يا مصر إنتى اللى باقية وانتى قطف الأمانى

لا كورة نفعت ولا أونطة ولا المناقشة وجدل بيزنطة

ولا الصحافة والصحفجية شاغلين شبابنا عن القضية

قيمولنا صهبة يا صهبجية ودوقونا طعم الأغانى

رجعوا التلامذة للجد تانى

طلعوا التلامذة ورد الجناين.

صحيح تغيرت الظروف وتغيرت الجامعة عن أيام «الشيخ إمام»، وإن بقى جانب من المشكلة متكرر حول علاقة الطلاب بالسلطة القائمة منذ العهد الملكى وحتى العهود الجمهورية.

والمؤكد أن ما شاهده المصريون طوال العام الماضى من اعتداءات إجرامية على مبانى الجامعة وأساتذتها قد دفع الكثيرين إلى مطالبة الدولة بردع المخربين المتخفين فى زى طلاب، وهو أمر بديهى ومشروع، ولكن فى نفس الوقت اعتبار أن سبب هذه الحوادث هو النشاط السياسى هو أمر مغلوط وشديد السلبية.

أن نستمع على مدار أشهر الصيف فقط للإجراءات الأمنية التى ستتخذها الجامعة بحق الطلاب المخالفين، وعن قيام الدولة بجلب شركات أمن خاصة لحراسة المنشآت وبوابات إلكترونية، و«طلاب شرفاء» يبلغون عن زملائهم «غير الشرفاء» المحرضين على التظاهر، والحديث عن فصل الطلاب المشاغبين والأساتذة المحرضين على العنف بقرار من رئيس الجامعة، دون أى حديث عن إدارة سياسية لمشاكل الطلاب والجامعة- هى بمثابة كارثة مكتملة الأركان وستعقد الأمور فى الجامعة ولن تحل مشاكلها كما يتصور البعض.

مشكلة هذا الخطاب أنه نسى أن أغلب الطلاب لم تكن لهم علاقة بالعنف ولا الإخوان، وهم ليسوا ضد أى إجراءات أمنية تحول دون تكرار عنف العام الماضى مرة أخرى هذا العام، وأن تخويف كل من يعترض على الإجراءات القمعية بالصريخ: هل تريدون الفوضى، هل ترغبون أن تتحول الجامعة إلى ساحات عنف؟ والإجابة قطعاً لا، فالمؤكد أن خطاب التهديد الذى استخدمته الدولة طوال الأشهر الماضية سيعقد مشكلة الجامعة، لأنه اختزلها فى الأقلية العنيفة المخربة، ونسى أن هناك أغلبية من الطلاب تستفزهم الإجراءات الأمنية الفجة، وهناك من لديه موقف سياسى من النظام الحالى، ويراه مسؤولاً عن دماء كثيرة سقطت، وأن هناك آلة تعبئة سياسية، جزء منها إخوانى، تدفع بقطاعات من الطلاب إلى رفض النظام بخليط من مفردات ثورية وإخوانية ترى أن ما جرى انقلاب عسكرى، وإننا بصدد إقامة حكم عسكرى، وتنشأ عناوين طلابية من نوع «طلاب ضد الانقلاب» وغيرها، وهؤلاء معارضون يجب أن يقبلهم أى نظام سياسى ديمقراطى، طالما لم يمارسوا العنف وليسوا مخربين. والسؤال كيف نتعامل معهم إذن؟ مع الأخذ فى الاعتبار أنهم يمثلون فئة عمرية (18 إلى 22 عاماً) هى احتجاجية بطبيعتها، وأن طريقة تعاملنا معهم ستحسم ليس فقط مستقبلهم إنما أيضاً مستقبل النظام السياسى.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجعوا التلامذة 12 رجعوا التلامذة 12



GMT 21:13 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 21:12 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 21:07 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 21:06 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 21:05 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

حين قرأ كسينجر لحسن البنا

GMT 21:04 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 04:11 2025 الخميس ,08 أيار / مايو

البرج الطالع وتأثيره على الشخصية والحياة

GMT 16:08 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير فيصل بن فرحان يترأس وفد السعودية في قمة "بريكس بلس"

GMT 07:38 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل 10 عطور رقيقة للعروس

GMT 19:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الأردني محمد الدميري يتفوق على السوري عمر السومة

GMT 19:02 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

ساؤول يتطلع إلى استعادة أفضل مستوياته مع تشيلسي

GMT 20:30 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أثيوبيا تنفي شنّ هجوم على السودان وتحمل متمرّدين المسؤولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon