مصرف لبنان وسياسة الدعم من أموال المودعين
آخر تحديث GMT12:13:04
 لبنان اليوم -

مصرف لبنان وسياسة الدعم من أموال المودعين

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مصرف لبنان وسياسة الدعم من أموال المودعين

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة
بيروت _ لبنان اليوم

في سبتمبر 2019، أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تعميما يقضي بدعم السلع الأساسية (القمح والمحروقات والأدوية) من خلال تأمين اعتمادات مستندية على سعر الصرف 1500 ليرة، بنسبة 85 في المئة. جاء هذا القرار بعدما بدأت أزمة شح الدولار في المصارف ولجوء التجار والمستوردين الى السوق الموازي أو سوق القطع لشراء العملة الصعبة، ما سبب يومها ارتفاع سعر صرف الدولار.في نظرة على هذه السياسة، قد يكون هذا الدعم نموذجا جديدا، إذ يمد الكارتيلات المسيطرة على السوق المحلي بالاستيراد، بما تبقى من اموال المودعين الموجودة في مصرف لبنان تحت مسمى موجودات مصرف لبنان القابلة للاستعمال.ولبنان الذي تميز بالفرادة في معالجة الامور، قرر فيه رياض سلامة ووزير الاقتصاد راؤول نعمة دعم سلة غذائية تضم 300 سلعة، منها مبيضات القهوة، وقهوة النيسبرسو، والكريم باري والكاجو.وهذا ما لا يشبه أي دعم مماثل طبق في الدول التي تعاني أزمات، والتي تعتمد هرما غذائيا بحاجة الإنسان للوحدات الحرارية، وعلى ضوئها تقرر ما هي المواد المدعومة.

 لم تقف القصة هنا، محروقات وأدوية ومستلزمات طبية فقدت من السوق المحلي، لنجدها على رفوف وصيدليات ومحطات المحروقات في دول عدة، لا سيما في سورية.في نوفمبر من العام الماضي أعلن حاكم مصرف لبنان أنه أنفق 5.7 مليارات دولار على هذا الدعميقول عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي، صادق علوية، إنه "لمزيد من الشفافية كان يجب أن ينشر اسم المستورد، نوع وكمية البضاعة، سعر المستهلك أو المزارع أو الصناعي، على الموقع الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء ووزارة الاقتصاد والتجارة".وهذا ما ورد في قرار وزير الاقتصاد رقم 87/1/أ ت حول تنظيم عملية دعم السلة الاستهلاكية الموسّعة وموادها الأولية الزراعية والصناعية، ولكن ما حصل، أن هؤلاء المستوردين أو التجار والصناعيين، لم يلتزموا لا بالأسعار التي التزموا بالبيع بها، وفق تعهداتهم الخطية ولا الكميّات التي دخلت إلى البلاد ولا أين ذهبت ولا الفواتير.والحكومة من جهتها لم تراقب أي شيء، حتى أننا نجد أن الحكومة دعمت استيراد حبيبات البلاستيك، على سبيل المثال، لدعم صناعة البلاستيك لتصنيع صحون وأدوات بلاستيك. فهل راقبت ما هي الكمية المطلوبة؟ أو البيع بالسعر المعروض؟ ويمكن القول إن من استفاد، هم عدد محدود من التجار والصناعيين.

وبالمقابل تم تغييب دور مصلحة حماية المستهلك بالكامل، وتم ترك المواطنين فريسة سهلة لكل تاجر، وتم تهريب سلع أخرى، بدون أية رقابة لا على المستودعات ولا على المستوعبات، في حين أنه ‏يحق للجهات المعنيّة بموجب القانون، "مصادرة" جميع المواد التموينية وكافة أنواع المحروقات، وبوجه عام جميع المواد المدعومة من الخزينة العامة، والتي يتم إخراجها من لبنان، بما فيها الآليات المستعملة لهذه الغاية. ويتابع علوية، "لم نر تطبيقا لهذه القوانين بل وجدنا صورا لسلعنا المدعومة على رفوف دول خارج لبنان. حتى وصلت إلى لندن وصورها المواطنون. أضف إلى أن مصرف لبنان حدد في تعاميمه، ضرورة التأكد من أن الاعتمادات المستندية للدعم مخصصة حصرا لتغطية استيراد السلع المشار إليها بهدف الاستهلاك المحلي".وأضاف "من ناحية ثانية، فإن عدد من الصناعيين والتجار وبعد أن دعمتهم الحكومة لدعم الصادرات ولجذب دولاراتهم إلى لبنان، صدّروا السلع ولم يحوّلوا قيمتها إلى لبنان، ما أدى إلى مزيد من ندرة المواد الغذائية وبالطبع الندرة ترفع الأسعار".

من جهة أخرى، قام وزير الصناعة بتعديل قرار آلية وشروط الاستفادة من أحكام دعم عمليات تمويل استيراد المواد الأولية الصناعية ليصبح الحد الأقصى للاستفادة 500 ألف دولار بدلا من 300 ألف وألغى بوليصة الشحن كمستند إلزامي وكذلك بالنسبة المواشي إذ لم تقم الوزارة بالتدقيق بلوائحها وتركت التجار بها يتحكمون بالناس.ويعتبر علوية أن المشكلة ليست بالدعم وترشيده أو رفعه، كذلك ليست مشاكل مالية دوما، فمعظمها يكون سياسيا وإداريا في آن واحد، يمكن حلها بالحوكمة الرشيدة والشفافية لا بالمال والارقام وحدها. ويقترح تشكيل حكومة تدرس، أو أن تقرر حكومة تصريف الأعمال، ترشيد الانفاق الكلي للاقتصاد، وأن تستورد الدولة مباشرة للنفط، ويمكنها هنا أن توفر 400 مليون دولار، كذلك تستورد القمح والأدوية، وأن تستشير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يضم كل مكونات المجتمع من هيئات اقتصادية ونقابات عمالية، وأن تطبق قانون حماية المستهلك للجم كل عمليات التلاعب والتهريب.

كل هذه الأمور، من شأنها ان تخفف التأثير المباشر لتغيّر سعر الصرف اليومي على الأسعار بحيث لا يتحمّل المواطن تبعات هذا التغيّر، إلا بعد نفاد البضائع الموجودة حاليا في المستودعات، والتي يعمد أصحابها من تجار وصناعيين إلى رفع أسعارها كل ساعة لتأمين رساميل جديدة من جيوب المواطنين.من جهته، يعتبر الخبير الاقتصادي منير يونس، أن سياسة الدعم، خففت عن كاهل المستهلك كلفة لا بأس بها، مثل سعر صفيحة البنزين التي بقيت نسبياً بأسعار ما قبل الانهيار الاقتصادي، ولولا الدعم لكان سعر الصفيحة 4 إلى 5 أضعاف الأسعار الحالية، لكن بفضل دعم الوقود والمازوت بقيت تعرفة كهرباء لبنان مدعومة. وبالدعم استقرت نسبياً أسعار الدواء، فضلاً عن الخبز واللحوم وعدد من السلع الغذائية الأساسية.بالمقابل، يقول يونس لسكاي نيوز عربية، إن الدعم شابه الكثير من الشوائب، أبرزها تهريب السلع المدعومة إلى سوريا وعدد من الدول الأخرى ليحقق المهربون أرباحاً غير مشروعة على حساب المستهلك اللبناني. ونزفاً من احتياطي العملات الأجنبية في مصرف لبنان.ويضيف أن من الشوائب أيضا لجوء تجار إلى الغش واللعب بالسلع المدعومة، لإعادة طرحها بالأسعار السوقية الجارية. كما اختفت سلع من الأسواق بفعل التخزين سواء من المستهلكين الخائفين أو التجار الجشعين.

وأشار إلى أنه يمكن إضافة مسألة في غاية الخطورة هي أن السلطات المعنية حابت تجاراً وصناعيين معينين، ووضعتهم في قائمة مصغرة دون غيرهم ليستطيعوا الحصول على دولارات بالسعر الرسمي، وحقق هؤلاء ارباحاً ضخمة، بفعل تواطؤ واحتكارات مشبوهة.وبين الشوائب ايضاً أن الدولارات الخارجة من مصرف لبنان، هي في حقيقة الأمر للمودعين الذين منعوا من سحب مدخراتهم بالعملة الأميركية، وأجبروا على سحبها بشكل مقنن بالليرة على سعر 3900 ليرة للدولار، أي بخسارة كبيرة جداً، وللمثال، يبلغ سعر الدولار في السوق السوداء اليوم نحو 11 ألف ليرة، ما يعني أن المودع بالدولار يخسر ما نسبته 70 إلى 80 في المئة من أصل ادخاره.ومن شوائب الدعم أيضا "إفادة الاغنياء أكثر من الفقراء. فمن يملك عدة سيارات فخمة، يستفيد من بنزين مدعوم، أكثر من الفقير الذي لا يملك أكثر من سيارة واحدة، كذلك الأمر بالنسبة لاستهلاك الكهرباء المدعوم بين من يملك قصرا" ومن يملك شقة صغيرة.والخطر الأكبر هو المساس بالاحتياطي الإلزامي في مصرف لبنان للاستمرار في الدعم من دون خطة بديلة، وسيأتي يوم ليس ببعيد يجد فيه لبنان نفسه من دون عملة صعبة للاستيراد ويخسر المودعون ما تبقى من فتات لهم في المصارف.

وبحسب يونس، هناك العديد من البدائل، منها طرح البطاقة التمويلية أو البطاقة التموينية التي توزع على أكبر عدد ممكن من الأسر والأفراد لا سيما أصحاب الرواتب والمداخيل بالليرة الذين فقدوا 80 إلى 90 في المئة من قدرتهم الشرائية مع انهيار سعر العملة الوطنية.لكن من غير المعروف من أين سيأتي تمويل هذه البطاقات، فإذا كان التمويل محليا، فهذا يفرض طبع المزيد من الليرات، وبالتالي ارتفاع التضخم أكثر فتفقد البطاقات قيمتها الشرائية.وهناك الآن قرض من البنك الدولي بقيمة 246 مليون دولار مخصص لدعم الأكثر فقرا، لكنه لا يكفي إلا لنحو 150 ألف أسرة بينما الفقر يشمل الأن أكثر من 700 ألف أسرة، وذلك القرض يغطي سنة واحدة فقط، فماذا بعد ذلك؟ماذا بعد؟ سيتجه لبنان إلى مزيد من الفقر، وهو الدافع إلى الاحتجاجات شبه اليومية مع تداعيات أمنية وانفجار اجتماعي، ويبقى الحل في تشكيل حكومة بسرعة وإعداد خطة اقتصادية ومالية تقنع المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي ليتسنى للبنان الحصول على قروض ومساعدات إنقاذية قبل فوات الأوان، أي قبل حدوث انفجار كبير.

قد يهمك ايضا

تسريبة العقوبات الاميركية على سلامة توقيت مشبوه وتصفية حسابات

الحملة ضد حاكم مصرف لبنان تبدأ بعد فشل مخطط وضع اليد على المصارف

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصرف لبنان وسياسة الدعم من أموال المودعين مصرف لبنان وسياسة الدعم من أموال المودعين



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 16:11 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الاثنين 10 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى

GMT 09:34 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

بريطانيا تُحقق في اغتصاب جماعي لفتاة بعالم ميتافيرس

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 20:21 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 3 مايو/ أيار 2023

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon