حين تكون الحرب فناً 1  2

حين تكون الحرب فناً (1 - 2)

حين تكون الحرب فناً (1 - 2)

 لبنان اليوم -

حين تكون الحرب فناً 1  2

عمار علي حسن

رغم أن المفكر الصينى «سون تسى» عاش فى القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد، فإن أفكاره وتصوراته عن الحرب لا تزال صالحة للقراءة، وقادرة على إلهام الجنرالات فى مشارق الأرض ومغاربها. هو ابتداء سليل عائلة عسكرية وسبق لأجداده أن سجلوا خبرتهم فى المعارك، وتركوها لمن أتوا بعدهم كى يستفيدوا منها. أما «تسى» فألف كتاب «فن الحرب» الذى يصفه «وانج قوى فا» المستشار الثقافى للسفارة الصينية بالقاهرة بأنه «من أقدم وأشهر الكتب الحربية فى الصين، وهو أقدم كتاب حربى فى العالم أيضاً، إذ يتمتع بمكانة بارزة فى تاريخ البحوث الأكاديمية الحربية فى العالم، وهو جزء مهم من الثقافة والتقاليد الصينية الممتازة، ومضمونه دقيق وعميق وواسع جداً، وقد أحدث تأثيراً بعيد المدى فى تطور العلم الحربى القديم بالصين، ويعتبر مرجعاً أساسياً وحضارياً عنها. ولا تزال كثير من حقائق الكتاب بنفس أهميتها السابقة، فهى مفيدة فى بناء وتطوير النظريات الحربية الحديثة، واستخدام مبادئه وأفكاره فى الحياة الاجتماعية وفى عالم الأعمال، وهى تطبق على نطاق واسع فى إدارة المؤسسات والتنافس التجارى والمباريات الرياضية والأنشطة الأخرى».

فى تقديمه للكتاب الذى ترجمه الكاتب والناقد الكبير الأستاذ ربيع مفتاح، يقول الأستاذ علاء عبدالوهاب، رئيس تحرير سلسلة «كتاب اليوم» التى نشرت الكتاب: «الحرب هى الحرب، تختلف الأزمنة، وتتطور تقنيات السلاح، لكن تبقى الفلسفة العامة، وما تتضمنه من قواعد حاكمة للحروب كما هى تقريباً، فالجوهر باقٍ، وفى القلب منه ما يمكن أن يكون الجانب الذى نطلق عليه وصف الفن، بأكثر ما يكون الأمر مرتبطاً بالعلم وتطوراته».

يشمل الكتاب على قلة عدد صفحاته موضوعات غاية فى الأهمية منها: وضع الخطط، وشن الحروب، وتدبير الهجمات، وطبيعة القوة العسكرية، واستغلال الإمكانات المتاحة للجيوش، وأنواع أراضى المعارك، والهجوم بالنار، وتوظيف الجواسيس. ويدعو «تسى» فى كتابه إلى ضرورة دراسة خمسة أشياء أساسية عن العدو، منها مدى ارتباط الشعب بالسلطة، والمناخ، والتضاريس، والقيادة، ومبادئ التنظيم.

ويرى «تسى» أن «القائد المحنك هو الذى يحصل على احتياطيه من الأسلحة من بلاد العدو»، ويرصد خمسة أخطاء يقع فيها القائد ويقول:

ـ إذا كان القائد متهوراً يمكن قتله.

ـ وإن كان جباناً يمكن أسره.

ـ وإذا كان حاد المزاج يمكن أن يستثار غضباً ويخطئ.

ـ وإن كان مرهفاً ذا إحساس متضخم بالذات والكرامة، يمكن استفزازه بالإهانة.

ـ وإن كان ذا طبيعة رحيمة فقد يضطرب ويتضايق.

وينصح الكتاب قادة الجيوش بما عليهم أن يفعلوه حين يأخذون مواقعهم فى مواجهة العدو ويقول «عند عبور الجبال لا بد من البقاء فى الأودية المجاورة، وعند إقامة المعسكرات يجب اختيار الأرض المرتفعة لمواجهة الشمس.. وعند عبور نهر يجب البقاء بعيداً عنه، وعندما يعبر العدو المتقدم لا تقابله فى وسط الماء، بل من الأفضل أن تسمح لنصف قواته بالعبور وحينئذ تضربه».

ويقسم «تسى» الأرض طبقاً لطبيعتها إلى: أرض ممهدة أو معقدة خداعية أو رمالها متحركة أو ضيقة وشديدة الانحدار أو بعيدة، ويرى أن كل أرض لها تكتيكاتها فى المعركة، ثم يشرح الأسباب التى تؤدى إلى هزيمة الجيش أو فشله وهى: الفرار والعصيان والسقوط والانهيار والفوضى، ويقول «لا ترتبط واحدة من هذه الكوارث بالأسباب الطبيعية والجغرافية، وإنما هى بفعل خطأ القائد، فلو هاجم قوة حجمها عشرة أمثال جيشه ستكون النتيجة الهروب والفرار، وحين يكون الجنود أقوياء والضباط فى ذروة الشجاعة والبسالة ولكن الجنود تنقصهم الكفاءة والمقدرة، فيسقط الجيش، وإذا سادت حالة من التمرد بين ضباط القيادة العليا وسرى الشعور بالاستياء والغيظ عند القتال فلن يلتفت القائد إلى قدرات العدو والنتيجة ستكون الانهيار، وعند لقاء العدو المندفع إلى المعركة إن كان القائد على درجة ضعيفة من الكفاءة وسلطته قليلة، ولم يقم بتنظيم وإدارة قواته جيداً، وكانت العلاقة بين ضباطه وجنوده متوترة، وكذلك تشكيلات القوات مهملة، فالنتيجة لهذا الوضع هى الفوضى، وحين يكون القائد عاجزاً عن تقدير قوة العدو تكون الهزيمة محققة».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تكون الحرب فناً 1  2 حين تكون الحرب فناً 1  2



GMT 21:13 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 21:12 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 21:07 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 21:06 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 21:05 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

حين قرأ كسينجر لحسن البنا

GMT 21:04 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon