قرية فلسطينية هدمت 176 مرة

قرية فلسطينية هدمت 176 مرة!

قرية فلسطينية هدمت 176 مرة!

 لبنان اليوم -

قرية فلسطينية هدمت 176 مرة

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

إنها قرية فلسطينية في النقب، سأعيد الكتابة عنها، لأنها تستحق أن تكون شعار قرى فلسطين، وما أكثر قصص المدن والقرى الفلسطينية المناضلة!
أعادتْني هذه القريةُ إلى ذكرى بلدتَي إقرث وكفر برعم، هاتان القريتان تقعان في الجليل الأعلى، سرد الكاتب، كوبي نيف في صحيفة هآرتس، يوم 3-12-2016 مسلسل تهجير السكان الفلسطينيين في هاتين القريتين قال: "أمر الجيش الإسرائيلي سكانَ قريتَي إقرثْ، وكفر برعم عام 1948 أن يُخلوا بيوتهم، ويرحلوا عنها لضرورات أمنية مدة أسبوعين.
لم يُسمح لهم بالعودة بعد أسبوعين، امتدَّ الإخلاءُ من أسبوعين إلى ثلاث سنوات، لجأ أهل القريتين بعد ثلاث سنوات، من المماطلة إلى المحكمة العليا، أصدرتْ المحكمةُ أمرا بالسماح لهم بالعودة، ثم تراجعتْ المحكمة عن قرارها، ثم دمرت الطائراتُ الإسرائيلية عام 1953 كل قرية كفر برعم، ثم وُزعتْ أراضي القريتين على المستوطنين، وفي عام 1972 في عهد حكومة غولدا مائير رفضتْ المحكمةُ التماسهم بالعودة، ثم جددوا الالتماس للمحكمة العليا عام 1981، رفضت المحكمة الالتماس بسبب تقادم الزمن! شكَّل إسحق رابين، عام 1993 لجنة لفحص الشكوى، أوصت بعودة سكان القريتين، رفضتْ المحكمةُ قرار اللجنة". انتهتْ شهادة الكاتب عن القريتين بجملةٍ جامعةٍ مانعة: "إن التواطؤ والخداع بين الحكومة والمحكمة هو جوهر العمل في إسرائيل".
لم يستسلم سكان القريتين، بل واصلوا الطلب بالعودة حتى في عهد حكومة نتنياهو، ففي عام 1998 أمر نتنياهو، وزير العدل، تساحي هنغبي، بأن يرفض طلب عودةِ سكان القريتين، حتى لا يكون ذلك سبباً لتشجيع سكان كل قرى فلسطين المهجَّرين بالعودة مرة أخرى!
ما حدث لقريتي إقرث وكفر برعم كُرِّر في قرية عنقاء فلسطين أو عنقاء النقب، العراقيب، هي تبعد عن مدينة رهط ستة كليومترات، امتلكها أهلُها بوثائق رسمية قبل إعلان قيام إسرائيل، في العهد العثماني، أمر الاحتلالُ سكانَها بإخلائها مؤقتا، مدة ستة شهور، عام 1951 بحجة التدريبات العسكرية، ثم مُددت فترة الإخلاء عدة أشهرٍ أخرى، ثم استولى عليها صندوقُ أراضي إسرائيل، ثم حُظر على أهلها دخولُها.
إن القصص نفسَها تتكرر في اغتصاب الأرض الفلسطينية، مع الاختلاف في آليات وطرق التنفيذ!
بدأ مسلسل هدم قرية عنقاء النقب، أو عنقاء فلسطين وتشريد أصحابها يوم 27-10-2010، هذه العنقاء هُدمَتْ خلال تسع سنوات، حتى منتصف شهر آب 2019 مائة وتسعة وأربعين مرة، كان مالكوها الفلسطينيون يعودون إلى السكن فيها، إلى أن ابتدع المحتلون (حِيلة جديدة) وهي من أبشع قوانين العنصرية في العالم، تتمثل هذه العنصرية في إجبار مالكي الأرض الفلسطينيين المدمَّرةِ بيوتُهم، على أن يدفعوا تكاليف هدمها 149 مرة، قُدِّرت تكاليف الهدم بمليون وستمائة ألف شيكل.
أبطالُ العنقاء هم قبيلة أبو مديغم الفلسطينية، أما شيخُ القبيلة فهو، صيَّاح الطوري، سُجن تسعة شهور لأنه رفض إخلاءها، هو ممنوعٌ من دخولها.
أما نحن، فقد أُصيب كثيرٌ من مواقع الأخبار الفلسطينية بالملل، وتوقفت عن نشر أخبار هدم القرية حفاظاً على (النخوة) الفلسطينية والعربية، ومنعاً للإحراج والإزعاج، وأصبحت أخبار قرية العراقيب أخباراً ثانوية، لا تستثيرُ كثيرين، للأسف!
شكراً، جمعية ذكريات (زوخوروت)الإسرائيلية، لأنها توثق مسلسل الهدم باستمرار، وتسرد قصة عنقاء النقب، أو عنقاء فلسطين بثلاث لُغات، العربية، الإنجليزية، العبرية!
لم تعد العراقيب قرية كما قرى العالم، بل إنها أسطورة ليست خيالية، كما الأساطير، بل هي تُلخِّص أسطورة العنقاء، الطائر المتجدد، الخالد إلى الأبد لأنه يولد من الرماد، إنها تحكي أبشع جرائم الاحتلال!
تذكروا: آخر رصد لعدد مرات هدم قرية العراقيب، حتى يوم 5-3-2020 هو مائة وستة وسبعون مرة، ولايزال مسلسل الهدم متواصلاً!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية فلسطينية هدمت 176 مرة قرية فلسطينية هدمت 176 مرة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 20:45 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 11 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:08 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

ربيع سفياني يكشف أسباب تألقه مع التعاون

GMT 19:29 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نائب رئيس الشباب أحمد العقيل يستقيل من منصبه

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:14 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 03:49 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

"Dior" تجمع عاشقات الموضة في حفل سحور بدبي

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 09:48 2022 الأحد ,17 تموز / يوليو

تيك توك ينهى الجدل ويعيد هيكلة قسم السلامة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon