الضباب يجعل من نيودلهيمستعمرة الفحم الإمبريالية للغرب
آخر تحديث GMT07:06:58
 لبنان اليوم -

صرّح جون كيري بأن الهند تمثل "تحديًا" كبيرًا للمناخ

الضباب يجعل من نيودلهي"مستعمرة الفحم الإمبريالية" للغرب

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الضباب يجعل من نيودلهي"مستعمرة الفحم الإمبريالية" للغرب

الضباب يجعل من نيودلهي"مستعمرة الفحم الإمبريالية" للغرب
باريس ـ مارينا منصف

تخبر اللوحة الإلكترونية للسيارة بأن جودة الهواء تهاوت من "السيئة للغاية" إلى "الخطيرة" في ساعة الذروة في أكثر مدن العالم تلوثًا، وعبر الرؤية الصعبة من خلال بطانية الضباب الدخاني الكثيفة، ولو كان ذلك في بكين لأعلنت حالة الطوارئ، بإغلاق المدارس لمدة يوم وتوقيف الإنتاج في المصانع، ولكن هنا في دلهي، حيث ترى الوجوه بالكاد خلف أقنعة ضد التلوث، ويبدو أنه لا أحد يلاحظ ذلك.

وأشار وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى البلد في الأسبوع الماضي على أنها تمثل "تحديًا" للمناخ، فتغيرت المحادثات في باريس، ولم تكن الصين هي ما يشير إليه، ولكنها كانت الهند.

الضباب يجعل من نيودلهيمستعمرة الفحم الإمبريالية للغرب

يزحف الكربون ليسد شوارع العاصمة الهندية، على رأس حركة المرور ويأتي هذا التحدي بشكل هائل من 1.5 مليار طن من الفحم الذي تهدف الدولة إلى التخلص منه سنويًا بحلول عام 2020، وهو يضاعف إنتاجها الحالي. وهناك شيئ واحد يمكن أن توافق عليه الدول الغربية، وهو أن الفحم القذر والملوث للبيئة يجب التخلص منهما تدريجيًا،  ولسوء الحظ، ليس هذا ما تود الهند عمله، بالرغم من كونها ثالث أكبر دولة ملوثة في العالم. وفي ظل النمو السكاني السريع والاقتصاد المزدهر والهش في نفس الوقت، ومشكلة النقص المستمر في الطاقة الكهربائية، و لا يزال الكثير من السكان يعيشون في فقر مدقع، قالت الهند إنه لا يمكنها أن تقرر بين استخدام الطاقة المتجددة وغير المتجددة ببساطة، فهي تحتاج إلى الاثنين معًا، وهناك اندفاعة فائقة في البلاد نحو استخدام الفحم، حيث يتم افتتاح منجم فحم كل شهر حسب المعدلات المتوسطة. وكنتيجة لذلك، فمن المتوقع أن ترتفع معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المهند من 1.7 مليار طن في 2010 إلى 5.3 مليار طن في 2030، وهو بمعدل السدس من ثاني أكسيد الكربون في العالم كله للسنة الأخيرة، وبالرغم من ذلك فمن المحتمل ألا يتوافق ذلك مع نهم احتياجات الطاقة في الهند.   

الضباب يجعل من نيودلهيمستعمرة الفحم الإمبريالية للغرب
وأعلنت الهند عن مجهوداتها لتدعيم الطاقة المتجددة أيضًا، كما يطلق ناريندرا مودي رئيس وزراء الدولة "التحالف الشمسي" في باريس، والذي يضم 122 دولة من أغنى الدول المستخدمة للطاقة الشمسية، بهدف اجتذاب 100 مليار دولار للاستثمارات العالمية في التكنولوجيا كل عام، كما تحدث عن الاحتياجات لأساليب وطرق جديدة ونظيفة لتوليد الفحم. وفي كلا الحالتين يهدف السيد مودي لتذكير الغرب بوعوده بمساعدة الصناعات النظيفة الناشئة في الدول النامية، وهي الوعود التي قال عنها إنها بينت تقصيرًا في الوفاء بوعودهم.    

وتم استقبال تعليق كيري حول "التحدي" بالغضب في نيودلهي، فالمسؤولون هنا يسارعون في توضيح أنهم مازالوا يحرقون فحمصا أقل من الولايات المتحدة أو الصين، وبجانب ذلك فقد استفاد الغرب من احتراق الكربون على مدار عقود.

وقال وزير البيئة الهندي باركاش جافاديكار: " إن تعليق كيري لا مبرر له وغير عادل، فتوجه بعض الدول المتقدمة هو التحدي لمؤتمر باريس، ولم تعتاد الهند على الاستماع للضغوط من أي شخص".

وكتب المستشار الاقتصادي الأول لحكومة الهند أرفيند سوبرامنيان، يقول: "هذه الصفعات من إمبريالية الكربون، وهذه الإمبرالية من قبل الدول المتقدمة قد تسبب الكوارث للهند والدول النامية الأخرى", وبالطبع فإنه ليس الغرب وحده القلق من ذروة الفحم في الهند، فهناك أيضًا ضغوط من مجموعة من الدول النامية تعرف باسم (أمم V20) وهي دول صغيرة وجزر صغيرة.

 الضباب يجعل من نيودلهيمستعمرة الفحم الإمبريالية للغرب

وحتى بكين التي كانت تعتمد عليها الهند في الماضي باعتبارها بطل التصنيع السريع بأي ثمن، بدأت في الابتعاد عن الفحم، حيث اتجهت محاور الاقتصاد بها من التصنيع إلى الخدمات. وقد كان للطبقة المتوسطة المتعاظمة في الصين بعض النجاحات في الضغط على الحكومة من أجل هواء نظيف، وكان هدفها الواضح هو تقليل استخدام الفحم وزيادة استخدام الطاقة المتجددة خلال 15 سنة المقبلة.

 وبالعودة إلى نيودلهي ـ عاصمة الدولة التي يوجد فيها شخص محروم من خدمات الكهرباء الأساسية من بين كل أربعة أشخاص ـ والتي يستمر فيها الفحم ليكون الحل الأرخص، وفي أحسن الأحوال يبدو أن مستقبلَا نظيفًا مازال أمرًا غامضًا هناك.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضباب يجعل من نيودلهيمستعمرة الفحم الإمبريالية للغرب الضباب يجعل من نيودلهيمستعمرة الفحم الإمبريالية للغرب



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 13:42 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 22:08 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

حملة ميو ميو لصيف 2021 تصوّر المرأة من جوانبها المختلفة

GMT 15:01 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 يضرب منطقة شينجيانج الصينية

GMT 12:38 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزيرة الإماراتي يجدد عقد خليفة الحمادي 5 مواسم

GMT 18:03 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

تصاميم ساعات بميناء من عرق اللؤلؤ الأسود لجميع المناسبات

GMT 14:06 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

إتيكيت عرض الزواج

GMT 19:33 2022 السبت ,07 أيار / مايو

البنطلون الأبيض لإطلالة مريحة وأنيقة

GMT 11:29 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف

GMT 10:06 2022 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار الأحذية النود المناسبة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon