مكتبات بريطانيا تستقبل القراء باستعدادات خاصة بعد عزلة كورونا
آخر تحديث GMT12:13:04
 لبنان اليوم -

مع وجود بعض القيود الطفيفة للحد من انتشار الفيروس التاجي

مكتبات بريطانيا تستقبل القراء باستعدادات خاصة بعد "عزلة كورونا"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مكتبات بريطانيا تستقبل القراء باستعدادات خاصة بعد "عزلة كورونا"

مكتبات بريطانيا تستقبل القراء
لندن - لبنان اليوم

وقفت كاثي سلاتر، صاحبة مكتبة «داليتش» في لندن، أمام مكتبتها منذ الساعة العاشرة من صباح الاثنين الماضي للترحيب بأول عملاء المكتبة الذين يفدون إليها للمرة الأولى منذ شهور، حيث كانت السلطات في المملكة المتحدة قد أذنت للمكاتب بإعادة فتح أبوابها لاستقبال العملاء اعتباراً من يوم 15 يونيو (حزيران) وللمرة الأولى منذ قرار الإغلاق العام في البلاد في مارس (آذار) من العام الجاري. وقالت السيدة سلاتر إنها تشعر بسعادة غامرة بالعودة إلى عملها، والاستعدادات الخاصة لذلك التي اشتملت على مزهرية كبيرة مستقرة على طاولة في مدخل المكتبة، فضلاً عن زجاجة كبيرة من مطهرات الأيدي على نفس الطاولة في استقبال العملاء.

ولم يكن العميل الأول هو ما كانت تصبو إليه السيدة سلاتر. فبعد نحو 20 دقيقة من افتتاح المكتبة، أطل رجل من باب المكتبة الأمامي صائحاً لمن بالداخل: «هل تبيعون قصاصات الملاحظات اللاصقة؟».لكن، ونحو الساعة العاشرة والنصف من صباح ذلك اليوم، وصلت السيدة هيلين بوم، وتوجهت مباشرةً إلى قسم كتب الأطفال، وسألت: «هل من الآمن لمس الكتب؟»، وبعد أن أوضحوا لها الأمر، تناولت كتاباً عن الأساطير اليونانية لطفلها.وفي غضون دقائق، دلفت السيدة أوليفيا هولمز من باب المكتبة وعلى وجهها الكمامة الواقية. وكانت تبحث عن رواية «المفتدون» من تأليف تيم بيرز، وهي الجزء الأخير من ثلاثية روائية تجري أحداثها في وقت الحرب العالمية الأولى. ثم دخل عميل ثالث إلى المكتبة. ثم ظهر عميل آخر وقف عند الباب حيث اللافتة الواضحة التي تقول: «مسموح بوجود ثلاثة أشخاص كحد أقصى في الداخل».

كان جو المكتبة نابضاً بالحياة في الداخل، مع بعض القيود الطفيفة. ذلك المناخ الذي ترددت أصداؤه أيضاً لدى خمسة متاجر لبيع الكتب في العاصمة البريطانية في ذلك اليوم.وفي صباح الاثنين، جلس باتريك كيلي، صاحب متجر «بوكمونغرز أوف بريكستون» للكتب المستعملة، وراء شاشة بلاستيكية شفافة يطالع أرفف متجره المثقلة بمختلف أنواع الكتب. وكانت تساوره المخاوف بشأن المستقبل، نظراً لانتشار أبناء الطبقة الراقية بين ربوع الحي الذي يعمل فيه، وأصبح يعتمد اعتماداً شبه كلي على وفود السياح وزوار الرحلات اليومية الذين يمرون على متجره بين الحين والآخر. وقال عن ذلك: «يمكننا معاودة العمل اليوم، ولكن متى سوف نرى السياح مرة أخرى؟ لا يمكن لأحد التنبؤ بذلك الآن».

لكن سرعان ما بدأت حفنة من العملاء في الاقتراب من المتجر والشراء. حيث اشترى باولو سوسا (40 عاماً) كتاباً عن الطب، على الرغم من أنه قال إنه لا يريده لقراءته وإنما لاقتطاع جزء من الكتاب الضخم في الداخل وإخفاء هدية لشقيقه فيها.وفي خلفية المتجر، كان ماثيو نسوبوغا (28 عاماً) ينظر باهتمام بالغ إلى رف من كتب الخيال العلمي يحمل لافتة تقول: «أمهات كتب الخيال العلمي»، وقال إنه كان ينتظر إعادة افتتاح المتجر ببالغ الصبر لأنه يعلم أنهم يملكون الكثير من هذه المجموعات الشيقة.وأضاف السيد ماثيو نسوبوغا أنه كان يواظب على قراءة كتب وروايات الخيال العلمي طوال فترة الإغلاق العام، ومن بينها رواية «الكثيب» من تأليف فرانك هربرت، وأن هواية قراءة الكتب هي التي ساعدته على الصمود خلال الفترة العصيبة الماضية.

وابتسم السيد كيلي – صاحب المتجر، وقال: «لقد كان ذلك رائعاً للغاية بحق»، في إشارة إلى مفاجأته بالمبيعات السريعة، وأضاف: «يبدو أن الحزن والكآبة سوف يزولان قريباً».وفي شهر مايو (أيار) الماضي، أعلنت سلسلة مكتبات «واترستونز»، وهي أكبر سلسلة لبيع الكتب في بريطانيا وتضم أكثر من 280 فرعاً في طول البلاد وعرضها، عن اتخاذ إجراءات أمان جديدة لإعادة افتتاح الفروع. ومنها أن أي كتاب يمسك به العميل ولا يشتريه على الفور لا بد من حجزه خارج الرفوف لمدة 72 ساعة للإقلال من مخاطر انتقال العدوى.ومع منتصف يوم الاثنين الماضي، كان الموظفون في فرع مكتبة «واترستونز» الكبير في هاي ستريت كنسنغتون يعملون على تطبيق سياسة الأمان الجديدة، وذلك بعد أن رفعوا 30 كتاباً في العربة الصغيرة على أن يجري عزلها تماماً للفترة المقررة المذكورة آنفاً.

وكان العديد من موظفي المكتبة يرتدون الدروع البلاستيكية الواقية للوجه، لكن لم يكن أي من العملاء الموجودين في المكتبة يرتدي الكمامات الواقية في الداخل.وقال جيريمي سميث (54 عاماً) وهو مسؤول في إحدى المؤسسات الخيرية وكانت ممسكاً بدفتر يحتوي على أسماء عشرات الكتب التي يريد شراءها من المكتبة: «كنت أفتقد مكتبات بيع الكتب أكثر من أي شيء آخر»، ولقد تمكن من العثور على أحد الكتب التي يريدها وكان بعنوان: «دومينيكانا» من تأليف إنجي كروز، وهي رواية تدور حول طفلة تبلغ 11 عاماً من عمرها وأُجبرت على الزواج المبكر.

ورداً على سؤال عن الكتاب الذي ينصح الناس بقراءته احتفالاً بالخروج من حالة الإغلاق والحظر العام، قال السيد جيريمي سميث مجيباً: «أنصح الناس فقط بمواصلة القراءة وعدم التوقف عنها أبداً».كانت مكتبة «دانت» في منطقة «ماريلبون» وسط العاصمة لندن تعد وجهة شراء الكتب للمسافرين، حيث يجري ترتيب العديد من رفوف المكتبة وفق مختلف البلدان المختلفة حتى يتسنى لرواد المكتبة العثور على الكتب حول الأماكن المختلفة التي يعتزمون زيارتها. وقال جيمس ثورنينغتون، وهو موظف لبيع الكتب هناك، إنه يأمل أن يواصل الناس الاهتمام بشراء الكتب حتى وإن لم يتمكنوا من السفر إلى الخارج في الآونة الراهنة – وربما لإشباع حلم يتوقون إلى تحقيقه في وقت قريب.

وكانت هذا هو أسلوبه الخاص المتبع خلال فترة الإغلاق السابقة كما قال. فلقد أعاد قراءة كتاب «عائلتي وحيوانات أخرى» من تأليف غيرالد دوريل، وهو يدور حول كاتب بريطاني يسرد قصة طفولته البائسة على إحدى الجزر اليونانية، وقال السيد جيمس ثورنينغتون: «جعلتني هذه الرواية أشعر بأنني أرغب في الرحيل عن البلاد على الفور».بدا أن القليل من عملاء مكتبة «دانت» يهتمون بشراء كتب السفريات يوم الاثنين الماضي، على الرغم من أن بعض خيارات الكتب عكست رغبات ملحة في الهروب. فلقد ابتاعت السيدة سال آن ستاين (57 عاماً) كتاباً بعنوان «السنوات البراقة» وهي سيرة ذاتية من تأليف نيكولاس كولريدج رجل الأعمال البريطاني المعروف، وقالت السيدة ستاين عن ذلك: «إنها على النقيض تماماً مما يحدث في بلادنا في الوقت الراهن».

حاول متجر «وورد أون ذا ووتر» وهو عبارة عن مكتبة لبيع الكتب على متن قارب يرسو على ضفاف قناة صغيرة بالقرب من محطة «كينغز كروس» للسكك الحديدية، تجربة الافتتاح المبكر في الأول من يونيو الجاري، وذلك عن طريق إغلاق أبواب المكتبة وتداول الكتب من الرفوف المتسقة على الجزء الخارجي من القارب، ولقد تمكن ذلك المتجر المبتكر من اتخاذ تصنيف التسوق الأدبي في الهواء الطلق، وهو نوع من أنواع الأعمال التجارية التي جرى افتتاحها فور التخفيف من قيود الإغلاق في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال جيمس بنتلي (56 عاماً)، وهو بائع الكتب في المكتبة العائمة، إن المبيعات التي حققتها المكتبة في الأول من يونيو كانت استثنائية بكل المقاييس، حيث انطلق العديد من العملاء المعتادين إلى المكتبة للتسوق والشراء. ولكن الآن يعتمد الأمر برمّته على المارة بصورة يومية.وبعد ظهيرة يوم الاثنين، توقف العديد من الناس لشراء الكتب من المكتبة العائمة، وكانت الروايات تحتل السواد الأعظم من المشتريات، بما في ذلك رواية الكتاب البرتغالي خوسيه ساراماغو الحائز على جائزة نوبل في الآداب.

وقالت لورين غيبس (34 عاماً) إنها كانت تركب دراجتها وتمر بالمكتبة عندما توقفت وقررت تصوير مقطع للفيديو باستخدام هاتفها الذكي لتسجيل أغنية تبثها المكتبة للمطربة الفرنسية الكلاسيكية الرائعة إديث بياف. ثم قررت السيدة غيبس أنها تود لو اشترت شيئاً فعلاً من المكتبة. ثم التقطت كتاباً بعنوان «قصائد موسيقى الجاز»، وهي مختارات شعرية من أعمال كل من لانغستون هيوز وغويندولين بروكس.وقفت السيدة جو هايغيت، مديرة مكتبة «بايجيس أوف هاكني» خلف الطاولة، تنظر إلى المتجر الخالي من العملاء وقالت إنها قررت مواصلة إغلاق المكتبة في وجه العملاء حتى الآن. ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى أن متجرها صغير للغاية، ولن تتمكن من الامتثال لقواعد التباعد الاجتماعي في بريطانيا والتي تفرض مسافة للتباعد بمقدار 6 أقدام بين كل شخصين على الأقل، وهو ما يتعذر عليها تنفيذه، حيث لن تتمكن من استقبال سوى عميل واحد فقط في كل مرة.

بيد أن السبب الآخر يتمثل في أن متجرها الصغير قد حقق نجاحاً معتبراً، بطريقة أو بأخرى، خلال فترة الإغلاق السابقة. ففي بداية الأمر، شعر الموظفون لديها بالذعر من وباء «كورونا المستجد»، وظنوا أنهم لن يتمكنوا من بيع أي شيء على الإطلاق. لكن وفي غضون شهر تقريباً، بدأت مكتبة «بايجيس أوف هاكني» إطلاق موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت – وهو الأمر الذي قالت السيدة جو هايغيت إنه كان يجدر بالشركة التفكير فيه منذ سنوات. ولقد نسبت النجاح المحقق لديها إلى قاعدة العملاء المحليين الموالين لمتجرها، فضلاً عن مدى اهتمام الأشخاص بالقراءة في الموضوعات ذات الصلة بقضايا العرق في الآونة الراهنة، وهي التيمة التي كانت مثار تأييد وتشجيع لدى المكتبة منذ فترة طويلة. وكان كتاب «قصتي مع عنصرية العرق الأبيض» من تأليف ليلى سعد من أكثر الكتب مبيعاً لدى المتجر، وكذلك كتاب «القائمة السوداء» من تأليف جيفري بواكي، كما قالت السيدة جو هايغيت صاحبة المتجر.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

رسائل مؤثرة من القراء إلى المحاربين القدامى في الحرب العالمية

طرح النسخة الأولى من ألبوم "عرب زايد" "ديجيتال" في الدول العربية

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكتبات بريطانيا تستقبل القراء باستعدادات خاصة بعد عزلة كورونا مكتبات بريطانيا تستقبل القراء باستعدادات خاصة بعد عزلة كورونا



GMT 21:33 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

نابولي تستعيد لوحة "سالفاتور موندي" المسروقة

GMT 00:39 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تيزي وزو تؤكد أن صوت الغناء لم يصدر من المسجد

GMT 04:27 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

رحلة فريدة من نوعها لعشاق الخط العربي في متحف الشارقة

GMT 04:52 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

سعودي يُرمم ويلون الصور التاريخية بطريقة مذهلة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 15:46 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

وفاة الممثل السوري غسان مكانسي عن عمر ناهز 74 عاماً

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 09:07 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

صفقة نفطية لشركات أجنبية تُفجر خلافاً واسعاً في ليبيا

GMT 10:20 2023 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

الجينز واسع والألوان الجريئة أبرز صيحات الموضة لعام 2024

GMT 19:00 2023 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

لصوص يقتحمون منزل الفنان كيانو ريفز بغرض السرقة

GMT 19:50 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة السيدة الأميركية الأولى السابقة روزالين كارتر

GMT 00:54 2023 الخميس ,27 إبريل / نيسان

أفضل الإكسسوارات والمجوهرات لهذا الموسم

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:38 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

150 شركة تبدأ إضرابًا في إسرائيل أبرزها "ماكدونالدز"

GMT 18:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى حمدي يضيف كوتة جديدة لمصر في الرماية في أولمبياد طوكيو

GMT 19:00 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

سعر الذهب يصل لمستويات غير قياسية جديدة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon