مسرحية الجذبة لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية
آخر تحديث GMT14:04:47
 لبنان اليوم -

مسرحية "الجذبة" لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مسرحية "الجذبة" لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية

الرباط - وكالات

رغبات إنسانية تعبث بها ظروف واقعية إلى حد القسوة أجاد أعضاء فرقة مسرح الحال أداء أدوارهم في مسرحية «الجذبة» التي قدم عرضها الجديد ليلة السبت بمسرح عبد الرحيم بوعبيد بالمحمدية. عبد الكبير الركاكنة في تجسيده لدورين متناقضين: دور دكتور في علم النفس، يقدم دروس التقوية لإحدى بنات نائب برلماني، ودور مهاجرة مغربية قادمة من ألمانيا تنتمي إلى عائلة البرلماني نفسه. هند ظافر في دور نوال بنت البرلماني والتي تعكس عقلية الجيل الجديد، المتمرد على التقاليد والأعراف. أحمد بورقاب في دور الطاهر برلماني وأب أسرة ضعيف الشخصية، وهاوي العزف على آلة العود. كنزة فريدو في دور زوزو الفخراني زوجة البرلماني، الفاعلة الجمعوية، المتسلطة، التي تضع الجانب المادي فوق كل اعتبار، والتي تصر على التنكر لماضيها لتجذير اتصالها بالمستوى المعيشي الراقي الذي بلغته، بعد اقترانها بزوج في منصب نائب برلماني. عزيز الخلوفي في دور الشاب المهاجر المرشح للزواج ببنت البرلماني. في هذه المسرحية التي وضع فكرتها وأخرجها عبد الكبير الركاكنة، وقام بتأليفها عبد الإله بنهدار، وأنجز سينوغرافيتها ممحد شريفي، يتجلى الصراع على أكثر من صعيد: صراع بين الزوج وزوجته في اختيار من هو الأجدر بالمصاهرة. صراع بين شابين وقعا في غرام فتاة بعينها، مما حدا بأحدهما إلى تقمص دور امرأة للحفاظ على خيط الاتصال بالفتاة بعد رفض والدتها له، وإبعاده من البيت، علما بأنه كان يقدم دروس التقوية للفتاة. ومن خلال مظاهر الصراع هاته، كانت تطفو على سطح مشاهد المسرحية، مواضيع وقضايا أخرى تتراوح بين الجد والهزل، مع ميل أكبر إلى الطابع الكوميدي في طرح هذه القضايا، التي لها ارتباط بالمعيش اليومي وحتى بمصير المواطن المغربي، ومن بين هذه القضايا، نستحضر على وجه الخصوص: إشكالية معاناة نساء ورجال التعليم، خصوصا بعد أن يتم تعيين الأزواج بعيدا عن زوجاتهم، تدني مستوى التعليم، عدم الثقة في التعليم الحكومي، أزمة الشغل، تأخر سن الزواج، تحقير اللغة العربية والتشكيك في قيمة وظيفتها، صعود أميين إلى البرلمان، شراء الأصوات الانتخابية، حيث يتم في هذا السياق ترديد القولة المأثورة: «اللي ما عندو فلوس كلامو مسوس»، غياب الضمير المهني لدى عدد كبير من البرلمانيين، حيث تقترن هذه المؤسسة بالنسبة إليهم بالرغبة في النوم، الأساتذة الذين يقدمون دروس التقوية لأبناء الأسر الميسورة، والذين يخونون الثقة التي وضعت فيهم، ويتحرشون ببنات هذه الأسر، كما هو الحال بالنسبة لميمون الذي لعب دوره عبد الكبير الركاكنة، ونوال التي جسدت دورها باقتدار الممثلة الصاعدة هند ظافر. التشكيك في جدوى المتعلمين والمثقفين، تغليب الثراء على العلم، التحول الذي طرأ على بعض المهن، كما هو الحال بالنسبة لعاملات البيوت، اللواتي أصبحن تحظين بحقوق اجتماعية، مثل أي موظف في أي قطاع آخر... ويتجلى من خلال عرض هذه المواضيع، بما فيها الموضوعان المركزيان المتمثلان في الصراع بين شابين حول الاقتران بفتاة بعينها، والأزمة الزوجية المطبوعة بتسلط الزوجة على الزوج وعجرفتها، وكذلك السلوك المنحرف لابنتهما، التركيز على المنحى الفكاهي، ولتحقيق هذا المنحى الصعب، لجأ المؤلف إلى طبع مجموعة من شخصيات المسرحية، بالتناقض، إلى حد العبث؛ فميمون الذي يجسد شخصية المثقف الحاصل على شهادة عليا، الدكتوراه في علم النفس، يبدو مثل طفل أبله، الأب البرلماني الذي من المفروض أن يتحلى بشخصية قوية وبسلوك متزن ووقور، حيث عادة ما يقترن البرلماني بصفة المحترم، يظهر على العكس من ذلك: ضعيف الشخصية، خنوع، غير متزن في سلوكه وتصرفاته. الزوجة التي تعاني من عقد نفسية، تجعلها تظهر بمظهر يبعث على الشفقة، إلى غير ذلك من المتناقضات التي تطفح بها هذه المسرحية، التي تدور وقائعها بالكامل في قاعة الضيوف بمنزل أسرة البرلماني، ويظهر من خلال هذا الجانب السينوغرافي، اجتهاد ملحوظ في تجسيد مختلف قطع أثاثه، مع توخي الدقة في بعض الجوانب، لمطابقة الواقع، مع ما يجسده ذلك من بذخ وثراء. بطاقة تقنية: مسرحية «الجدبة» من تأليف عبد الإله بنهدار؛ فكرة وإخراج عبد الكبير الركاكنة؛ تشخيص كنزة فريدو، أحمد بورقاب، هند ظافر، عزيز الخلوفي وعبد الكبير الركاكنة. السينوغرافيا لمحمد شريفي؛ الملابس لمريم الزايدي. الإدارة التقنية: حسن المختاري؛ إدارة الخشبة: خالد الركاكنة؛ المحافظة: خالد المغاري؛ موسيقى: عدنان السفياني؛ الإدارة والكتابة: فتيحة شابو؛ أنفوغرافيا: بهاء الرينكة؛ تصوير: منير امحيمدات؛ إدارة الإنتاج: عزيزة الركاكنة. الاتصال والعلاقات العامة: الحسين الشعبي.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرحية الجذبة لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية مسرحية الجذبة لفرقة الحال في عرض جديد في المحمدية



إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 19:00 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

سعر الذهب يصل لمستويات غير قياسية جديدة

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 04:58 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 05:47 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 22 أبريل / نيسان 2024

GMT 10:50 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

اكتمال المرحلة الأولى من مشروع "نيوم" لخفض الكربون

GMT 19:00 2022 السبت ,14 أيار / مايو

موضة خواتم الخطوبة لهذا الموسم

GMT 15:46 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

مكياج ربيعي لعيد الفطر 2022

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة

GMT 19:56 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تحذر من اتباع الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً

GMT 05:18 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

خواتم ذهب ناعمة للفتاة العشرينية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon