مساء الورد مسرحية في حضرة أشباح الغربة
آخر تحديث GMT14:04:47
 لبنان اليوم -

"مساء الورد" مسرحية في حضرة أشباح الغربة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "مساء الورد" مسرحية في حضرة أشباح الغربة

دبي ـ وكالات

هل تتحول الغربة في داخلنا إلى أشباح، لكي نطير في الهواء دون قيود أو قوانين، أم أنها أسطورة الخوف من أجل تحقيق البقاء واستمرارية الشك والسؤال نحو النور والظلام ومفارقات الحياة والقدر. أسئلة كثيرة دون إجابات دون حلول أثارتها مسرحية "مساء الورد" لمسرح دبي الأهلي من اخراج وتأليف محمود أبو العباس، التي عرضت أول من أمس، على خشبة مسرح قصر الثقافة، وأسدلت في نهاياتها لمحة حيّة لانسيابية مشهد الوردة والندى المنسوج طوال ساعة من عرض المسرحية. الجدلية في العمل ليست حول معطيات النص القريب من العبثية القصصية، بل اللغة الرفيعة في صياغتها والمتوترة في تعبيراتها على الخشبة، والتي احتاجت إلى مراقبة تفاعلية للصوت الداخلي للممثل. الكل رأى من المسرحية شموعاً أشعلتها نبضات إخراجية حيّة، لنص مغرق في هواجس الفزع، والذي طرح منحى السلطة الأسرية والجوقة العشقية ومنظومة الاستبداد والقمع وإقصاء الآخر. الفضاءات المسرحية تقدم عادة أيديولوجيات فنية، وسياسة للغة البصرية تقحم المتابع في حالات من الأنس المخيف، وهذا ما صنعته بعض مشاهد العرض، الذي جُسد عبر أشكال الحوار في أكثر من موقع بين الشخصيات الحيّة على الخشبة، والشخصيات التي مثلت الظل وربما الشبح وربما الأرواح المعذبة وربما الحقيقية. شكل المكان بيت قديم تارة وسجن تارة أخرى بمحركات سينوغرافيا ديناميكية. في الحدث هناك أب يجره الخوف نحو الهروب ومعه أبنائه الثلاثة - ابنه الأكبر وابنتاه الكبرى والصغرى - من خطر يداهمهم في الخارج ومن صراع داخلي يكاد يقتل الأب خوفاً على نفسه وعلى أبنائه، ليأتي مفهوم الخوف باعتباره مصدراً لتسلط الأب، ويظهر ذلك جلياً في الصراع الخارجي بينه وبين ابنه. شخصيات الظل مثلت الأشباح أو الأرواح المغمورة بفاجعة موتها، استيقظت بدخول العائلة للبيت المهجور، لتوحي للمتلقي بأسئلة هل كانت تلك الأرواح نائمة فعلاً، أم أنها مدسوسة في الهواء، وتنتظر فرصة للبوح وتحرير نفسها من قبضة الريح العابرة، بعد أن تم قتلها أو تعذيبها أو تدنيس إنسانيتها دون محكومية عادلة. برزت جماليات العرض في هذا التلاقي بين العائلة ورجال خيال الظل. إلى جانب دور الابنة الصغرى مشكلة طوال وجودها على الخشبة شمعة أمل، فالكل خارج الخشبة يتتبع حراكها على المنصة، فقد تولت إشعال شموع ووضعها الخشبة بحجة أن معلمتها في المدرسة أكدت لها أن النور هو الممر إلى الحياة، وظلت تشعل تلك الشموع طوال العرض صانعة بانوراما التقاء ضوء الأمل بظلام الإحباط.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساء الورد مسرحية في حضرة أشباح الغربة مساء الورد مسرحية في حضرة أشباح الغربة



إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 11:49 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

حيل بسيطة للحصول على مظهر طويل وجذاب

GMT 13:37 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

تعرفي على طريقة عمل الكريب الحلو بالوصفة الأصلية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon