هل أسقط صاروخ إيران طائرة الركّاب الأوكرانيّة فوق طِهران فِعلًا ولماذا هذا التسرّع في إطلاق الاتّهامات وقبل أن تبدأ التّحقيقات وما هي الخطوة المُقبلة ضربة انتقاميّة أم عُقوبات جديدة

هل أسقط صاروخ إيران طائرة الركّاب الأوكرانيّة فوق طِهران فِعلًا؟ ولماذا هذا التسرّع في إطلاق الاتّهامات وقبل أن تبدأ التّحقيقات؟ وما هي الخطوة المُقبلة: ضربة انتقاميّة أم عُقوبات جديدة؟

هل أسقط صاروخ إيران طائرة الركّاب الأوكرانيّة فوق طِهران فِعلًا؟ ولماذا هذا التسرّع في إطلاق الاتّهامات وقبل أن تبدأ التّحقيقات؟ وما هي الخطوة المُقبلة: ضربة انتقاميّة أم عُقوبات جديدة؟

 لبنان اليوم -

هل أسقط صاروخ إيران طائرة الركّاب الأوكرانيّة فوق طِهران فِعلًا ولماذا هذا التسرّع في إطلاق الاتّهامات وقبل أن تبدأ التّحقيقات وما هي الخطوة المُقبلة ضربة انتقاميّة أم عُقوبات جديدة

بقلم : عبد الباري عطوان

انشغلت وكالات الأنباء وقنوات التّلفزة العالميّة إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي طِوال اليوم بأنباء إسقاط الطّائرة الأوكرانيّة المدنيّة فوق طِهران ومقتل حواليّ 176 من رُكّابها، وأشارت أصابع الاتّهام إلى السّلطات الإيرانيّة بأنّ أحد صواريخها هو الذي فجّرها.

إيران تحتل هذه الأيّام العناوين الرئيسيّة مُنذ إطلاقها 16 صاروخًا على قاعدة “عين الأسد” الأمريكيّة غرب العِراق انتقامًا لاغتِيال الولايات المتحدة للفريق قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وجاء حادث إسقاط الطّائرة الأوكرانيّة ليُصَعِّد من عمليّة “الشّيطنة” لها مُنذ اللّحظةِ الأُولى.

جرت العادة أن تتريّث الحُكومات الغربيّة ووسائل إعلامها قبل توجيه أيّ اتّهامات في حوادث مُماثلة، انتظارًا للعُثور على الصّندوقين الأسودين للطّائرة المنكوبة والتعرّف على المعلومات الواردة فيها من قِبَل الخُبراء والمُتخصّصين، ولكن في الحالة الإيرانيّة ما حدث هو العكس تمامًا، وجرى الاعتماد على بعض الصّور والفيديوهات التي جرى بثها على وسائل التواصل الاجتماعي دون التّأكُّد من صحّتها.

***

السيّد علي عابد زادة، رئيس منظّمة الطيران المدني الإيرانيّة، أكّد أنّ هذه الطّائرة لم تَسقُط بصاروخ، ودعا خُبراء من شركة “بوينغ” وأمريكا وكندا وفرنسا وأوكرانيا والسويد للمُشاركة في التّحقيقات، ولكن الحُكم صدَر قبل بدئها.

في شهر إبريل (نيسان) عام 1993 تعرّض الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب إلى مُحاولة اغتيال “مشبوهة” في الكويت، وقبل بِدء التّحقيقات صدَر الحُكم بإدانة العِراق، وبدأت الطّائرات الأمريكيّة وبأمر من الرئيس بيل كلينتون تُلقِي حِممها على بغداد وتقتل عشَرات الشّهداء العِراقيين المدنيين الأبرياء.

في عام 1988 أسقطت الصّواريخ الأمريكيّة التي انطلقت من أحد حامِلات الطّائرات في مياه الخليج طائرة مدنيّة إيرانيّة ممّا أدّى إلى مقتل حواليّ 300 من ركّابها ومُعظمهم في الإيرانيين.

إيران، كانت وما زالت، في حالة حرب يوم إسقاط الطّائرة الأوكرانيّة، واحتماليّة إسقاطها بصاروخٍ غير مُستبعدة، ولكن مِثل هذا الاتّهام يحتاج إلى تأكيدين، الأوّل أنّ تكون الطّائرة جرى إسقاطها بصاروخٍ إيرانيّ، والثُاني، أنّ عمليّة الإسقاط كانت عن طريقِ الخطأ، وهذا ما نُرجِّحه، أو مُتعمَّدة، وهذا ما نَستبعِده.

لا توجد مصلحة لإيران التي حرصت أثناء قصفها لقاعدة “عين الأسد” عدم قتل جندي أمريكي واحد، أن تُقدِم على مِثل هذه الجريمة في وقت تتعاظم المُؤامرات  والحِصارات الأمريكيّة والغربيّة ضدّها، وتتصيّد لها الأخطاء لشنِّ حربٍ مُدمِّرةٍ عليها.

الغرب كان يُحاضِر علينا دائمًا بأنّنا انفعاليّون ونتسَرّع في توجيه الاتّهامات، وقبل الوصول إلى الأدلّة الدّامغة الدّاعمة، وها هو يفعل الشّيء نفسه في هذه الحادثة، ويُصدِر الأحكام الجازمة وقبل بِدء التّحقيقات، ووصول الخُبراء من الدول المعنيّة، والشّركة الأمريكيّة المُصَنِّعة، أي “بوينغ”.

***

 مُنذ اللّحظة الأُولى خَطّأنا السّلطات الإيرانيّة لمُراوغتها، أو رفضها تسليم الصّندوقين الأسودين للطّائرة المنكوبة للشّركة المُصنّعة، وعلى أكثر من منبرٍ غربي، ولكن في ظِل هذه الاتّهامات المُتسارع الشّيطنة، نعتقد أن التّحقيقات يجب أن تتم على الأرض الإيرانيّة، وفي حُضور كُل الدول المعنيّة، وخاصّةً مِثل كندا وأوكرانيا التي يُمثِّل رعاياها النّسبة الأكبر من الضّحايا، فنحنُ لا نثق بالأمريكان خاصّةً عندما يتَعلّق الأمر بإيران، أو أي دولة عربيّة أُخرى لا تسير في فلكهم، ولعلّ شهادة “المُفتّش” الأمريكي سكوت ريتر، الذي جرى زرعه وسط فريق الأمم المتحدة للبحث عن أسلحة الدّمار الشّامل في العِراق، وأكّد فيها أنّه كان من مُوظّفي وكالة المُخابرات المركزيّة الأمريكيّة هي التي تُؤكِّد نظريّة “المُؤامرة” التي بتنا نُؤمِن بها، وتُعزِّز إيماننا بعد انفِضاح أُكذوبة أسلحة الدّمار الشّامل العِراقيّة.

نتمنّى تحقيقًا نزيهًا وشفّافًا في حادث إسقاط الطّائرة الأوكرانيّة، وإذا تأكّدت الاتّهامات الكنديّة والأمريكيّة التي تقول إنّها أُسقِطَت بصاروخٍ إيرانيّ، فإنّ إيران يجب أن تُعاقب وتدفع التّعويضات الكاملة لأُسَر الضّحايا، ولا نعتقد أنّ العُقوبات الاقتصاديّة مُفيدة وفاعِلة في حالتها، خاصّةً أنّ الإدارة الأمريكيّة الحاليّة لم تترك أيّ عُقوبة إلا وفرَضتها على إيران، بِما في ذلك السيّد علي خامنئي، المُرشد الأعلى وعمامته.. والأيّام بيننا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أسقط صاروخ إيران طائرة الركّاب الأوكرانيّة فوق طِهران فِعلًا ولماذا هذا التسرّع في إطلاق الاتّهامات وقبل أن تبدأ التّحقيقات وما هي الخطوة المُقبلة ضربة انتقاميّة أم عُقوبات جديدة هل أسقط صاروخ إيران طائرة الركّاب الأوكرانيّة فوق طِهران فِعلًا ولماذا هذا التسرّع في إطلاق الاتّهامات وقبل أن تبدأ التّحقيقات وما هي الخطوة المُقبلة ضربة انتقاميّة أم عُقوبات جديدة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 20:00 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

فيراري تزيل النقاب عن أقوى إصداراتها

GMT 21:45 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

ديكور أنيق يجمع بين البساطة والوظائفية

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 22:15 2021 الخميس ,04 آذار/ مارس

طريقة عمل طاجن العدس الاصفر بالدجاج

GMT 19:09 2023 الأحد ,09 إبريل / نيسان

تنانير عصرية مناسبة للربيع

GMT 17:07 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

"جاسوس الحسناوات" انتهك خصوصية 200 ضحية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon