الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين

الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين

الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين

 لبنان اليوم -

الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

استلمت الدعوة لحضور حفل زفاف الأسير المحرر صلاح حسين وشيرين نزال في حفل استقبال الأسيرة المحررة «سماح جرادات». بطاقة عرس صلاح وشيرين كانت مختلفة عن أي بطاقة عرس أخرى تلقيتها، دعوة تقول: «يعلو الفرح على الجراح، معاً نهزم الزمن ونبدل قيود السجان برباط المحبة والوفاء»، وتستكمل الدعوة بأن العروسين يستقبلان المدعوين في الثالث عشر من حزيران ما بين الساعة السادسة وحتى انتهاء الحفل. نصٌ يَعِدُ فيه الداعيان الجميلان بسهرة جميلة ما طاب للمحتفلين المدى، مستندة إلى موعد الإفراج عن صلاح في الحادي عشر من حزيران.
نص العروسين يتطابق معهما، له وعاء فكري مندمج بإحكام مع الواقع المُعاش، صور العروسين بكامل بهائهما في مركز الدعوة، مشبعين بالفخر والاعتزاز. العروس توجه الدعوة لزفافها، لا تختفي خلف الحروف الأولى من اسمها، تعلن عن نفسها بحرية وثقة بخيارها الذي انتظرته سنوات طويلة وأنجبت منه قبل إشهار الزواج، الطفل «علي» نتاج رائع لحَمْل بلا دَنَس. لقد نذرت شيرين نفسها للحب وليس للأوراق الممهورة مع إخلاصها لحريتها وحرية الوطن، شيرين متأكدة أن هذه الحرية من تلك الحرية. رفاعة نسبها تتجسد بفعل الوفاء للخيار. الطفل الذي يتوسطهما ثمرة ناضجة للحب والوفاء لحسين في قلب الوطن.
وبالعودة إلى تفاصيل قصة ولادة «عليّ»، يتخذ الخطيبان شيرين وصلاح قراراً بإفشال خطة السجّان، قرار من المستوى المصيري في لحظة مصيرية ضمن مشهد ضبابي. المشهد الضبابي يخرج قراراً حاسماً معافى من أي شائبة. القرار الصحيح بمثابة تحلل حرّ من تعذيب السجان وتحكمه وهيمنته على تفاصيل حياتهما الخاصة، تجاوز مشروع عن المألوف، إنجاب «عليّ» قبل الزفاف، تحدي الزمن وتجاوزه بعد حسابات دقيقة للمسافات والتحديات.
سلطات الاحتلال العنصرية المتربصة شراً بصلاح وكل الأسرى في اللحظة الأخيرة وقبل تنفيذ الإفراج، تُقرر إعادة اعتقال المناضل دون سبب مفهوم، سوى التنغيص عليه وعلى عروسه وعلى الطفل الصغير الذي يشهد على عرس والديه، في نادرة من نوادر فلسطين. سبب تأجيل الإفراج غامض، بعد اعتقال دام ستة عشر عاماً.
ولا أضيف جديداً بالقول: إن إعادة اعتقال صلاح لا يخرج عن سياسة إعادة تعريف مصطلح التعذيب، ومنتوج عنصري من خزائن الفكر الصهيوني، التي تغيرت وتحولت وفق اعتبارات التحليل النفسي وتوجهات كيّ الوعي، متطلبات المزج بين التعذيب الجسدي بهدف الألم والوجع المادي الذي تظهر علائمه على الجسد، بينما التعذيب المعنوي الذي يترنح بين الشعور واللاشعور، وبين اليقين واللايقين، شبيه بالغياب عن الوعي وتشظي الروح والإحساس بالقهر غير المُعرّف كونه عذاباً مطاطياً يختلف ما بين شخص وآخر.
شعور «صلاح حسين وحرمانه من حضور حفل زفافه المنتظر لا يوصف. إنها النتيجة المتوخاة من الوصفة العنصرية المستهدف بها الأسرى. وصفة مركبة من مزيج القهر والعجز والحيرة.. تركبت تفاصيله في حالة «صلاح» بحرمانه من حضور زفافه المنتظر. لا بد أن خبر الحفل قد تسرب إليهم فأخذوا قرارهم الجهنمي.
مجموعة من الإجراءات اتخذت على عجل قضت بتحويل الأسير الذي أمضى كامل حكمه إلى سجن عسقلان وتمديد اعتقاله خمس أيام فقط كافية لتحقيق الهدف، قابلة للتحول إلى الاعتقال الإداري، قالت الصحف.
القرار السادي المتخذ لا يمكن تفسيره سوى بالاستمتاع والتلذذ بوجع وألم الأسير الذي أوشك أن يتحرر. وهي مسألة ليست بغريبة على سلوكات وعقلية المحتل.. ألم حين يلتقط جنودهم الصور مع الشهداء على مسرح الجريمة، ضاحكين بما اقترفته أياديهم الملوثة بالدماء.
مقاومة أهداف التعذيب المعنوي تتم بمعرفتها أولاً مع أهدافها، ومن ثم التعامل معها لإفشالها وتفويت الفرصة عليهم للتلذذ بعذابات الأسرى، وهي مُدْركة من قبل الأسرى. فمن الأسر تخرج الدروس النضالية، مخاض طويل سينتهي لا محالة بكسر إرادة المحتل وعنجهيته البغيضة، ومنعه من صهر الوعي وتذويبه، وقهر الفرد الذي يتحول إلى قهر جماعي للشعب، هذه النتيجة التي يبحثون عنها، كيّ الوعي الفردي والجماعي.
يعتقد المحتلون أنهم نجحوا في إفشال فرح شيرين وصلاح، وأنهم انتصروا بإرادة الجلاد على الضحية، لكنهم واهمون تماماً لأنهم مهما ابتكروا من أدوات القمع لن يتمكنوا من منع الفرح القادم لشعبنا لا محالة، رغم قتامة اللحظة وعنصرية المحتل المُغتر بساديته.
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين الاحتلال يؤجّل حفل زفاف شيرين وحسين



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 02:24 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الحبوب وأكثرها فائدة لصحة الإنسان

GMT 02:03 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مشاهير عالميون حرصوا على أداء مناسك عمرة رمضان 2024

GMT 15:36 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 19:38 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح عند اختيار طاولات غرف طعام مستديرة

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:47 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

أفكار لارتداء إكسسوارات السلاسل
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon