اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم
آخر تحديث GMT10:31:46
 لبنان اليوم -

اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم

اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري
بيروت - رياض شومان

ذكر تقرير حول أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن، أن حالتهم الاجتماعية والصحية تزداد تدهوراً وتعاسة ، تحملهم على اليأس والقرف مع انقضاء ثلاثة أعوام على الحرب الأهلية في بلادهم، ما جعل الكثير منهم يفضل العودة الى موت محتم داخل سورية على مرارة اللجوء التي دفعتهم أحيانا الى القيام بأعمال شغب .
ويشعر الكثير من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري شرق عمان، بأن العالم "نسي مأساتهم"، مع دخول النزاع السوري عامه الرابع.
وينقل القرير عن لاجئ سوري يدعى ابو عصام (52 عاما) من درعا قوله، ان المواطن "السوري يفضل العودة إلى موت محتم على ان يبقى يتجرع مرارة اللجوء".
ويضيف ان "الجميع تجاهل أوجاع اللاجئين ولا احد يكترث بنا. خدعونا وقالوا ان أزمتكم ستستمر لأيام فقط، اما الآن فنشعر بأن الحل مستحيل".
اما اللاجئة الحاجة كاتبة الحسن (80 عاما) القادمة من درعا أيضاً، فتقف تحت الشمس قرب بوابة المخيم وقد نال الغبار من ثوبها العربي الأسود وهي تستعد للصعود الى الحافلة لتعود الى سورية، بعد أربعة اشهر أمضتها في المخيم.
وتقول الحسن مبتسمة "اشتقت لبلدي. عندما اتيت كنت أظن اني سأبقى لأيام او أسابيع قليلة فقط، لكني لا اقوى على البقاء مدة اطول، الوضع مزر هنا، لا اريد ان اموت بعيدة عن بلدي".
ويقول لاجىء آخر يدعى حسن الزعبي (68 عاما) ان "اللاجئين لم يعودوا يحتملون أوضاع المخيم، فالبعض يعود الى سوريا رغم الدمار الذي حل بها واستمرار الحرب". ويشير الى ان زوجته وأولاده تركوه وعادوا الى سورية أخيرا "بسبب الاوضاع غير الانسانية هنا".
ويروي الزعبي ان اعمال الشغب اندلعت على حد قوله بعد ان "منع الأمن فتيات من مغادرة المخيم بدون تصريح". ويوضح ان "احد رجال الامن دفع احداهن لاصرارها على الخروج، فخلعت حجابها وصرخت منادية اقاربها مدعية انه اعتدى عليها، فوقعت مشاجرة مع رجال الامن تطورت الى ما حدث".
ويوضح الزعبي ان "المخيم يضم أكثر من 100 الف شخص فيهم الصالح والطالح. ذقنا الويلات في سورية ولجأنا الى اقرب ملجأ آمن وعلينا ان نحترمه ونحترم أمنه وقوانينه".
وشهد مخيم الزعتري القريب من الحدود مع سورية منذ إنشائه قبل عامين احتجاجات عدة تخللتها احيانا اعمال شغب، معظمها بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة التي تسود المخيم.
كما اندلعت اعمال شغب في المخيم قبل نحو اسبوعين اوقعت قتيلا بين اللاجئين وعشرات الجرحى غالبيتهم من رجال الأمن، وكانت المرة الاولى التي يسقط فيها قتيل في حوادث مماثلة.
وقالت الامم المتحدة والسلطات الاردنية حينها ان اعمال الشغب اندلعت عقب ضبط محاولة تهريب لاجئين الى خارج المخيم.
ويغادر المخيم ما بين 80 و 100 لاجىء يوميا عائدين الى سورية، لكن في الوقت نفسه يلجأ يوميا نحو 500 سوري الى المملكة التي باتت تؤوي أكثر من نصف مليون لاجىء سوري، ثمانون في المائة منهم يقطنون القرى والمدن.
ويشتكي اللاجئون باستمرار من الأجواء الصحراوية وعدم توافر المياه والكهرباء احيانا في المخيم الذي تصل الحرارة فيه خلال الصيف الى نحو 40 درجة مئوية، في حين تنخفض الى ما دون الصفر في الشتاء.
وبحسب دراسة نشرتها منظمة "كير" العالمية قبل يومين، يحاول اللاجئون السوريون في مدن وقرى الأردن اكثر من قبل التأقلم مع تحديات السكن غير اللائق والديون الكبيرة وتكاليف المعيشة المتزايدة. وقالت المنظمة ان التقييم الذي اجرته لما يزيد على 2200 لاجئ سوري اظهر ان 90 في المائة منهم مدينون لأقاربهم ومالكي العقارات وأصحاب المحلات والجيران.
من جهته، يقول ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين آندرو هاربر ان "ازمة اللاجئين السوريين طالت، ولا احد يعلم متى تنتهي، وحتى ان انتهت غدا هناك كثير من الدمار في سورية" متسائلا " الى اين سيعود هؤلاء؟".
واضاف هاربر ان "السوريين لم يعودوا يهربون من الموت في بلادهم بل هم يهربون بسبب انعدام الأمل في المستقبل".
ويتفق مدير مخيم الزعتري المقدم عبد الرحمن العموش مع هاربر، قائلا ان "بعض اللاجئين يعيش تحت ضغط نفسي هائل نتيجة ما ذاقوه في سورية ويريدون تنفيس الاحتقان الذي يعانونه، ونحن نحاول دائما استيعابهم".
ويضيف ان "وجود أكثر من 100 الف انسان لا نعلم عن خلفياتهم شيئا في مساحة محددة، يشكل تحديا امنيا ليس من السهل التعامل معه".


 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري يفضِّلون الموت في بلادهم



نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
 لبنان اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 08:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير
 لبنان اليوم - نصائح لتنظيف الستائر دون استخدام ماء كثير

GMT 20:45 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 11 أبريل / نيسان 2023

GMT 17:08 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

ربيع سفياني يكشف أسباب تألقه مع التعاون

GMT 19:29 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نائب رئيس الشباب أحمد العقيل يستقيل من منصبه

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 22:12 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:14 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 03:49 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

"Dior" تجمع عاشقات الموضة في حفل سحور بدبي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon