توقعات بالتغيير في لبنان بعد إعلان البابا فرنسيس زيارته له
آخر تحديث GMT20:37:48
 لبنان اليوم -

توقعات بالتغيير في لبنان بعد إعلان البابا فرنسيس زيارته له

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - توقعات بالتغيير في لبنان بعد إعلان البابا فرنسيس زيارته له

البابا فرنسيس
بيروت - لبنان اليوم

لم يكن مفاجئاً إعلان البابا فرنسيس أنّه سيزور لبنان. لكن أحداً لم يتوقع أن يكون لبنان الذي ينزلق سريعاً نحو الإهتراء الشامل، وربما الاضمحلال، هو التالي مباشرةً بعد العراق. فهل يمتلك الفاتيكان معطيات تدفعه إلى أن يولي أهميةً استثنائيةً للعراق ولبنان، وللمشرق ومسيحييه عموماً، وفي شكل عاجل؟درَج الباباوات في نصف القرن الأخير على زيارة لبنان. وقد دشَّن المسار بولس السادس، في 2 كانون الأول 1964، إذ توقَّف في مطار بيروت نحو 50 دقيقة، خلال رحلته إلى الهند. وكان الهاجس آنذاك توجيه رسالة سلامٍ إلى الشرق الأوسط.ولكن، بعد التحوُّلات التي أفرزتها الحروب العربية- الإسرائيلية وحروب لبنان، واتفاقات السلام التي أعقبتها، والوصاية السورية على لبنان، بدأت الزيارات البابوية للشرق الأوسط ولبنان تتخذ طابعاً آخر وترتدي أهمية أكبرفي نهاية الثمانينات من القرن العشرين، اضطلع البابا يوحنا بولس الثاني، بدورٍ أساس في تحقيق تغيير دولي تاريخي، عندما نجح في إسقاط الأنظمة المرتبطة بالاتحاد السوفياتي في أوروبا الشرقية، بدءاً من بلده بولونيا. فتحوَّل رمزاً للتحرُّر الوطني عن طريق الثورات الهادئة.في تلك الفترة، وفيما كانت صورة «بابا التحرير» تتكرَّس في أوروبا، كان لبنان قد أنهى الحرب الأهلية باتفاق الطائف 1989، وبحروب عاصفة انتهت بتلزيم لبنان لسوريا، بتغطية عربية ودولية شاملة.كان الصوت المسيحي هو الأعلى اعتراضاً، ولاسيما صوت بكركي. وثمة مَن يعتقد أنّ البطريرك نصرالله صفير كان يستوحي انتفاضة البابا يوحنا بولس الثاني الذي تربطه به علاقة وثيقة وقرابة العمر، إذ إنّهما كلاهما مولودان في منتصف

أيار 1920، بفارق 3 أيام فقط.مساعي البابا للتغيير في لبنان بدأت تنضج بدءاً من منتصف التسعينات. فقد أطلق ورشةً على خط بيروت - روما، دامت أكثر من 3 سنوات، جرى خلالها إعداد سينودس للكنيسة في روما، وإصدار «رجاء جديد من أجل لبنان». وبعد ذلك، قام يوحنا بولس بزيارة يمكن اعتبارها مفصلية في تاريخ لبنان، في 10 أيار 1997.هاتان الورشة والزيارة أثمرتا، في العام 2000، نداءَ بكركي الشهير الذي كان أساساً في تحقيق التغيير الكبير في آذار 2005، بخروج القوات السورية من لبنان ورفع الوصاية عنه. وشاء القدر أن يرحل يوحنا بولس في نيسان ذلك العام، وفيما كان يرحل آخر جندي سوري عن لبنان.عندما وصل خَلَفه البابا بنديكتوس السادس عشر إلى السدّة البابوية، ورث عنه مهمَّة الرعاية للبنان والشرق الأوسط. وأطلق ورشةً تُوِّجت بسينودوس خاص، في تشرين الأول 2010، انبثق منه «الإرشاد الرسولي إلى أساقفة الشرق الأوسط». ثم، في 14 أيلول 2012، قام بزيارة لبنانيمكن القول، إنّ مهمة البابا بنديكتوس كانت انتقالية، على المستوى الاستراتيجي. فقد كان الشرق الأوسط ينتقل من معادلة الأنظمة التي كرَّسها نظام القطبين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، خلال الحرب الباردة ومرحلة الحروب العسكرية الكبرى العربية - الإسرائيلية، إلى مرحلة «الربيع العربي» وتحوُّلاته العميقة على مستوى الأنظمة والخرائاليوم، بات الشرق الأوسط مختلفاً تماماً عمّا كان قبل اندلاع الحروب الأهلية، حروب «الربيع العربي» في 2011. ونشأت فيه معادلات جديدة للقوى الإقليمية والدولية، وبدأت مسارات التطبيع تتكامل بين العرب وإسرائيل، ما يَفرض تغييراتٍ حتمية في كيانات المنطقة كلها وأنظمتها.ومن هنا، يجدر التدقيق في الدور الذي يضطلع اليوم البابا فرنسيس في الشرق الأوسط، وتالياً، في زيارتيه للعراق

ولبنان. فالمرحلة الانتقالية ربما تكون قد شارفت على نهايتها، أو على الأقل هي قيد الإنضاج. ومن شأن الرعاية الفاتيكانية للبنان أن توفّر للبنان حماية من تحوُّلات حادّة يمكن أن تطرأ.من هذا المنظار، يمكن رؤية المبادرة الجريئة التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي. فهي تحظى برعاية الكرسي الرسولي وتتكامل معها.ويعتقد بعض المتابعين، أنّ زيارة البابا للبنان، والتي سيتأنّى في تحديد موعدها، ستكون علامةً لتغيير قد يتأخّر، لكنه وُضِع على السكة. شأنها في ذلك شأن زيارة البابا يوحنا بولس التي مهّدت لتغييرات مفصلية.ولكن، هل يحظى الفاتيكان في هذه المرحلة بتغطية من القوى الدولية تسمح له باستخدام رصيد يمتلكه في لبنان والشرق الأوسط؟العالمون يقولون: قبل يوحنا بولس الثاني، كان أقوياء العالم يعتمدون مقولة الزعيم السوفياتي جوزف ستالين الذي قال بسخرية لرئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في يالطا، العام 1945: «كم دبابةً يمتلك البابا ليعلن الحرب على أدولف هتلر»؟ولكن، بعد ما فعله يوحنا بولس، بإسقاط المنظومة السوفياتية، أدركت الولايات المتحدة والقوى الكبرى أنّ للفاتيكان موقعاً معنوياً فاعلاً ولا يمكن تجاهله.وعلى الأرجح، سيستخدم البابا فرنسيس رصيده المعنوي في الشرق الأوسط، بتغطية دولية، مع التذكير بأنّ الرئيس الحالي للولايات المتحدة كاثوليكي. وثمة مَن يعتقد أنّ بصمات الفاتيكان ستكون حاضرة في رسم مستقبل الشرق الأوسط، ولبنان جزء منه. فهل ستكون زيارته المرتقبة إشارة انطلاق إلى ترسيخ هذا المسار نحو التغيير؟

قد يهمك ايضا

البابا فرنسيس يدين بيع الأسلحة وتهريبها إلى الإرهابيين

البابا فرنسيس يحذّر في العراق الى الضرر من تناقص مسيحي الشرق

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقعات بالتغيير في لبنان بعد إعلان البابا فرنسيس زيارته له توقعات بالتغيير في لبنان بعد إعلان البابا فرنسيس زيارته له



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 16:44 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن تحييد "عنصرين" في "حزب الله" اللبناني
 لبنان اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن تحييد "عنصرين" في "حزب الله" اللبناني

GMT 17:29 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
 لبنان اليوم - إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
 لبنان اليوم - تسلا تواجه انتقادات بعد وفيات ناجمة عن أعطال أبواب السيارات

GMT 17:50 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية
 لبنان اليوم - نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية

GMT 15:01 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:56 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

سندس القطان بإطلالات مقلمة ناعمة ورائعة على انستقرام

GMT 17:43 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

لاعب كونغولي يخطف الأنظار في مونديال اليد

GMT 01:35 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

وفاة 4 لاعبين ورئيس ناد بطريقة مأساوية في البرازيل

GMT 17:45 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تنشر مشاهد لجمال لبنان وتعلق"خلينا ما بقى نسكت"

GMT 02:55 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

7 حيل تجعل عطركِ يدوم طويلًا مهما كان نوعه

GMT 01:56 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النساء يحقّقن اختراقات في انتخابات الكونغرس الأميركي

GMT 15:26 2020 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

مقتل 3 أطفال وإصابة 4 بانفجار قارورة غاز في الهرمل

GMT 14:02 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 18:16 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

أناقة زين مالك بعد أنفصاله عن جيجي حديد

GMT 14:09 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

رائدة ناسا "كيت روبينز" تحصد الفجل المزروع في الفضاء
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon