وفلسطين بلاده

وفلسطين بلاده

وفلسطين بلاده

 لبنان اليوم -

وفلسطين بلاده

زياد خدّاش
بقلم : زياد خدّاش

لم يعرف إياد الحلاق ابن العقل البسيط والثلاثين عاماً، لماذا طاردته الكائنات التي تلبس ملابس غريبة وتحمل في أيديها أشياء سوداء طويلة في القدس العتيقة، ولماذا أطفأت حواسه بحيث لم يعد يستمتع أثناء مشيه بتمرير يده على جدران البيوت القديمة؟كان يعرف أشياء بسيطة متأكداً من وجودها مثل الطعام الشهي الذي ينتظره في بيت الأم، وكرة القدم مع  قدميه في وادي الجوز ودفتر الرسم الذي وعدته خالته بشرائه له، (هل ترسم فيه دوائرك الناقصة كدوائر أختي منال يا إياد)، ولعبة التظاهر بالنوم مع أختيه، والنوم في حضن الأب المريض، كان ذاهباً لمدرسته (المدرسة البكرية الصناعية) وكانت له أختان، وكان وحيد أمه وفلسطين كانت بلاده.

لم يعرف إياد شيئا عن (وعد بلفور) الذي جاء بالكائنات الغريبة إلى القدس، لم يسمع بمجازر صبرا وشاتيلا ولا بمجزرة الخليل وقبيا التي ارتكبها أجداد الكائنات ذاتها.لم يخطط إياد يوماً للانتقام، لم يغضب ولم يفهم يوما لماذا يركض الناس كل يوم في القدس أمام الكائنات الغريبة، ولم يتحسر يوماً على ضياع يافا، ولم يسأل أباه كباقي الأطفال: لماذا يا أبي يموت الفلسطيني باستمرار؟.كان ذهنه يعمل في الفعل والحلم البسيطين جداً جداً، على باب الرب كان يجلس باستمرار مع يديه، عاجزاً عن الإجابة عن أي سؤال، لا يشعر أنه مهدد ولا يستطيع أن يفعل أي شيء ولا أن ينتظر شيئاً.

لكن إياد كان فلسطينيا حقيقياً ومقدسياً أصيلاً مثل رائحة الله في القدس العتيقة، ولد في القدس وعاش أجداده فيها، وكان يذهب إلى المدرسة ويلعب مع يديه ويضحك كثيراً ويحب أثناء المشي تمرير يده على جدران البيوت، والمعابد ولم يعرف إياد أن هذا كان سبباً كافياً لأن يموت ببساطة.آه لو تركوا يديه فقط  تمشيان على الجدران! غابت يد إياد وبقيت الجدران. والجدران لا تغيب يا إياد. الجدران لا تغيب.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

عُقد نقص؟ ليس تماماً!

(ياسر الأشقر الطويل) النص الذي حلمت أن غسان كنفاني كتبه

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفلسطين بلاده وفلسطين بلاده



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:24 2023 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الممثل التلفزيوني جاك أكسلرود عن عمر ناهز 93 عاماً

GMT 17:28 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نشرات "لينكد إن" الإخبارية بين الترويج وتخطي الخوارزميات

GMT 10:51 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

انضمام هند جاد لـ "راديو9090" خلال شهر رمضان

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 07:24 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

غفران تعلن مشاركتها في "الاختيار 2" رمضان 2021

GMT 17:09 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المغنية الأميركية الشهيرة لولا دي عن عمر ناهز 95 عاماً

GMT 17:36 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

"مودل روز" تثير الجدل بإطلالة جريئة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon