الدولة اللبنانية تدفع بالأساتذة المتعاقدين إلى التسوّل
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

الدولة اللبنانية تدفع بالأساتذة المتعاقدين إلى "التسوّل"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الدولة اللبنانية تدفع بالأساتذة المتعاقدين إلى "التسوّل"

مدارس إبتدائية
بيروت ـ لبنان اليوم

لا خلاف على أنّ الأساتذة والمعلّمين المتعاقدين في التعليم الرّسمي هم الفئات الأكثر تضرّراً من الأزمة. كثيرون من هؤلاء لم يتردّدوا في البحث عن «مهن» ثانية، ولو بدوام جزئي، بعدما وُضعوا أمام خيارات معيشيّة صعبة، فعملوا كسائقي أجرة و«لحّامين» وعمالٍ زراعيّين... والغاية واحدة: توفير دخل شهري متواضع للعيش بكرامة. وكان آخر حلقات الظّلم الذي يتعرّض له هؤلاء قرارات مجلس الوزراء الأخيرة التي اكتفت برفع أجرة ساعة الأستاذ المتقاعد إلى أقلّ من دولارين (40 ألف ليرة)، واستمرار حرمان المتعاقدين من بدل النقل ومن منحة اجتماعية على غرار زملائهم في الملاك.
واقع حوّل الأساتذة إلى مشاريع «متسوّلين» لدى الدول المانحة وجمعيات «يترزّق» بعضها من «الإحسان» إليهم. المقطع الصوتي الذي تمّ تداوله أخيراً عن نيّة جمعية «حلوة يا بلدي»، في البقاع، تقديم مساعدة غذائية بقيمة مليون ليرة للأستاذ المتعاقد ليس الأول في هذا المجال. «ما يحدث في السرّ في مناطق مختلفة أكثر من ذلك بكثير»، بحسب مديري بعض المدارس، إذ «بات شائعاً منذ بداية الأزمة أن يتلقّى مديرو المدارس والثانويات الرسمية اتصالات من جمعيّات محليّة (منها، مثلاً، جمعية «رانس» في جب جنين في البقاع الغربي)، تطلب تزويدها بأرقام أساتذة لتقديم مساعدات مادية أو عينيّة إليهم». علماً أنّ ذلك يجري في غياب أيّ دور لوزارة التربية، أي أنّ تسليم الـ«داتا» لا يتم عبر المناطق التربوية أو في المدرسة أو الثانوية. مصادر المديرين تؤكّد أنّ الـ«داتا» لا تتضمّن سوى أرقام الهواتف، مشيرةً إلى أنّ «الحاجة الشديدة تُجبر كثيراً من الأساتذة على القبول وإن بغصّة».
مواقف المتعاقدين تفاوتت بين رفض «الشحادة المذلّة»، بحسب الأستاذة المتعاقدة في التعليم الثانوي الرسمي منتهى فواز، خصوصاً أن الأساتذة «ينتظرون من دولتهم حقوقاً وليس صدقات لفكّ أزمتهم»، وبين من يستغرب التضخيم الإعلامي و«التعاطي مع الأستاذ ككائن فضائي، وتجاهل أنه يحتاج إلى مساعدة مثل غالبية الشعب اللبناني»، وفق المدرّسة المتعاقدة في مدرسة في جب جنين، نسرين القاروط، مشيرة إلى أنّ «المتعاقد يعيش تحت الأرض ولا بأس بمساعدة تسنده. لماذا نقبل بمساعدة العسكري ولا نقبل بمساعدة المعلّم؟».
الباحث في قضايا الفقر والتنمية، أديب نعمه، عزا تمدّد الجمعيات وتوسّع دورها وانتعاش مشاريعها الخاصة إلى غياب نظام متكامل للحماية الاجتماعية واضمحلال الدولة وتفكّكها.
لا يغفل نعمه «أهمية الجانب الأخلاقي بتحويل كل المجتمع اللبناني، وليس الأساتذة فقط إلى متسوّلين». ويؤكّد أنه «ليس خطأً أن تقدم الجمعيات مساعدات، انطلاقاً من مفاهيم المسؤولية الاجتماعية، وإن كان يجب أن يكون عملاً تكميلياً فحسب. لكن قصور الدولة ومشكلة الثقة مع المجتمع الدولي حوّل المساعدات إلى هذه الجمعيات والمنظمات، إذ تدخل البلد مئات ملايين الدولارات وتوزّع بهذه الطريقة، وإلّا ما الذي يفسّر التكيّف مع الأزمة، إذا كانت نسبة من يحتاجون إلى مساعدة فورية تلامس 80 في المئة؟». وأشار إلى أنه «إضافة إلى الهدر والإزدواجية والفساد والسّرقة، هناك قسم حقيقي من أموال الجمعيات يذهب إلى الناس». الخروج من المأزق يكون، كما قال نعمه، بـ«حلّ راديكالي يتمثّل بكابيتال كونترول حقيقي ويتضمّن ترشيداً للإنفاق، بدلاً من توزيع المنح والمساعدات الاجتماعية بالمفرّق».

قد يهمك ايضا:

متفرغو اللبنانية إضراب تحذيري ووقفة غضب عارم الخميس

الحريري تناشد الأساتذة المتعاقدين العودة إلى التدريس

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة اللبنانية تدفع بالأساتذة المتعاقدين إلى التسوّل الدولة اللبنانية تدفع بالأساتذة المتعاقدين إلى التسوّل



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 13:47 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 22:16 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك

GMT 08:55 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 17:32 2023 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الفنان طارق عبد العزيز بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة

GMT 17:32 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

خريجو الجامعات اليونانية يلتقون فلاسيس بدعوة من فونتولاكي

GMT 23:31 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 11:15 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع لتطوير قدراتك العملية

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon