اللبنانيون يستغيثون ويُؤكّدون أنّ الجوع بات شبه دائم
آخر تحديث GMT00:32:27
 لبنان اليوم -

باتوا تحت خط الفقر بسبب الأزمة الاقتصادية

اللبنانيون يستغيثون ويُؤكّدون أنّ الجوع بات شبه دائم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - اللبنانيون يستغيثون ويُؤكّدون أنّ الجوع بات شبه دائم

الأزمة الاقتصادية في لبنان
بيروت-لبنان اليوم

مازالت الأزمة الاقتصادية في لبنان تتفاقم والمواطن الأكثر تأثراً بها، حيث يقول محمد الدبس (54 عاماً) الذي جاء إلى لبنان قبل 4 سنوات نازحاً من منطقة الحسكة في الشمال السوري، "توقفنا عن شراء اللحم والدجاج، لم نتذوق طعمه منذ أكثر من 15 يوماً"، ولا يختلف حال الدبس عن غالبية اللاجئين السوريين الذين فاقمت الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، أزماتهم المعيشية، حتى باتت نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر.

وفي حين تشير التقديرات إلى أن ما يقارب من 50 في المائة من اللبنانيين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، ولا سيما مع الأزمات الاقتصادية التي توالت على البلد هذا العام وتأثير وباء «كورونا»، تقول المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد إن «نسبة اللاجئين الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع ارتفعت في الأشهر الأخيرة إلى نسبة تتراوح بين 55 و80 في المائة». ويتقاضى الدبس من الأمم المتحدة شهرياً 600 ألف ليرة (400 دولار على سعر الصرف الرسمي، ونحو 80 دولاراً وفق سعر الصرف في السوق الموازي) يذهب نصفها لإيجار المنزل الذي يسكنه في البقاع (شرق لبنان) لأنه لم يحصل على خيمة تؤويه مع أطفاله السبعة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».
ومع ارتفاع أسعار السلع الغذائية في لبنان، أصبح المبلغ المتبقي لا يكفي لشراء الحاجات الغذائية، لذلك يعتمد الدبس على ابنه الأكبر أحمد (13 عاماً) الذي يعمل أجيراً في ورشة لصيانة السيارات ويتقاضى 50 ألف ليرة أسبوعياً.

وكان كل فرد من أفراد العائلات اللاجئة يحصل على 27 دولاراً أو ما يعادلها من الليرة اللبنانية شهرياً من الأمم المتحدة قبل الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان. لكن بعد ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، باتت المبالغ التي يحصل عليها اللاجئون قليلة، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى زيادة المساعدة المالية إلى 70 ألف ليرة (نحو 47 دولاراً وفق سعر الصرف الرسمي، و10 دولارات وفق سعر الصرف الموازي)، ويحصل هؤلاء على المساعدة في البطاقة التموينية التي يشترون بها من التعاونيات ومراكز بيع السلع الغذائية، بحسب ما يقول لاجئون سوريون يقيمون في لبنان.ودفعت أوضاع لبنان الاقتصادية عدداً من السوريين إلى المغادرة بطرق مشروعة أو غير مشروعة، فقد كان عدد المسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين 910 آلاف بداية العام الحالي، إلا أن العدد تناقص في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى 879 ألفاً. لكن، وبحسب ما تقول الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، «لا يمكن تأكيد أن دوافع جميع من غادروا لبنان هذا العام سببها الوضع الاجتماعي والاقتصادي».

وتقول أبو خالد لـ«الشرق الأوسط» إن المفوضية خلال تواصلها مع الأفراد الذين حاولوا الهروب من لبنان عن طريق البحر في الأسابيع الماضية «توصلت إلى نتيجة مفادها أن دوافع معظم هؤلاء كانت أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية ومعاناتهم المعيشية»، إضافة إلى مغادرة عدد قليل من العائلات بسبب تأثرها بانفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب) الماضي.
ويتحدث اللاجئون السوريون في لبنان عن صعوبة غير مسبوقة في تأمين أبسط حاجاتهم الأساسية، فطعام بعضهم أصبح خبزاً مبلولاً بالشاي، كما يقول تركي عبيد (43 عاماً) المقيم في أحد مخيمات الطيبة في رياق (شرق لبنان). ويضيف عبيد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى البرغل أكل الفقراء ارتفع سعر الكيلو منه إلى 7 آلاف ليرة بعدما كان لا يتجاوز الألفي ليرة».
وليس بعيداً من عبيد، يروي محمد تمام إبراهيم (52 عاماً) كيف اضطر إلى إيقاف الحليب عن ابنته فدوى (3 أعوام) بسبب عدم قدرته على دفع ثمنه، فهو يكسب مليون و200 ألف ليرة لبنانية شهرياً من عمله، ولكن هذا المبلغ فقد قيمته الشرائية لأن السلع (ما عدا المحروقات والأدوية والخبز) تسعر على أساس سعر صرف السوق السوداء.

لا يكفي هذا المبلغ لإطعام عائلة إبراهيم الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الجوع حالة شبه دائمة في عائلتنا. البطاقة الشهرية المحددة لنا من المفوضية لا تكفي ثمن مواد غذائية ولا نستطيع تأمين ليتر مازوت للتدفئة ونحن على أبواب الشتاء». وأضاف مازحاً: «حتى الفأر الذي يدخل خيمتنا لا يجد كسرة الخبز».يُشار إلى أنه مؤخراً وللتعويض الجزئي عن التضخم للاقتصاد اللبناني، ارتفعت المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي من 40 ألف ليرة للفرد شهرياً إلى 70 ألف ليرة. إلا أن هذه الزيادة لا تستطيع التعويض عن ارتفاع الأسعار، إذ كان صندوق النقد الدولي قدر تضخم أسعار المستهلكين هذا العام عند 85.5 في المائة، نتيجة تدهور العملة المحلية التي تراجع سعر صرفها الموازي بنسبة 70 في المائة‏ منذ نهاية 2019.ولمواكبة هذا التضخم، يقول أبو خالد إن المفوضية ستطلق قريباً برنامجها المخصص للمساعدة الشتوية لعام 2020. نظراً إلى الزيادة الكبيرة في عدد العائلات اللاجئة التي تعيش تحت خط الفقر المدقع والتي لم تعد قادرة على دفع تكاليف حاجاتها الأساسية للبقاء على قيد الحياة، شارحة أن برنامج المساعدات المالية النقدية المرتقب «يهدف إلى مساعدة الشريحة الأوسع من اللاجئين على تلبية حاجاتها الموسمية الأساسية مثل الوقود والمواد الأخرى».
قد يهمك ايضا

ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة يخفض سعر صرف الدولار

 

خبير اقتصادي ينصح اللبنانيين بعدم بيع الدولار

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللبنانيون يستغيثون ويُؤكّدون أنّ الجوع بات شبه دائم اللبنانيون يستغيثون ويُؤكّدون أنّ الجوع بات شبه دائم



GMT 21:55 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لبنان يقترب من ورقة «المليون» ليرة

GMT 14:36 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

تأكيد بأن الخفض السعودي يساعد في توازن سوق النفط

GMT 23:21 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

الاقتصاد الأميركي يفقد في ديسمبر 140 ألف وظيفة

GMT 13:50 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

مُودعون يسحبون أموالهم من مؤسسة تابعة لـ"حزب الله"

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 23:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 17:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

المدارس الألمانية تواجه معضلة في التعامل مع حرب غزة

GMT 15:02 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

موضة المجوهرات لموسم 2023-2024

GMT 12:53 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

برفوم دو مارلي تقدم نصائح قيمة لاختيار العطر المناسب

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 02:42 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير حلى "الشوكولاتة الداكنة" بالقهوة

GMT 21:41 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

تسريحات شعر قصير للعروس في 2022

GMT 08:14 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

ساعة أكسكاليبور بلاكلايت ساعة روجيه دوبوي الجديدة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon