آخر سيدة يهودية تغادر أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم
آخر تحديث GMT09:36:16
 لبنان اليوم -

آخر سيدة يهودية تغادر أفغانستان بعد سيطرة "طالبان" على الحكم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - آخر سيدة يهودية تغادر أفغانستان بعد سيطرة "طالبان" على الحكم

نساء في أفغانستان
كابول ـ لبنان اليوم

في إسدال للستار على وجود اليهود في أفغانستان، والذي امتد لأكثر من 15 قرناً، وصلت آخر يهودية أفغانية كانت تُقيم في البلاد إلى مُخيم "غولم" للاجئين الأفغان بالقُرب من مدينة تيرانا عاصمة دولة ألبانيا.وذكرت وسائل إعلام أفغانية أن الجهود اللوجستية والسياسية كُللت بالنجاح، ووصلت السيدة توفا مورادي إلى المُخيم، حيث من المتوقع أن تنتقل في وقت لاحق إلى كندا، حيث يُقيم العديد من أبنائها الذين نزحوا من أفغانستان منذ أوائل التسعينات، حينما سيطرت حركة طالبان على أغلب مناطق البلاد للمرة الأولى وقتئذ.

مورادي التي تبلغ من العُمر 83 عاماً حسب أوراقها الرسمية، كانت قد ولدت لعائلة يهودية أفغانية مقيمة في العاصمة كابول، ولم تخرج من المدينة طوال حياتها، خصوصاً بعد تركها لعائلتها واقترانها بزوج أفغاني مُسلم، لكنها لم تتخلَ أو تُنكر ديانتها اليهودية، حيث بقي المُجتمع المُقرب منها يعترف لها بذلك الحق ويحترمه، ودون أن تواجه أية مضايقات اجتماعية قط، حسب تصريحات أدلت بها لوسائل الإعلام طوال السنوات الماضية.
فمورادي بقيت مع زوجها وأطفالها بالرُغم من هجرة عائلتها لجهة والديها في ستينات القرن الماضي.
وكانت مورادي، إلى جانب أحد أقاربها الذي يُدعى زبولون سيمينتوف والحاخام إسحق ليفي، آخر 3 يهود متبقين في أفغانستان، حيث كانت مورادي قد خاطرت بحياتها أثناء حُكم حركة طالبان في أواسط التسعينات، وأخفت الحاخام بعيداً عن الأنظار.
لكن وفاته لاحقاً، ونزوح سيمينتوف قبل عدة أشهر إلى مدينة إسطنبول، جعل من مورادي آخر يهودية متبقية في أفغانستان.
جهود سياسية واستخباراتية واجتماعية مُضنية بُذلت لإجلاء مورادي، شاركت فيها جمعيات إسرائيلية ومجموعة إغاثة أوروبية ورجال أعمال من كازخستان وكندا، سمحت لمورادي وبعض من أفراد عائلتها من جهة زوجها بالخروج من المدينة الخاضعة لسيطرة حركة طالبان.
وكانت تلك المساعي قد تكثفت خلال الفترة الأخيرة بعد النداءات التي وجهها عدد من أقاربها في دول العالم، الذين حذروا من إمكانية إقدام حركة طالبان، أو أحد أفرادها غير المُنضبطين على عمل يُهدد حياتها.
الكاتب والباحث آراس فايق شرح في حديث له كيف أن الحروب الطويلة وسوء الأوضاع السياسية والقلاقل المدينة في دولة ما أنما تُحطم روح التنوع الثقافي والروحي داخلها "خروج مورادي بعد 15 قرناً من الوجود اليهودي المُستديم في تلك البلاد التي كانت على الدوم فسيفساء من المكونات العرقية والدينية والمذهبية واللغوية، يدل على أن الحروب وإيديولوجيات الكراهية، وإلى جانب تحطيمها للمُدن والاقتصاديات والبشر، أنما تفكك أسس الروابط الاجتماعية وقدرتها على التماسك والعيش المُشترك بسلام اجتماعي.
هذه المعايير التي صارت تُعتبر ثروات وطنية في الأزمة الحديثة، وبقيمة تتجاوز الثروات الباطنية والزراعية. وفي كُل النماذج العالمية التي كانت يحدث فيها تهجير لجماعة أهلية ما، فإن حرباً أهلية مُستعرة بين السُكان المُتبقين كانت تندلع بعد سنوات قليل، وربما بعد شهور. لأن تهجير جماعة ما يعني فقدان هذا المجتمع لضمانات التعايش المُشترك".
من مخيم غولم تمكنت السيدة الأفغانية اليهودية من محادثة ذويها من جهة والديها، بما في ذلك العديد من أخوتها العشرة ممن بقوا على قيد الحياة، وعبرت عن فرحتها بهذا التواصل الأول بعد قرابة نصف قرن، لكنها بالمقابل عبرت عن حزنها لمغادرتها بلادها أفغانستان.
ومن الجدير بالذكر إن تاريخ المُجتمع اليهودي الأفغاني يعود إلى أكثر من 15 قرناً، حتى أن بعض المصادر تقول إن العديد من القبائل البشتونية الأفغانية كانت يهودية الديانة فترات طويلة من تاريخها، وتتعايش بسلام مع نظيرتها المُسلمة والمسيحية.
وكان اليهود الأفغان مشهورون بالامتهان في قطاع تجارة الجلود واستثمار الأراضي وصناعة الفضة والذهب الأفغاني التقليدي الشهير، وقد كانت أعمالهم تنمو طوال قرون كثيرة، مستفيدين من الموقع الاستثنائي الذي كانت تحتله أفغانستان في وسط طريق الحرير التاريخي.
كانت الأرقام التقديرية تقول إن أعداد اليهود الأفغان في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي كانت بحدود 100 ألف يهودي أفغاني، وإن كانوا يتعرضون لحملات من الاضطهاد في زمن حُكم الملك نادر شاه ونجله محمد ظاهر شاه. لكنهم بقوا متواجدين بكثافة في مُدن كابل وهرات وسط البلاد. وإن كانت تفرض عليهم أنواع من الغيتو والسلوكيات والملابس.

وقد يهمك أيضاً :

مقتل ستة مدنيين أفغان جراء انفجار قنبلة بسيارتهم

مقتل 20 مسلحًا في غارة جوية بإقليم قندهار جنوبي أفغانستان

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر سيدة يهودية تغادر أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم آخر سيدة يهودية تغادر أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم



GMT 14:37 2021 الخميس ,28 تشرين الأول / أكتوبر

سيدة أميركية مدمنة على أكل جدران المنازل والطباشير

GMT 17:37 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأميرة اليابانية ماكو تتزوج من عامة الشعب بفستان بسيط

GMT 17:43 2021 الأربعاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الأسيرة الفلسطينية نسرين أبو كميل تُعانق حريتها في غزة

GMT 16:19 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

امرأة هندية تنجب أول مولود لها بعمر الـ70 عاماً

GMT 18:31 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

فوز مرشحة متوفية في انتخابات العراق يُثير الجدل

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 22:03 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل مكياج لامع للعروس

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

إليسا تتبرع بفستانين لها في مزاد خيري لصالح مصر

GMT 21:41 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

تسريحات شعر قصير للعروس في 2022

GMT 09:25 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 02:42 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير حلى "الشوكولاتة الداكنة" بالقهوة

GMT 23:00 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

ماء العطر هونري ديلايتس لمسة سحرية تخطف القلوب

GMT 20:11 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

مكياج عرايس خليجي ثقيل بملامح وإطلالة فاخرة ومميزة

GMT 10:05 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon